غروب وشروق - أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية

غروب وشروق ضمن قائمة أفضل 100 في تاريخ السينما المصرية 

فيلم غروب وشروق هو أحد الأعمال السينمائية المميزة التي اختيرت ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، أُنتج الفيلم عام 1970.

فيلم غروب وشروق
فيلم غروب وشروق 

غروب وشروق من إخراج كمال الشيخ ومن تأليف جمال حماد، ويعُدّ هذا الفيلم من الأفلام التي تركت بصمة قوية في ذاكرة السينما المصرية بفضل قصته المؤثرة وأداء فريق العمل المميز.

يُصنف فيلم غروب و شروق كفيلم سياسي، حيث تقع أحداثه في أوائل عام 1952 أي قبل شهور قليلة من الثورة، حيث سيطرة البوليس السياسي على مقاليد الأمور في البلاد، ويجسد الفيلم صورة لبطش البوليس السياسى فى التعامل مع الأمور بوحشية.

ماذا يعني فيلم سياسي؟

الفيلم السياسي هو الفيلم الذي يتناول الواقع السياسي الحالي في زمن إنتاج الفيلم وليس زمن سابق على زمن إنتاج الفيلم، وهو أيضا الذي يتناول شخصية سياسية أو حدث سياسي كبير كان له تأثيراً حقيقيًا في نفوس الجماهير في زمن إنتاج الفيلم أيضا، وقد يكون عن أحداث واقعية أو من وحي خيال المؤلف لكنه يحمل اسقاطاُ على الواقع.

ورغم الخلاف حول مفهوم الفيلم السياسي إلا أن السينما المصرية عرفت هذا النوع من الأفلام منذ نشأتها، وقد غلب عليه التوجيه والنفاق وكثير من السطحية والتنكيل بشخصية ما أو فترة زمنية محددة، إلا ان هناك من حاول كسر هذا الجمود والتوجيه وقدّم إبداعاُ خالصاً في محاولة للتأثير في وعي الجمهور، لكن غلب عليه أفكاره الخاصة وايدلوجيته الشخصية وتجرد من الموضوعبة وإن كان هذا أمرا طبيعيا فالسينما في الاساس وجهة نظر وليس مطلوبا الحيادية في طرح قضية ما، وبشكل عام كان النظام السياسي حاضرا بشكل قوي في صناعة الفيلم السياسي في تاريخ السينما المصرية والتي قدمت ما يقارب 100 فيلم او اكثر ينتموا لهذا النوع من السينما.

ماذا لو 

ماذا لو اكتشف أحدهم خيانة زوجته مع أعز أصدقائه فيقرر طلاقها قبل أن يخطط والدها الرجل السياسي الماكر قتله درءاً للفضيحة، ثم يزوجها إلى صديق زوجها الخائن الذي ينتهز الفرصة وأعوانه للقضاء على بؤرة فساد سياسي تعيثُ في البلاد فساداً.

فكرة الفيلم

في أعقاب حريق القاهرة، يشعر عصام بالذنب من جراء خيانته لصديقه سمير حين عبث مع زوجته مديحة، فيقرر عصام أن ينتقم من والد مديحة الذي ضغط عليه للزواج من مديحة درءًا للفضيحة.

قصة الفيلم

يتناول فيلم غروب وشروق (الذي يصور الحياة في مصر خلال الأيام الأخيرة من عهد الملك فاروق) ابنة عزمي باشا رئيس البوليس السياسي، الذي يلجأ لقتل زوجها بعد أن اكتشف خيانتها مع صديقه، وحتى لا يفتضح الأمر، يقوم بتزويجها من صديق زوجها الراحل، فينضم هذا الزوح لتنظيم وطني هدفه التخلص من الاستبداد.

المعالجة السينمائية 

تقع الأحداث «غروب وشروق» في أوائل عام 1952 حيث تنتشر المنظمات الوطنية السرية في جميع أنحاء البلاد، ويرأس إحدى هذه التنظيمات أمين عاكف (صلاح ذو الفقار) بهدف الإطاحة بالملك وأعوانه كعزمي باشا (محمود المليجي) رئيس الشرطة، وكان لدى أمين صديقان هما عصام (رشدي أباظة) وسمير (إبراهيم خان) الذي كان متزوجاً من مديحة ابنة عزمي باشا (سعاد حسني).

كانت مديحة تتخيل أنها تستطيع العيش خارج سيطرة والدها، فتطلب من زوجها العيش بمفرده خارج أسوار القصر، ولكن والدها يرفض ذلك.

بعد إخماد حريق القاهرة في يناير 1952، يطمئن عزمي باشا إلى أن الوضع قد تم السيطرة عليه وأنه لا يوجد خطر، ثم يحدث شجار بين مديحة وسمير لعدم قدرته على إقناع والدها بمغادرة القصر، تشعر مديحة بالملل من سفر زوجها في إحدى رحلاته، فتتصل بأحد أصدقاءه عبر الهاتف، وهو عصام الذي تعرف بأن لديه العديد من العلاقات النسائية، ظنًا منها أنه نوع من التغيير لملل ورتابة حياتها.

تتطور المحادثات الهاتفية بينهما، دون أن يعرف عصام من هي هذه المتصلة التي تعلم عنه كل شيء؟ - حتى تذهب مديحة إليه في شقته، ثم يتركها لشراء بعض الطلبات المنزلية، ولكن تصدمه سيارة ويتم نقله إلى المستشفى ويبحث عن أحد أصدقائه لإخراج المرأة الموجودة بشقته، وكان صديقه أمين كان مشغولاً، ولسوء حظه أن صديقه  سمير فقط كان متاحًا للمساعدة، فوصل إلى المستشفى وأخبره عصام بما حدث وطلب منه الإفراج عن هذه المرأة دون أن يعلم أنها زوجته، ويتفاجأ سمير بوجود مديحة زوجته في منزل أعز أصدقائه، فيعتدي عليها بالضرب المُبرح في منزل صديقه ثم أمام والدها الذي خطط لحادث قتل سمير درءًا للفضيحة.

يشعر الصديقان أمين وعصام بصدمة بعد اغتيال صديقهما، وفي الوقت الذي كانا فيه حزينين على فقدان أعز أصدقائهما، حاول عزمي باشا أن يضغط على عصام للزواج من ابنته مديحة لمحاولة تجنب الفضيحة ويرى أمين أنها فرصة عظيمة لاختراق قصر عزمي باشا، وبالفعل يتزوج عصام من مديحة ويسكن في القصر.

ينقل عصام أسرار الباشا للمنظمة الوطنية من خزينته الخاصة ويطبعها أمين على شكل مذكرات ويوزعها في كل مكان حتى تصل إلى السراي، فتطالبه السراي بتقديم استقالته فيحاول عزمي باشا ضرب العناصر المعارضة له من خلال عصام وأمين لكنه لم ينجح، وفي النهاية يُعتقل عزمي باشا وأثناء الوداع، يخبر عصام مديحة عن مدى حبه لها، لكنها تطلب أن يفترقا إلى الأبد، يغادر مع أمين وينظمون لقائهما المقبل في المنظمة الوطنية.

فريق عمل فيلم غروب وشروق 

ﺇﺧﺮاﺝ: كمال الشيخ
تأليف: جمال حماد
سيناريو وحوار: رأفت الميهي
تصوير: كمال كريم
موسيقى: أندريا رايدر
إنتاج وتوزيع: الموسسة المصرية العامة للسينما والتلفزيون

طاقم التمثيل فيلم غروب و شروق

سعاد حسني   
رشدي أباظة  
صلاح ذو الفقار  
محمود المليجي  
إبراهيم خان  
محمد الدفراوي  

القصة والسيناريو

 كُتب السيناريو بحرفية عالية، مما جعل القصة تشد انتباه المشاهدين وتثير مشاعرهم، التناول الذكي للقضايا الاجتماعية والسياسية من خلال الحبكة الروائية المتماسكة كان من العوامل الرئيسية في نجاح الفيلم.

تحليل الشخصيات والأداء

رشدي أباظة: قدم أداءً معبراً عن شخصية الشاب المضطرب، صاحب النزوات في المراحل الأولى من الفيلم، قبل أن يتحول جذرياً إلى شخص آخر مُتزن بعد وفاة صديقه وزواجه من أرملته، مما أظهر قدراته التمثيلية الكبيرة وأكد مكانته كواحد من أهم نجوم السينما المصرية.

سعاد حسني: أبدعت في تقديم شخصية المرأة اللعوب أوقاتاً والمرأة المضطربة أوقاتاً أخرى، فاستطاعت بعبقرية التوازن الدقيق بين المشاعر والتحولات في الشخصية، ما أضاف بعدًا جديدًا لمشوارها الفني وأثبتت مرة أخرى أنها "سندريلا الشاشة العربية".

صلاح ذو الفقار: قدم أداءً مميزاً ومقنعاً لشخصية المناضل الثوري الخفي الذي يوازن بين عمله وحياته وعلاقاته مع أصدقائه وبين نشاطه الثوري الخفي، حيث أظهر قدراته التمثيلية العالية وقدرته على تجسيد أدوار معقدة.

إبراهيم خان: فيلم غروب وشروق هو البطولة الأولى للفنان إبراهيم خان، الذي قدم فيه أشهر أدواره على الإطلاق، حيث أدى فيه دوره ببراعة حين جسد شخصية "سمير" الزوج المخدوع من زوجته.

محمد الدفراوى: قدم الدفراوي دور ضابط البوليس السياسى الوطنى النزيه بتفوق واضح، وله الفضل فى خلق اتزان الفيلم، وكأنه «ضابط إيقاع» يرسم الطريق لفرقة موسيقية، ويحول بينها و

الإخراج والتصوير

تميز إخراج كمال الشيخ بالدقة والاحترافية، حيث استطاع نقل أحداث القصة بشكل سلس ومؤثر، كما أن التصوير السينمائي للفيلم، والذي استخدم فيه تقنيات متقدمة في ذلك الوقت، أضفى على الفيلم لمسة فنية مميزة. 

الرسالة والمغزى

يحمل فيلم "غروب وشروق" رسالة قوية عن الأمل والتغيير، يعكس الفيلم الرغبة في التحرر من قيود الماضي والسعي نحو مستقبل أفضل، كما يعبر عن الصراع بين الأجيال والتحديات التي تواجهها المجتمعات في فترات التحول.

اندماج عناصر النجاح

توافرت عناصر النجاح في فيلم غروب وشروق،  لذا كان الفيلم من الأعمدة الرئيسية لقائمة أهم مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية، فقصة الفيلم كتبها المؤرخ العسكرى اللواء جمال حماد، كاتب بيان ثورة يوليو الأول الذى أذيع، صباح «الأربعاء 23 يوليو 1952» وكاتب السيناريو هو المخرج والسيناريست والروائى رأفت الميهى، ومخرج الفيلم هو المخرج العبقري كمال الشيخ، والأبطال هم أسطوات الاندماج الكامل فى الشخصيات، على رأسهم «محمود المليجى»  و«سعاد حسنى»  والتفوق فى هذا الفيلم كان موزعا بين مديحة «سعاد حسنى»  التي نافست عزمي باشا «محمود المليجي» فى التعبير عن المأساة المختلفة بين شخصيتهما كأب له نفوذ سياسي وإبنة لها تطلعات ورغبات.

كانت سعاد حسني في تلك الفترة  فى ذروة نضوجها الفني والأنثوى، وقمة حضورها في وجدان جماهير السينما المصرية، والحقبة التاريخية التى صورها الفيلم كانت حقبة الخروج من عنق الزجاجة، وهو أمر عسير على الجميع، والجميع هنا مقصود بهم: الملك فاروق، الجيش، التنظيمات الوطنية المناهضة للاستعمار، الشعب المقهور الجائع الذى لم يعد يثق فى أى حزب من الأحزاب التى فى الساحة.

وثيقة ممتعة

فيلم غروب وشروق هو وثيقة ممتعة، اشترك فى نجاحها الفنانون الكبار، تحت قيادة مخرج موهوب، له سمات تميزه من أهمها، الإيقاع السريع والدقة فى رسم الصورة، ونجحوا جميعاً في تحقيق المتعة للمشاهد وتوصيل رسالة الفيلم بسهولة ويُسر.

كواليس فيلم شروق وغروب

شهد فيلم شروق وغروب كثير من التفاصيل والكواليس التى دارت بين فريق العمل، حيث يصف إبراهيم خان دوره الفيلم بـ "الأصعب"، خاصةً أنه كان في بدايته وأكثر مشاهده كانت أمام النجمة سعاد حسني، وفي أحد المشاهد والذي يعد أهم مشهد بالفيلم، والذي يكتشف فيه خيانة زوجته مع صديقه المقرب، طلب منه المخرج أن يؤدي الدور أقرب للواقع خاصة صفعه لسعاد حسني، فأعاد المشهد أكثر من مرة بسبب تردده، فطلبت منه سعاد حسني أن يسحلها ويضرب بشكل طبيعي، وأوضح في هذا الصدد: 
  • "تخيل نفسك في الموقف دا واتصرف زي ما المفروض تعمل .. فقمت بسحلها وضربها علقة ساخنة وجت تاني يوم جسمها كله أزرق، وهي اللي طلبت كدا، قالتلي أضربني يا إبراهيم، أنت مش بتعمل أفلام أكشن، أضرب بس متعورنيش، عملنا المشهد بجد وضربتها وجرجرتها على الأرض، تاني يوم مشتغلناش بسبب أنها كانت جسمها كله معلم ضرب".
وأفصح مدير التصوير عن كواليس نفس المشهد قائلا : 
  • "هذا المشهد  اعتز به واعتبره من أهم المشاهد التي صورتها في حياتي وهو المشهد الذي يجمع بين (مديحة) سعاد سعاد وبين زوجها(سمير) حينما وجد سمير ان زوجته في شقة صديقه فيجرها جرا من الشقة إلي السلم وهي شبه عارية واستقل بها سيارة تاكسي وذهب بها الي والداها وايضا دخلت انا والكاميرا الي داخل الانسانسير وبدأ ابراهيم خان رحلته يجر سعاد حسني أربعة الادور علي السلالم وكان مشهدا حقيقيًا ليس فيه ادني افتعال او خدعة فقد كانت سعاد حسني تشد وتسحب علي السلالم وهو يعنقها ويقسو عليها حتي لاتهرب منه واذكر ان سعاد حسني أصيبت بكدمات عديدة وسحجات بسبب هذا المشهد الغريب".
وكشف المونتير سمير فريد ومدير التصوير كمال كريم عن أبرز كواليس فيلم غروب وشروق، قائلاً:
  • "أبرز كواليس الفيلم هو حذف مشهد لقاء محمود المليجى "عزمى باشا" مع ابنته "مديحة" سعاد حسنى عقب القبض عليه وذلك من قبل المخرج كمال الشيخ الذى رأى أن المشهد قد يتعاطف معه الجمهور بسبب نظرة محمود المليجي لابنته والتى كانت بها جانب كبير من الانسانية والتى تتناقض تماما مع شخصيته كرئيس القلم السياسي وقتها وهو ما دفع كمال الشيخ لحذف المشهد والاكتفاء بتصويره من الخلف ليظهر بكاء سعاد حسنى فقط".

فيلم غروب وشروق
فيلم غروب وشروق 

التأثير الاجتماعي للفيلم

تمثيل الواقع الاجتماعي: قدم الفيلم صورة واقعية للمجتمع المصري في فترة ما قبل الثورة، مُظهراً التفاوت الطبقي والصعوبات التي كان يواجهها المواطن العادي، هذه الصورة الواقعية جعلت الجمهور يتعاطف مع الشخصيات ويشعر بأن الفيلم يعبر عن همومه وتطلعاته.

التوعية السياسية: تناول الفيلم قضية سياسية هامة، وهي ثورة 23 يوليو 1952، وتأثيرها على المجتمع المصري، قدم الفيلم نظرة عميقة حول الفساد السياسي والاجتماعي الذي كان سائداً قبل الثورة، مما ساهم في توعية الجمهور بضرورة التغيير والإصلاح.

تعزيز الوعي الوطني: لعب الفيلم دوراً كبيراً في تعزيز الشعور الوطني لدى المشاهدين، من خلال تسليط الضوء على أهمية الكفاح من أجل الحرية والعدالة، هذا التأثير الإيجابي كان له دور في تشجيع المصريين على التفكير في مستقبل بلدهم والمشاركة في بناء مجتمع أفضل.

التأثير السينمائي للفيلم 

التجديد في السينما: قدّم فيلم "غروب وشروق" أسلوباً جديداً في الإخراج والتمثيل، حيث استخدم كمال الشيخ تقنيات سينمائية مبتكرة ونقلات زمنية متقنة. هذا الابتكار ساهم في رفع مستوى الإنتاج السينمائي في مصر ودفع المخرجين الآخرين إلى تبني أساليب مشابهة.

السينماتوغرافيا والموسيقى: استفاد الفيلم من التصوير السينمائي الرائع الذي أضاف بعداً جمالياً وإحساساً درامياً للأحداث. كما أن الموسيقى التصويرية لعبت دوراً مهماً في نقل المشاعر وتعزيز الأجواء العامة للفيلم.

التجريب في السرد: استخدم الفيلم أساليب سردية غير تقليدية، مثل التنقل بين الأزمنة المختلفة والاعتماد على الفلاش باك، مما أضاف تعقيداً وإثارة للرواية، هذا التجريب في السرد كان من العوامل التي جعلت الفيلم مميزاً وسابقاً لعصره.

الأداء التمثيلي: تميز الفيلم بأداء قوي من قِبل طاقم التمثيل، حيث أبدع كل من رشدي أباظة وسعاد حسني في تقديم شخصيات معقدة وواقعية. هذا الأداء المتميز رفع من مستوى التمثيل في السينما المصرية وجعل الفيلم مثالاً يُحتذى به.

التأثير الثقافي للفيلم 

الرمزية والرسائل الضمنية: استخدم الفيلم الرمزية بذكاء لنقل رسائل اجتماعية وسياسية دون الابتذال، هذا الأسلوب أثر في كيفية تناول الأفلام اللاحقة للمواضيع الحساسة، وأدى إلى تطوير لغة سينمائية جديدة تتسم بالعمق والتعقيد.

الأثر الدائم: لا يزال فيلم "غروب وشروق" حتى اليوم يُعتبر من الأفلام الكلاسيكية التي يدرسها عشاق السينما والنقاد على حد سواء، تأثيره يمتد إلى الأجيال الجديدة من السينمائيين الذين يستلهمون من تقنياته وأفكاره.

استلهام الأدب: استلهم الفيلم قصته من رواية للأديب ثروت أباظة، مما يعكس التفاعل بين الأدب والسينما في تلك الفترة، هذا التفاعل ساهم في إثراء السينما المصرية بأعمال تحمل عمقاً فكرياً وأدبياً.

الإرث السينمائي: أثر الفيلم في العديد من المخرجين والكتاب الذين تبنوا أساليبه وتقنياته في أعمالهم، أصبح "غروب وشروق" مرجعاً دراسياً في معاهد السينما ونموذجاً يحتذى به في كيفية تناول القضايا الكبيرة من خلال الفن السابع.

الرسائل الضمنية والفلسفية

الفساد والعدالة: تطرق الفيلم إلى فكرة الفساد المستشري في النظام القديم، وكيف أن الثورة جاءت كحتمية لتحقيق العدالة وإعادة الأمور إلى نصابها.

الثمن الباهظ للتغيير: أظهر الفيلم أن التغيير والثورة يأتيان بثمن باهظ، وغالباً ما يكون هناك ضحايا في سبيل تحقيق مستقبل أفضل.

الصراع الداخلي: جسد الفيلم الصراع الداخلي للشخصيات بين الواجب الوطني والالتزامات الشخصية، مما أضاف عمقًا فلسفيًا للفيلم وجعل الجمهور يتأمل في دوافعهم الخاصة.

بصمة لا تُمحى

ترك فيلم "غروب وشروق" بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما المصرية، إذ ساهم في تطويرها فنياً وثقافياً، فمن خلال التناول العميق للقضايا الاجتماعية والسياسية، والتجديد في الأساليب السينمائية، والتأثير الإيجابي على الوعي المجتمعي، استطاع هذا الفيلم أن يكون علامة فارقة ومصدر إلهام للأجيال القادمة.

علامة فارقة 

عظمة قصة وسيناريو وتمثيل وتصوير وإخراج فيلم "غروب وشروق" جعل منه علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، فهو بالفعل عمل سينمائي يجسد فترة مهمة في تاريخ مصر، ويستحق المشاهدة والتقدير كواحد من أهم الأفلام التي تناولت موضوعات اجتماعية وسياسية بجرأة وإبداع.

الخاتمة

يبقى فيلم "غروب وشروق" واحداً من أبرز العلامات في تاريخ السينما المصرية، بفضل تأثيره العميق على المستوى الاجتماعي والسينمائي والثقافي، استمرارية تأثيره حتى اليوم تعكس قدرة السينما على تقديم أعمال تترك بصمة دائمة، ليس فقط في صناعة الفن، ولكن أيضاً في وجدان الجمهور والمجتمع ككل.



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال