الشموع السوداء - نظرة شاملة
الشموع السوداء هو أحد الأفلام الكلاسيكية في السينما المصرية ، ويعتبر رمزًا للسينما الرومانسية في فترة الستينيات، صدر الفيلم في عام 1962.
![]() |
الشموع السوداء |
يُعد فيلم الشموع السوداء من أشهر أفلام الحب والصراع الداخلي، الفيلم من بطولة صالح سليم ونجاة الصغيرة، ويتميز بالحبكة العاطفية العميقة والرمزية النفسية.
ملخص قصة فيلم الشموع السوداء
تدور أحداث فيلم الشموع السوداء حول شاب غني يُدعى أحمد (صالح سليم)، يفقد بصره في حادث مأساوي، ويعيش معزولًا وحزينًا في قصره. تدخل حياته فتاة شابة تُدعى إيمان (نجاة الصغيرة) لتعمل كمرافقة له، ويبدأ الاثنان في تطوير علاقة معقدة قائمة على الحب والصراع النفسي.
قصة فيلم الشموع السوداء
تدور أحداث فيلم الشموع السوداء حول الشاب «أحمد» (صالح سليم)الشاعر الشاب الذي أصيب بالعمى في حادث أثناء ركوبه على حصانه وذلك عندما شاهد خيانه حبيبته له، ومن هنا جاءت حدة طباع وقسوة سلوكه مع النساء، وبعد ذلك قرر العيش مع والدته (أمينة رزق) وصديقه «عبد المعطي» (فؤاد المهندس) في الريف، وقلبه ممتلئ بالحقد والكراهية لكل النساء، ولكنه يقابل بالصدفة فتاة رقيقة تدعى «إيمان» (نجاة الصغيرة)، وقد وافق بصعوبة على عملها كممرضة خاصة له وبعد أن تنشب بينهما العديد من الخلافات ينقلب الحال ليتعلق قلب أحمد بايمان. كان لأحمد أخ يدعى فتحي صلاح سرحان شخص طائش أنفق كل ثروته ويتطلع للاستحواذ على ثروة أخيه، تزوج سراً من حكمت (ملك الجمل) إحدى العاملات في القصر وأنجب منها طفلاً ووعدها بالزواج، لكن بوصول إيمان للقصر تتبدل الأمور ويحاول فتحي أن ينصب فخاخه حولها فيفشل، ثم بعد ذلك تنشأ علاقة حب بين أحمد وإيمان، وتقوم حكمت بقتل فتحي لأنه أخلف وعده لها بالزواج، وتتهم إيمان بالجريمة لكن أحمد كان متأكدًا من براءتها، فيعقد العزم على كشف القاتل، وبالرغم من عدم قدرته على الإبصار استطاع أن يتعقب آثاره، لكنه يتعرض لحادث أثناء مطاردته للقاتل ويقع من فوق السلم ويصطدم رأسه بالأرض، مما أعاد إليه بصره بعد غيبوبة طويلة، ويقرر ان يكتم هذا الخبر حتى لا يحتاط القاتل وبعد بحث يدرك أن حكمت هي زوجة أخيه وأم لإبنه، وأنها قتلته ويقوم أحمد بمواجهتها بالوقائع التي تربطها بالجريمة فتحاول حكمت قتله، وتضرب أحمد معتقده أنه ما زال ضريرًا إلا أنه يمسك يدها وينتهى الأمر بها إلى السجن، وتنتهي أحداث الفيلم بزواج أحمد من إيمان.
فريق عمل الشموع السوداء
ضياء الدين بيبرس وعز الدين ذو الفقار: سيناريو وحوار
عز الدين ذو الفقار: إنتاج وإخراج
وحيد فريد: مدير تصوير
بليغ حمدي ومحمد عبدالوهاب: الألحان
علي إسماعيل: موسيقى تصويرية
نجيب خوري: إكسسوار
أنطوان بوليزويس: مهندس مناظر
كمال الطويل ، إسماعيل الحبروك ، مرسي جميل عزيز: كلمات الأغاني.
ستوديو مصر: المناظر الداخلية
أبطال فيلم الشموع السوداء
نجاة: إيمان
صالح سليم: أحمد عاصم
أمينة رزق: عائشة - أم أحمد عاصم
فؤاد المهندس: عبد المعطي
صلاح سرحان: فتحى عاصم
ملك الجمل: حكمت نعمان
ثريا فخري: دادة حليمة
الشخصيات الرئيسية ودور كل منها في الحبكة
أحمد: البطل الكفيف الذي يعاني من صدمة فقدان بصره، ويتحول من شخصية محبطة إلى شخصية أكثر تفاؤلاً بفضل حب إيمان.
إيمان: الشخصية الأنثوية المحورية التي تجلب الأمل لأحمد وتساعده على تجاوز محنته.
فتحي: الشرير الذي يسعى لاستغلال ضعف أحمد ويحاول التفريق بينه وبين إيمان.
سمات الشخصية لبطل الشموع السوداء
أحمد يمثل الشخص الذي فقد الأمل في الحياة بعد فقدانه للبصر، ولكنه يحاول التكيف مع وضعه الجديد. يُظهر الفيلم تطورًا في شخصيته من شخصية منهارة إلى شخصية تجد السعادة من جديد، حيث تبدأ شخصية أحمد بحالة من الانعزال واليأس، ولكن بفضل وجود إيمان في حياته، يبدأ تدريجيًا في التكيف مع عجزه واستعادة جزء من ثقته بنفسه.
استغل صناع العمل الإضاءة والظلال في التعبير عن المشاعر،
كانت الإضاءة والظلال تلعب دورًا رئيسيًا في الفيلم لتعكس الحالة النفسية لأحمد، حيث تم استخدام الظلال الداكنة لإبراز حالة اليأس والعزلة.
الرمزية والدلالات في الشموع السوداء
الشموع السوداء ترمز إلى الظلام الداخلي الذي يعيشه البطل، فهي تعكس حالة الحزن واليأس التي يشعر بها، كما تعبر عن الموت النفسي الذي يعيشه قبل دخول إيمان إلى حياته.
كيف أثر الفيلم على صناعة السينما في وقته
يعتبر "الشموع السوداء" من الأفلام التي تركت بصمة في السينما المصرية بفضل قصته المميزة وإخراجه الرائع، وكان له دور كبير في إعادة تعريف الأفلام الرومانسية في ذلك الوقت.
صالح سليم و الشموع السوداء
صالح سليم هو لاعب ورئيس النادي الأهلي الراحل، قدم فيلم الشموع السوداء كثاني تجاربه في التمثيل، والذي وضعه في منافسة قوية مع نجوم السينما الكبار في هذه الفترة لاسيما وأن الفيلم حقق نجاحاً كبيراً ونال صالح سليم إشادات واسعة على آدائه التمثيلي في هذا الفيلم.
وجسد صالح سليم خلال أحداث الفيلم شخصية "أحمد" الشاعر الذي أصيب بالعمى في حادث أثناء ركوبه على حصانه وذلك عندما شاهد خيانة حبيبته له، ومن هنا جاءت حدة طباع وقسوة سلوكه مع النساء، وبعد ذلك قرر العيش مع والدته (أمينة رزق) وصديقه عبد المعطي (فؤاد المهندس) في الريف، وقلبه ممتلئ بالحقد والكراهية لكل النساء حتى قابل ايمان الممرضة التي جسدت دورها نجاة الصغيرة وتغيرت أحواله ووقع في حبها.
وافق صالح سليم على تقديم فيلم "الشموع السوداء"، رغم استبعاده فكرة تكرار تجربة التمثيل مرة أحرى بعد فيلم "السبع بنات" الذي لم يحقق فيه النجاح المنتظر، إلا أن وجود الفنانة نجاة الصغيرة في الفيلم وحبه الكبير لصوتها جعله يشارك في الفيلم، كما أنه عندما عرف بوجود كلب في الفيلم وهو يمتلك كلب خاص به، اقترح ان يمثل معه كلبه الشخصي "روي" خاصة وأن الكلب يفهمه ويدرك إشاراته.
تبدل الحال بعد عرض الفيلم وتحولت الانتقادات التي واجهها صالح سليم إلى إشادات بتمثيله وبالدور الذي جسده خاصة وأنه دور صعب ويحتاج إلى خبرات تمثيلية كبيرة، وبعهدها انتشر شائعات قوية بوجود قصة حب تجمع صالح سليم ونجاة وذلك بعد الأجواء والأغاني الرومانسية في أحداث الفيلم والتي أحبها الجمهور.
شائعة
نتيجة لحالة الحب الكبيرة التي ظهر بها صالح سليم ونجاة الصغيرة في فيلم الشموع السوداء، انتشرت بعد عرضه أقاويل حول وجود علاقة حب بينهما وزواجهما، لكن بعدها تأكد الكل أنها مجرد شائعات.
شرير الشموع السوداء
صلاح سرحان الذي جسد في فيلم الشموع السوداء دور الأخ الشرير الذي يحقد علي أخيه الضرير ويحاول الايقاع بالممرضة الحسناء، ولد في عام 1923، ورحل عن عالمنا في 1964، عن عمر يناهز 40 عامًا.
ولد الفنان صلاح سرحان لعائلة فنية فهو الأخ الأكبر للفنان شكري سرحان وشقيقه الأصغر هو الفنان سامي سرحان، ثم التحق «صلاح» بالمعهد العالي للفنون المسرحية وكان ترتيبه الأول علي دفعته، اتجه صلاح سرحان للمسرح ليقدم عدة مسرحيات كلاسيكية في فترة الأربعينيات والخمسينيات منها مصرع كليوباترا مع الفنان كمال ياسين وعمر الحريري ومسرحية عنبر بطولة سميحة أيوب حمدي غيث و مسرحية المحروسة.
كان أول أفلام صلاح سرحان، هو فيلم (بين جيلين ) مع كمال الشناوي وشادية عام 1953 واستمر سرحان في تقديم تلك الأدوار الثانوية إلى أن حصل علي دور بمساحة اكبر مع سعد عبد الوهاب وماجدة في فيلم (أماني العمر ) عام 1955، حتى جاء عام 1962 الذي شهد انطلاقته الحقيقية من خلال اشتراكه مع نخبة من ألمع النجوم في فيلم الشموع السوداء.
تميز صلاح سرحان، بـ النظرة الحادة ذات البريق المشع، ويعتبر واحد من أعظم الأصوات الإذاعية والمسرحية، كان رحمة الله عليه ممثل عبقري لم يحظ بالشهرة التي يستحقها في عالم السينما ولكنه بالنسبة لعشاق الإذاعة والمسرح هو أحد عباقرة الاصوات الاذاعية.
لا تكذبي
قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن كل ما تردد عن كتابة عمه الشاعر الراحل كامل الشناوي قصيدته الشهيرة "لا تكذبي" بعد اكتشافه علاقة الفنانة نجاة الصغيرة بشخص آخر هو قصة خيالية تماما، مضيفاً أن هناك تضاربا في الروايات حول كتابة قصيدة "لا تكذبي"والتي غنتها بعد ذلك نجاة الصغيرة في فيلم الشموع السوداء، لافتًا إلى إجرائه تحقيقا منذ أكثر من 40 سنة مع عدد من الفنانين والكتاب من بينهم الفنانة الراحلة تحية كاريوكا والكاتب الراحل مصطفى أمين والكاتب الراحل يوسف إدريس والملحن كمال الطويل.
وأشار إلى تأكيد يوسف إدريس له على أنه المقصود من قصيدة كامل الشناوي الشهيرة، فضلا عن تأكيد تحية كاريوكا على كتابة كمال الشناوي القصيدة في شرفة منزلها وتأكيد مصطفى أمين على كتابة كامل الشناوي القصيدة في منزله، ولفت إلى رفع الفنانة نجاة الصغيرة دعوى قضائية على الكاتب مصطفى أمين عندما ألمح لعلاقتها بقصيدة "لا تكذبي"، مشيرًا إلى تأكيد الشاعر مأمون الشناوي شقيق كامل الشناوي على عدم صحة الاتهام الموجه لنجاة في القصيدة.
أسئلة شائعة:
هل نجح فيلم الشموع السوداء ؟
نعم، حقق فيلم "الشموع السوداء"، نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر واستقبله النقاد بشكل إيجابي، كان الفيلم معروفاً بجودته الفنية والقصصية، واعتبر واحداً من الأعمال البارزة في السينما المصرية في تلك الفترة.
أين تم تصوير فيلم الشموع السوداء ؟
تم تصوير المشاهد الداخلية من فيلم الشموع السوداء في ستوديو مصر ، أما القصر الذي شهد معظم أحداث الفيلم فهناك قولان أحدهما يقول أن القصر يقع على أطراف محافظة الجيزة وما زال يتمتع بشكله القديم المميز كما هو، والقول الثاني بأنه يوجد بقرية القصر بمدينة أبو حمص بمحافظة البحيرة.
ما هي قصة فيلم الشموع السوداء ؟
الشموع السوداء يحكي قصة إيمان (نجاة)، الممرضة البريئة التي تُعهد إليها مهمة جديدة تتمثل في رعاية رجل ضرير يُدعى أحمد (صالح سليم)، تواجه إيمان مشكلة كبيرة خلال عملها، حيث يعاني أحمد من عقدة نفسية تجعله يكره جميع النساء. وبذلك، تقرر إيمان أن تتجاوز دورها كمربية وأن تسعى أيضًا للتغلب على هذه العقدة النفسية.
من هو فتحي في فيلم الشموع السوداء؟
هو ممثل مصرى ولد عام 1923، وأول دفعته بمعهد التمثيل الذي تخرج منه عام 1947، وبالرغم من أن مجمل أعماله الفنية قليله، إلا إنه ترك صورة مميزة لشرير السينما، اللى يحاول الإيقاع بين البطل والبطلة، ونجح فى أداء هذه الأدوار بدرجة كبيرة.
الخاتمة
يُعد فيلم الشموع السوداء من الأفلام الكلاسيكية الخالدة في السينما العربية، حيث يجسد تفاعلًا إنسانيًا راقيًا بين الحب والتضحية والألم، فمن خلال أداء صالح سليم ونجاة الصغيرة، يعكس الفيلم صراع المشاعر المتناقضة بين الشخصية القوية والجريحة وبين النقاء العاطفي الذي يقود إلى التضحية في سبيل الآخر، يعتبر الفيلم رمزًا للعاطفة الصادقة والبحث عن الحب الحقيقي في ظل ظروف معقدة ومؤلمة، وبرؤية فنية مؤثرة وإخراج متقن، يبقى الشموع السوداء شاهدًا على قدرة السينما العربية على تقديم قصص خالدة تلامس وجدان المشاهدين عبر الأجيال.
قصيدة لا تكذبي من فيلم الشموع السوداء
اقرأ أيضاً: فيلم الباب المفتوح - رؤية تسبق العصر
التسميات
فن