من ذاكرة الأدب - الفيلسوف زكي نجيب محمود يتحدث عن نفسه

زكي نجيب محمود محمود .. أحد أعلام الفكر والفلسفة

الفيلسوف زكي نجيب محمود هو أحد أعلام الفكر والفلسفة في العالم العربي، والذي أثرى الساحة الثقافية بإسهاماته الفكرية والفلسفية.

زكي نجيب محمود


زكى نجيب محمود كان أحد الرواد الذين ساهموا في نقل الفكر الفلسفي الغربي إلى العالم العربي ، وأحد المدافعين عن العقلانية والتحليل النقدي. 

إسهامات الفيلسوف المصري الكبير في المجال الفلسفي والفكري لا تزال تؤثر في الأجيال الجديدة من المفكرين والفلاسفة في العالم العربي، وتظل أعماله مرجعاً مهماً لكل من يسعى لفهم وتطوير الفكر العربي

نستعرض في هذا المقال السيرة الذاتية للفيلسوف المصري الكبير زي نجيب محمود وسنتطرق إلى مسيرته الأكاديمية وتأثيره الأدبي والفلسفية.

الميلاد والنشأة

ولد زكى نجيب محمود في 1 فبراير 1905 في قرية ميت الخولي التابعة لمركز الزرقا بمحافظة دمياط في مصر، و نشأ في بيئة ريفية بسيطة وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس القرية.

التعليم الأكاديمي

التحق "محمود" بمدرسة المعلمين العليا في القاهرة وتخرج منها في عام 1927، بعد ذلك، سافر إلى إنجلترا لاستكمال دراساته العليا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن في عام 1944.

المسيرة الأكاديمية

عاد زكي نجيب إلى مصر بعد إتمام دراساته العليا وبدأ مسيرته الأكاديمية كأستاذ للفلسفة، وعمل في العديد من الجامعات المصرية والعربية، حيث قام بتدريس الفلسفة والمنطق والتحليل النقدي.

الأعمال الفكرية

كتب زكي نجيب محمود العديد من الكتب والمقالات التي تناولت مواضيع فلسفية متنوعة، منها:
  • قصة الفلسفة اليونانية: يعد هذا الكتاب من أهم مؤلفاته، حيث قدم فيه عرضاً شاملاً لتاريخ الفلسفة اليونانية منذ نشأتها وحتى تراجعها.
  • موقف من الميتافيزيقا: تناول فيه نقد الميتافيزيقا ودعا إلى تجاوزها نحو فلسفة أكثر ارتباطاً بالواقع والعلوم.
  • قصة عقل: في هذا الكتاب، قدم زكي نجيب محمود رؤيته الشاملة للعقلانية والتحليل النقدي ودورهما في تطوير الفكر البشري.
  • تجديد الفكر العربي: الذي دعا فيه إلى ضرورة إعادة النظر في الفكر العربي وإعادة صياغته بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث
وأعمال أخرى عظيمة مثل: تطور الفلسفة في مصر، وغيرهم من الأعمال الشهيرة.

الأعمال الكاملة لـ زكي نجيب محمود 

كتب في الفلسفة والمنطق
نظرية المعرفة
المنطق الوضعي
خرافة الميتافيزيقا (الطبعة الأولى) ثم أعيد تسميته في الطبعات اللاحقة إلى موقف من الميتافيزيقا.
نحو فلسفة علمية
حياة الفكر في العالم الجديد
بيرتراند راسل
ديفيد هيوم
الشرق الفنان
جابر بن حيان
الجبر الذاتي
قصة عقل
قصة نفس
عن الحرية أتحدث
أسس التفكير العلمي
وجهة نظر نشر عام 1967
من زاوية فلسفية الطبعة الأولى عام 1979
كتب عن الحياة الفكرية والثقافية
قشور ولباب
تجديد الفكر العربي
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
ثقافتنا في مواجهة العصر
مجتمع جديد أو الكارثة
رؤية إسلامية
في تحديث الثقافة العربية
قيم من التراث
نافذة على فلسفة العصر الجزء الأول سنة 1990 
نافذة على فلسفة العصر الجزء الثاني سنة 2014
عربي بين ثقافتين الطبعة الأولى سنة 1990
بذور و جذور الطبعة الأولى سنة 1990م
كتب أدبية
جنة العبيط
شروق من الغرب
الكوميديا الأرضية
قصة نفس
أرض الأحلام
حصاد السنين
كتب مترجمة
قصة الحضارة (ترجمة: الدكتور زكي نجيب محمود وآخرين).
الأغنياء والفقراء تأليف هربرت جورج ويلز
محاورات أفلاطون أربع محاورات ترجمة
المنطق نظرية البحث لجون جون ديوي ترجمة
تاريخ الفلسفة الغربية تأليف بيرتراند راسل

نقطة تميزه

تميزت أعماله بأسلوبها الواضح وتحليلها العميق للأفكار الفلسفية، كما اهتم بتقديم الفلسفة بأسلوب بسيط يسهل على القارئ العادي فهمه.

أسلوبه في الكتابة

تميز أسلوب زكي نجيب محمود بالوضوح والبساطة، حيث كان يسعى لتقديم الأفكار الفلسفية بطريقة يمكن للجمهور العادي فهمها، وكان يستخدم الأمثلة اليومية والتشبيهات لتوضيح المفاهيم الفلسفية المعقدة، مما جعل كتاباته محببة ومفهومة للعديد من القراء.

الفلسفة والتحليل النقدي

زكي نجيب محمود كان له دور كبير في إدخال الفلسفة التحليلية إلى العالم العربي، فكان يؤمن بأهمية استخدام الفلسفة كأداة لتحليل وتفسير الواقع العربي وتطوير الفكر العربي. 

نقده للميتافيزيقا وتأكيده على الفلسفة العلمية والتحليلية جعله من أبرز المدافعين عن العقلانية والعلمية في الثقافة العربية.
الفكر والتجديد.

كان يرى أن النهضة الفكرية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تبني منهج علمي وتحليلي في التفكير، بعيداً عن الخرافات والتقاليد البالية.

الفلسفة والعلوم الاجتماعية

كان زكى نجيب محمود مهتماً بربط الفلسفة بالعلوم الاجتماعية، حيث كان يرى أن الفلسفة يجب أن تكون مرتبطة بالواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. 

دعا «محمود» إلى استخدام الفلسفة كأداة لفهم وتحليل المشكلات الاجتماعية والسياسية في العالم العربي والعمل على حلها بطرق علمية ومنطقية.

تأثير الفلسفة الوضعية

زكي نجيب محمود كان من أبرز المدافعين عن الفلسفة الوضعية في العالم العربي، تأثر بأفكار الفيلسوف النمساوي لودفيج فيتجنشتاين والفيلسوف البريطاني برتراند راسل، واعتبر أن الفلسفة يجب أن تكون علمية وتحليلية بحتة، تبتعد عن الميتافيزيقا والتفسيرات غير العلمية، دعا إلى استخدام التحليل اللغوي كأداة لفهم الفلسفة وتجنب الغموض والمفاهيم الميتافيزيقية.

النقد الأدبي

بالإضافة إلى إسهاماته في الفلسفة، كان زكى نجيب محمود ناقداً أدبياً بارعاً، حيث قدم العديد من الدراسات النقدية التي تناولت الأدب العربي من منظور فلسفي وعلمي، حيث كان يؤكد على أهمية الأدب في تطوير الفكر ونقل الأفكار.

تأثيره على الفكر العربي

ظل تأثير زكي نجيب محمود واضحاً في الفكر العربي حتى بعد وفاته، فتلاميذه ومتابعوه استمروا في نشر أفكاره والعمل على تطبيق منهجه الفلسفي والتحليلي في دراسة الواقع العربي، كتب زكى نجيب محمود لم تزل تُدرّس في الجامعات وتُعد مرجعاً أساسياً لكل من يهتم بالفلسفة العربية الحديثة.

مشروعه الفكري

1. الفلسفة والعلوم الطبيعية:
زكي نجيب محمود كان يؤمن بأن الفلسفة يجب أن تكون متسقة مع العلوم الطبيعية. دعا إلى ضرورة دراسة العلوم الطبيعية كجزء من الفلسفة، وأكد أن الفلسفة العلمية هي السبيل الوحيد لتحقيق تقدم حقيقي في الفكر البشري.

2. الفكر النقدي:
أكد زكي نجيب محمود على أهمية الفكر النقدي والتفكير العقلاني. اعتبر أن النقد والتحليل هما أساس الفلسفة، ودعا إلى استخدامهما لفحص وتحليل الأفكار والمفاهيم التقليدية.

3. الإصلاح الاجتماعي:
كان يرى أن الفلسفة يجب أن تكون لها دور في الإصلاح الاجتماعي. دعا إلى استخدام الفلسفة كأداة لفهم المشكلات الاجتماعية وتحليلها، والعمل على حلها بطرق علمية ومنطقية.

مساهماته في التعليم

كان لزكي نجيب محمود دور كبير في تطوير التعليم الفلسفي في العالم العربي، حيث عمل على تحديث مناهج الفلسفة في الجامعات، وقدم العديد من المحاضرات والدورات التدريبية التي ساهمت في نشر الفكر الفلسفي والتحليل النقدي بين الطلاب.

صفاته

وصف ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء أبا حيان التوحيدي بأنه فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة؛ لأنه كان أديبًا موسوعيًا يحاول مزج الفلسفة بالأدب، وأن يقدم خلاصة ذلك للناس ليكون قريبًا من أفهامهم. والوصف الذي أطلقه ياقوت الحموي يكاد لا ينطبق على أحد من أعلام النهضة الأدبية في مصر إلا على زكي نجيب محمود، فقد نجح في تقديم أعسر الأفكار على الهضم العقلي للقارئ العربي في عبارات أدبية مشرقة، وفكّ أصعب مسائل الفلسفة وجعلها في متناول قارئ الصحيفة اليومية، واستطاع بكتاباته أن يخرج الفلسفة من بطون الكتب وأروقة المعاهد والجامعات لتؤدي دورها في الحياة.

مراحل في حياة زكي نجيب محمود العلمية 

عُين مستشارًا ثقافيًا للسفارة المصرية في واشنطن، وعضوًا في المجلس القومي للثقافة، بعد عودته إلى مصر التحق بهيئة التدريس في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وعمل بها أستاذًا متفرغًا، وظل بها حتى أحيل على التقاعد سنة 1385 هـ / 1965م، ويفخر الأديب أنيس منصور أنه من تلاميذه، ثم سافر إلى الكويت سنة 1388هـ / 1968م، حيث عمل أستاذًا للفلسفة بجامعة الكويت لمدة خمس سنوات متصلة.

إلى جانب عمله الأكاديمي انتدب سنة 1373 هـ 1953م للعمل في وزارة الإرشاد القومي (الثقافة) وهي الوزارة التي أنشأتها حكومة الثورة، ثم سافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام نفسه، وعمل أستاذًا زائرًا في جامعة كولومبيا بولاية كارولينا الجنوبية، وبعد أن أمضى بها الفصل الدراسي الأول انتقل إلى التدريس بجامعة بولمان بولاية واشنطن في الفصل الدراسي الثاني، ثم عمل ملحقًا ثقافيًا بالسفارة المصرية بواشنطن بين عامي (1374-1375هـ 1954-1955م).

في سنة 1385 هـ 1965م عهدت وزارة الثقافة إلى زكي نجيب محمود في عهد وزيرها محمد عبد القادر حاتم بإنشاء مجلة فكرية رصينة تعنى بالتيارات الفكرية والفلسفية المعاصرة، فأصدر مجلة (الفكر المعاصر) ورأس تحريرها وقام عليها خير قيام، ودعا كبار رجال الفكر في مصر للكتابة فيها، وشارك هو فيها بمقال شهري ثابت تحت عنوان (تيارات فلسفية)، وظل يرأس تحريرها حتى سافر إلى الكويت للعمل في جامعتها، وبعد عودته من الكويت انضم إلى الأسرة الأدبية بجريدة الأهرام سنة 1393 هـ 1973م، وشارك بمقاله الأسبوعي الذي كان ينشره على صفحاتها كل ثلاثاء، وبلغ من اهتمام الصحافة بهذه المقالة الرصينة أن خمس صحف عربية كانت تنشر هذا المقال في نفس يوم صدوره بالقاهرة.

العضويات والجوائز

حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لإسهاماته الفكرية والفلسفية، منها:
  • جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى.
  • جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية في عام 1975.
  • عضواً في العديد من الجمعيات الفلسفية والأكاديمية، سواء في مصر أو في الخارج.
  • جائزة التفوق الأدبي 1939.
  • جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة 1960.
  • وسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى 1960.
  • وسام الجمهورية من الطبقة الأولى 1975.
  • ائزة الثقافة العربية من جامعة الدول العربية 1984.
  • جائزة سلطان بن علي العويس 1991
هذا بالإضافة إلى حصوله على العديد من الجوائز والتكريمات الأخرى تقديراً لإسهاماته الفكرية.

تأثيره وإرثه

ظل زكى نجيب محمود أحد الأعلام البارزة في الفكر الفلسفي العربي، حيث تمكن من الربط بين الفلسفة الغربية والفكر العربي، وساهم في تجديد الفكر العربي الحديث من خلال أعماله التي تجمع بين التحليل النقدي والفكر الفلسفي العميق.

إرثه الفكري

إرث زكى نجيب محمود الفكري لا يزال حياً حتى اليوم، حيث تُدرس أعماله في العديد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في العالم العربي، وتعتبر كتبه ومقالاته مرجعاً أساسياً لكل من يهتم بالفلسفة العربية الحديثة والتحليل النقدي.
الجوائز والتكريمات
 

الوفاة

توفي زكي نجيب محمود في 8 سبتمبر 1993، تاركاً وراءه إرثاً فكرياً غنياً مستمر تأثيره حتى اليوم، فلا يزال يشكل مصدر إلهام للعديد من الباحثين والمفكرين.

خاتمة

زكي نجيب محمود كان من أبرز الفلاسفة والمفكرين في العالم العربي، الذين ساهموا في تحديث الفكر العربي ونقله إلى آفاق جديدة بفضل إسهاماته الفكرية والفلسفية، استطاع أن يؤثر في العديد من الأجيال ويساهم في تطوير الفكر الفلسفي والعلمي في العالم العربي. 

فيديو .. الفيلسوف زكي نجيب محمود يتحدث عن نفسه 



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال