فيلم الغول - كيف صنع وحيد حامد شخصيات خالدة في أعماله؟

رحلة إبداع وحيد حامد: من التجريب إلى التميز (فيلم الغول)

اكتملت نجومية وحيد حامد سريعًا وترسخ وجوده كأحد أهم كتاب السيناريو المصريين، فلم تمر خمس سنوات على عرض فيلمه الأول طائر الليل الحزين حتى أصبح ملء السمع والبصر.

فيلم الغول
فيلم الغول 

تميز الأستاذ بمحاولاته للتجريب والتغيير، متنقلًا بين الأفكار الأصلية وتلك المستوحاة من مصادر مسرحية وأدبية.. الأهم من ذلك، كانت محاولاته المستمرة لتناول أوضاع السياسة والمجتمع، وتشريحها دراميًا عبر شخصيات من لحم ودم، تجسد حياة الإنسان المصري في لحظات تاريخية عصيبة، هذه المحاولات أثمرت عن عدد من أبرز الأعمال السينمائية والتلفزيونية والإذاعية في تاريخ الفن المصري.

عن فيلم الغول

يقول الأستاذ وحيد حامد: كنت أقرأ كتابًا للأستاذ محمد أحمد الحفني عن موسيقار من العصر العباسي.. في مقدمة الكتاب، ذكر الحفني أن الموسيقيين في أوروبا كانوا مضطهدين ومُهانين، في مقاطعة ساسكونيا مثلًا، كان الموسيقي يعامل كظل إنسان، وإذا قُتل لا يحاكم القاتل، بل يُعدم.. ظل الموسيقي في مشهد هزلي تحت أشعة الشمس، عند هذه اللحظة، أغلقت الكتاب وقلت لنفسي: "وجدت ضالتي" فقد رأيت في عصر الانفتاح أشخاصًا يُعاملون كظل آدميين لا دية لهم.. ومن هنا جاءت فكرة المسلسل الإذاعي قانون ساكسونيا، الذي تحول لاحقًا إلى فيلم الغول.

حول تغيير اسم الفيلم

يضيف الأستاذ: رأى المنتج واصف فايز أن قانون ساكسونيا اسم غير جذاب للجمهور.. وكثيرًا ما يتسبب المنتجون في إفساد بعض العناصر الجيدة في الأفلام.. كان الاسم القديم بالتأكيد أنسب للفيلم، خصوصًا بعد أن أصبح وصف قانون ساكسونيا شائعًا يُطلق على أي حكم جائر.. في ذلك الوقت، لم تكن كلمة "ساكسونيا" غريبة على الأذن، إذ كان باعة الروبابيكيا (الخُردة) يهتفون: "ساسكونيا بالأزايز"، في إشارة إلى بيع الأدوات المستعملة مقابل الزجاجات الفارغة؛ لكنها في النهاية كانت عقلية المنتج وقراره.

عن المال والسلطة

يشير الأستاذ: المال والسلطة نسيبان.. إذا اجتمعا معًا، فـ "كل سنة وأنت طيب" على كل شيء.. أما إذا انفرد أحدهما، فالمال أقوى من السلطة، بالمال، يمكنك شراء السلطة، ومن لا تستطيع شراءه، سيجد نفسه دائمًا في مواجهة تفوق قدراته.

عن استلهام الشخصيات

يوضح الأستاذ: الشخصية الصحفية عادل في فيلم الغول استلهمتها من شخصيتين مختلفتين: الناقد سامي السلاموني وفؤاد معوض (فرفور).. تأثرت بكل منهما، كان سامي السلاموني يتميز بثقافته والتزامه السياسي وسخطه على العالم، بينما تميز فؤاد بعلاقاته المتشعبة وفوضويته، لم يكن هذا خافيًا على أحد، حتى إن عادل إمام عندما قرأ السيناريو قال لي: "ده سامي السلاموني!"، وسامي نفسه أدرك ذلك وأشار إليه ساخرًا في أحد مقالاته.. وهذا ليس عيبًا. كنت أحب السلاموني وأتأثر به، رغم أنه كان أحيانًا يهاجمني في مقالاته النقدية، كنت أؤمن بصدقه ومنطقه، وتعلمت منه الكثير، سواء خلال لقاءاتنا في مصر أو رحلاتنا المشتركة لحضور مهرجان كان.

من أقول الأستاذ وحيد حامد 

• الشخصيات لا بد أن يكون لها أصل في الواقع. فالشخصية التي لا أصل لها سرعان ما تموت في الأذهان.

• سأصارحك بشيء: عندما أكتب سيناريو، لا أضع أهدافًا محددة ولا أرسم لنفسي خريطة طريق.. أكتب بتلقائية ودون حسابات، مثل شخص يلقي بنفسه في البحر ليبحر.. مثل شخص يستخدم مهاراته الطبيعية التي وهبها الله له بشكل فطري، معززًا إياها بما تعلمه واكتسبه من خبرات، لكنه في النهاية يسبح بتلقائية دون خطة مسبقة، فـ لا أقوم مثل غيري بوضع تتابع مسبق للمشاهد.

مشهد النهاية من فيلم الغول .. تأليف وحيد حامد وإخراج سمير سيف



اقرأ أيضاً:

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال