مصطفى صادق الرافعي - حياته وأعماله

مصطفى صادق الرافعي .. أحد أعلام الأدب

مصطفى صادق الرافعي أحد أعلام الأدب العربي في القرن العشرين، الذي ترك بصمة لا تُمحى في عالم الأدب والفكر.


مصطفى صادق الرافعي
مصطفى صادق الرافعي 

يعتبر الرافعي من أبرز الكتاب الذين أثروا في الأدب العربي بنثرهم وشعرهم ومقالاتهم الأدبية.

حياة الرافعي

ولد مصطفى صادق الرافعى في 1 يناير 1880 في مدينة طنطا بمصر، لعائلة ذات أصول سورية، كان والده قاضيًا شرعيًا، مما أتاح له فرصة الاطلاع على العلوم الدينية والأدبية منذ صغره، حفظ الرافعي القرآن الكريم في سن مبكرة، مما ساعده على تنمية لغته العربية وصقل موهبته الأدبية.

أصيب الرافعي في صغره بمرض فقدان السمع، الأمر الذي أثر عليه كثيرًا ودفعه للانطواء والاهتمام بالقراءة والكتابة، بدأ بنشر مقالاته وقصائده في الصحف والمجلات الأدبية، وسرعان ما نال إعجاب القراء والنقاد على حد سواء.

الأعمال الكاملة لـ مصطفي صادق الرافعي 

  • ديوان الرافعي: (ثلاثة أجزاء) صدرت طبعته الأولى بين سنتي 1903 و1906. وقدم لكل جزء منها بمقدمة في معاني الشعر تدل على مذهبه ونهجه، وهي مذيلة بشرح يُنسب إلى أخيه محمد كامل الرافعي وإنما هي من إنشاء الرافعي.
  • ديوان النظرات: (شعر) صدرت طبعته الأولى عام 1908م.ل
  • ملكة الإنشاء: كتاب مدرسي يحتوي على نماذج أدبية من إنشائه، أعدّ أكثر موضوعاته وتهيأ لإصداره في سنة 1907، ونشر منه بعض النماذج في ديوان النظرات، ثم صرفته شؤون ما عن تنفيذ فكرته فأغفله، وقد ضاعت أصوله فلم يبقَ إلا النماذج المنشورة منه في ديوان النظرات.
  • تاريخ آداب العرب: (ثلاثة أجزاء) صدرت طبعته الأولى في جزأين عام 1329 هـ، 1911م. وصدر الجزء الثالث بعد وفاته بتحقيق محمد سعيد العريان وذلك عام 1359 هـ الموافق لعام 1940م. يراه أكثر الأدباء كتاب الرافعي الذي لا يعرفونه إلا به.
  • إعجاز القرآن والبلاغة النبوية: (وهو الجزء الثاني من كتابه تاريخ آداب العرب)، وقد صدرت طبعته الأولى باسم إعجاز القرآن والبلاغة النبوية عام 1928م.
  • حديث القمر: أول ما أصدر الرافعي في أدب الإنشاء، وهو أسلوب رمزي في الحب تغلب عليه الصنعة، أنشأه بعد رحلته إلى لبنان في سنة 1912 حيث التقى لأول مرة بالآنسة الأديبة ماري يني فكان بينهما ما كان.
  • المساكين: سطور في بعض المعاني الإنسانية ألهمه إياها بعض ما كان في مصر من أثر الحرب العامة، صدرت طبعته الأولى عام 1917م.
  • نشيد سعد باشا زغلول: كتيّب صغير عن نشيده (اسلمي يا مصر) الذي أهداه إلى سعد زغلول في سنة 1923، طبع في المكتبة السلفية بالقاهرة؛ وأكثر ما في الكتاب من المقالات هو من إنشاء الرافعي أو إملائه.
  • النشيد الوطني المصري: (إلى العلا....) ضبط ألحانه الموسيقية الموسيقار منصور عوض.
  • رسائل الأحزان: كتاب أنشأه في سنة 1924 يتحدث فيه عن شيء مما كان بينه وبين فلانة، على شكل رسائل يزعم أنه من صديق يبثّه ذات صدره.
  • السحاب الأحمر: هو الجزء الثاني من قصة حب فلانة، أو الطور الثاني من أطواره بعد القطيعة، صدر بعد رسائل الأحزان بأشهر.
  • تحت راية القرآن: مقالات الأدب العربي في الجامعة، والرد على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين. صدر في سنة 1926.ل
  • على السفود: وهو رد على عباس محمود العقاد، نشرته مجلة العصور في عهد منشئها الأول الأستاذ إسماعيل مظهر، ولم تذكر اسم مؤلفه ورمزت إليه بكلمة: إمام من أئمة الأدب العربي.
  • أوراق الورد: الجزء الأخير من قصة حبه، يقوم على رسائل في فلسفة الجمال والحب أنشأها ليصور حالاً من حاله فيما كان بينه وبين فلانة، ومما كان بينه وبين صديقته الأولى صاحبة حديث القمر.
  • رسالة الحج: أنشأه في صيف سنة 1935، استجابة لرأي صديقه حافظ عامر وإليه نسب!
  • وحي القلم: (ثلاثة أجزاء) وهو مجموعة فصول ومقالات وقصص كتب المؤلف أكثره لمجلة الرسالة القاهرية بين عامي 1934- 1937م. طبع منه جزان في حياته، ثم أعيد طبعه مع الجزء الثالث أكثر من مرة بعد موته، وفيها:

  1. اليمامتان
  2. الطفولتان
  3. في الربيع الأزرق

  • رسائل الرافعي: وهي مجموعة رسائل خاصة كان يبعث بها إلى محمود أبي رية، وقد اشتملت على كثير من آرائه في الأدب والسياسة ورجالهما.
  • السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية: وهو بحث نفيس أنشأه الرافعي جابة لدعوة جمعية الهداية الإسلامية بالعراق؛ لتنشره في ذكرى المولد النبوي سنة 1352 هـ. وهو منشور بتحقيق خلف، وقد قال في مقدمة تحقيقه عن هذا البحث : (هو خليق بأن يصل ليد كل عربي قارئ، ومَقْمَنَةٌ لأن يُتلى على كل أمي عابئ).
  • موعظة الشباب (مسرحية).
  • رواية حسام الدين الأندلسي (مسرحية) طبعت بمطبعة الواعظ بمصر سنة 1322 هـ 1905م، ولم تذكر في كُتب مَن كَتب عن الرافعي، ولا حتى عند العريان.
  • ألّف الرافعي النشيد الوطني التونسي بعد إضافة بيتين للشاعر أبو القاسم الشابي، وهو النشيد المعروف بحماة الحمى ومطلع القصيدة: حماة الحمى يا حماة الحمى - هلموا هلموا لمجد الزمــن لقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن.

أفضل كتب الرافعي

تميزت أعمال مصطفي صادق الرافعي بالتنوع والثراء، حيث كتب في الشعر والنثر والمقالة، ومن أبرز أعماله:
1. ديوان الرافعي: يتضمن مجموعة من القصائد التي تعكس قدراته الشعرية ومهاراته اللغوية، تناول في قصائده موضوعات متنوعة مثل الحب والوطن والدين والطبيعة.
2. وحي القلم: من أشهر أعمال الرافعي، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الأدبية التي نشرت في مجلة الرسالة، تميزت هذه المقالات بأسلوبها الراقي وفلسفتها العميقة وقدرة الرافعي على التعبير عن أفكاره بأسلوب بليغ ومؤثر.
3. تاريخ آداب العرب: كتاب تاريخي أدبي يتناول فيه الرافعي تطور الأدب العربي عبر العصور، بدءًا من العصر الجاهلي وصولاً إلى العصر الحديث، يعتبر هذا الكتاب مرجعًا مهمًا لكل باحث في الأدب العربي.
4. رسائل الأحزان: كتاب يعبر فيه الرافعي عن تأملاته في الحياة والإنسانية، بأسلوب أدبي راقٍ وشاعري، يعكس الكتاب جوانب من فلسفته ورؤيته العميقة للحياة.


مصطفى صادق الرافعي
الرافعي


الرافعي وحي القلم 

وحي القلم للرافعي هو كتاب شهير يتألف من مقالات وقصص قصيرة ومقالات أدبية، تناول فيها الرافعي العديد من القضايا الاجتماعية والأخلاقية والوطنية، يتميز الكتاب بأسلوبه الأدبي الراقي والممتع، وغالباً ما يستخدم اللغة العربية الفصحى في تعبيراته.

يعتبر وحي القلم من أهم أعمال الرافعي ومن أبرز الأعمال الأدبية في الأدب العربي الحديث، حيث يتناول الرافعي في هذا الكتاب مواضيع متنوعة مثل الحب، الوفاء، الأخلاق، والدين، ويعبر عن آرائه في مختلف القضايا بأسلوب فلسفي وبلاغي متميز.

أوراق الورد الرافعي

أوراق الورد للرافعي هو كتاب مكون من مجموعة من الرسائل الأدبية التي كتبها الرافعي، وتتميز بأسلوبه البديع والمشاعر الصادقة والعميقة.
الكتاب مقسم إلى مجموعة من الرسائل، ويغلب عليه الطابع العاطفي والوجداني، حيث يعبر الرافعي عن أحاسيسه وتأملاته في الحب والحياة والجمال، كما يحتوي على الكثير من الحكم والمواعظ التي تعكس رؤيته الفلسفية والأدبية.
أوراق الورد ليس مجرد كتاب عن الحب، بل هو نافذة إلى روح الرافعي وفكره، ويعد من الكتب التي تترك أثراً عميقاً في نفوس قرائها بفضل أسلوبه الأدبي الراقي وقدرته على التعبير عن أدق المشاعر الإنسانية.

اقتباسات الرافعي

  • ولقد يكون في الدنيا ما يُغني الواحد من الناس عن أهل الأرض كافّة .. ولكن الدنيا بما وسعت لا يمكن أبداً أن تغني محباً عن الواحد الذي يحبه! هذا الواحد له حساب عجيب غير حساب العقل .. فإن الواحد في الحساب العقلي أول العدد .. أما في الحساب القلبي فهو أول العدد وآخره .. ليس بعده آخـِـر إذ ليس معه آخـَر (أوراق الورد)
  • في قلب الرجل ألف باب يدخل منها كل يوم ألف شيء ولكن حين تدخل المرأة من أحدها لا ترضى إلا أن تغلقها كلها (السحاب الأحمر)
  • إنما هي ثلاثة : المبدأ الشريف للنفس ، والفكر السامي للعقل ، والحب الطّاهر للقلب ؛ هذه هي معاني الكمال الإنساني (حديث القمر)
  • إذا استقبلتَ العالَمَ بالنفسِ الواسعةِ, رأيتَ حقائقَ السرورِ تزيدُ وتتسِعُ, وحقائقَ الهمومِ تصغُرُ وتَضيقُ, وأدركتَ أنَّ دنياكَ إن ضاقتْ فأنتَ الضيِّقُ لا هيَ (وحي القلم)
  • أف لهذه الدنيا! يحبها من يخاف عليها.. ومتى خاف عليها خاف منها.. فهو يشقى بها ويشقى لها.. ومثل هذا لا يكاد يطالع وجه حادثةٍ من حوادث الدهر إلا خيّل إليه أن التعاسة قد تركت الناس جميعا وأقبلت عليه وحده (المساكين)
  • اشد سجون الحياة فكرة خائبة يسجن الحي فيها، لا هو مستطيع أن يدعها، ولا هو قادر أن يحققها؛ فهذا يمتد شقاؤه ما يمتد ولا يزال كأنه على أوله لا يتقدم إلى نهاية؛ ويتألم ما يتألم ولا تزال تشعره الحياة أن كل ما فات من العذاب إنما هو بَدْء العذاب (وحي القلم).

أقول الرافعي

  • أشد ما في الكسل أنه يجعل العمل الواحد وكأنه أعمال كثيرة (كلمة وكليمة)
  • أفتدري ما السعادة؟ طفولةُ القلب! (حديث القمر)
  • تتم آمالنا حين لا نؤمّل! (آمال)
  • يموت الفقير خفيفاً هادئاً كأنه طائر بسط جناحه وطار (حديث القمر) 
  • لا يريد الهمّ منك أكثر من أن تريدَه .. فيأتي! (رسائل الأحزان)
  • ولكن الأسرة لا تقوم على سواد عيني المرأة وحمرة خديها، بل على أخلاقها وطباعها (وحي القلم)

تأثير الرافعي على الأدب العربي

كان لـ " مصطفي صادق الرافعي " تأثير كبير على الأدب العربي الحديث بفضل أسلوبه الفريد وإتقانه للغة العربية.
 تمكن من إحياء التراث الأدبي العربي وجعله ملهمًا للأجيال الجديدة من الأدباء. 
كان له دور كبير في تطوير فن المقالة الأدبية، وأثره واضح في العديد من الكتاب الذين جاؤوا بعده.

خاتمة

مصطفى صادق الرافعي هو أحد أبرز الأدباء العرب الذين أسهموا في إثراء الأدب العربي بمؤلفاتهم وإبداعاتهم، تظل أعماله مرجعًا مهمًا لكل من يهتم بالأدب العربي، وتبقى ذكراه حية في قلوب محبي الأدب والفكر. 

في النهاية لقد ترك الرافعي بصمة لا تُمحى في عالم الأدب، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأدب العربي كأحد أعظم الكتاب والمفكرين.

اقرأ أيضاً أفضل روايات نجيب محفوظ - الأعمال الذهبية لنوبل الأدب

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال