أفضل الأفلام السياسية - في خطوة لافتة تؤكد على أهمية السينما السياسية ودورها في تشكيل وعي الأجيال، أعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة عن نتائج الاستفتاء الذي أجراه لاختيار أفضل 100 فيلم سياسي في تاريخ السينما المصرية.
![]() |
| أفضل الأفلام السياسية |
الاستفتاء، الذي أشرفت عليه الناقدة مرفت عمر، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، شارك فيه 41 ناقدًا من مصر والعالم العربي، وأسفر عن تصدّر فيلم الكرنك القائمة، باعتباره واحدًا من أبرز الأعمال التي جسدت مرحلة سياسية دقيقة من تاريخ مصر، وكشف بجرأة عن قضايا القمع والاعتقالات والتعذيب.
قائمة أفضل 10 أفلام سياسية في السينما المصرية
1- الكرنك (1975)
إخراج علي بدرخان عن رواية نجيب محفوظ، يكشف بجرأة قمع الأجهزة الأمنية في الستينيات، وما تعرض له الطلاب والمثقفون من اعتقالات وتعذيب، ليصبح من أهم الأعمال التي تناولت علاقة السلطة بالمجتمع.
2- البريء (1986)
للمخرج عاطف الطيب وبطولة أحمد زكي، يروي مأساة جندي بسيط يُستغل في قمع المعتقلين السياسيين دون وعي، حتى يصطدم بالحقيقة المرة. الفيلم واجه مشاكل مع الرقابة وظل مثار جدل حتى اليوم.
3- شيء من الخوف (1969)
إخراج حسين كمال، مأخوذ عن رواية ثروت أباظة، جسّد شخصية "عتريس" الطاغية الذي استبد بالقرية، في إسقاط سياسي على الاستبداد والسلطة المطلقة، مع أداء خلد اسم محمود مرسي.
4- إحنا بتوع الأتوبيس (1979)
إخراج حسين كمال، يستند إلى وقائع حقيقية لاعتقال طالبين بالخطأ وتعذيبهما بشراسة في المعتقلات، ما جعله من أقوى الأفلام التي كشفت وحشية التعذيب في الحقبة الناصرية.
5- في بيتنا رجل (1961)
إخراج هنري بركات عن رواية إحسان عبد القدوس، بطولة عمر الشريف، يسلط الضوء على مقاومة الاحتلال البريطاني من خلال شاب مناضل يجد ملجأ في بيت أسرة مصرية، ليتحول الفيلم إلى أيقونة في مقاومة الاستعمار.
6- طيور الظلام (1995)
إخراج شريف عرفة عن سيناريو وحيد حامد، يعرض صراع الفساد السياسي مع صعود التيارات الدينية، في عمل ساخر وناقد لمرحلة شديدة الحساسية في مصر.
7- الإرهاب والكباب (1992)
لشريف عرفة ووحيد حامد، فيلم كوميدي أسود يرصد معاناة المواطن المصري مع البيروقراطية داخل مجمع التحرير، وينتهي بمواجهة هزلية مع أجهزة الأمن، ليبقى من أكثر الأفلام تأثيرًا وانتشارًا.
8- العصفور (1972)
للمخرج يوسف شاهين، يوثق أجواء الهزيمة في 1967، كاشفًا جذور الفساد الذي أدى إلى النكسة، ليصبح شهادة فنية صريحة عن مرحلة حرجة في تاريخ مصر.
9- غروب وشروق (1970)
إخراج كمال الشيخ، يتناول سقوط العهد الملكي وصعود ثورة يوليو من خلال صراع سياسي وأمني، ليُبرز تعقيدات التحول بين العصور.
10- القاهرة 30 (1966)
إخراج صلاح أبو سيف عن رواية نجيب محفوظ، يفضح فساد الطبقة السياسية في ثلاثينيات القرن الماضي من خلال قصة فتاة تضطر للتنازل عن نفسها مقابل منصب لزوجها، ليجسد انهيار القيم تحت وطأة الفقر والطموح.
هذه الأعمال، التي امتدت عبر عقود مختلفة، لم تكن مجرد إنتاجات سينمائية عابرة، بل تحولت إلى وثائق فنية تعكس ملامح التحولات السياسية والاجتماعية التي مرّت بها مصر، بدءًا من مواجهة الاستعمار، مرورًا بصراعات السلطة، وصولًا إلى قضايا الفساد والإرهاب.
مشاركة واسعة من النقاد والسينمائيين
الاستفتاء شهد مشاركة نخبة من أبرز النقاد والسينمائيين والصحفيين، من بينهم: طارق الشناوي، صفاء الليثي، أحمد رشوان، د. أشرف محمد، أمل ممدوح، علي الكشوطي، محمود عبد الشكور، عبد الكريم قادري، مهدي عباس، هاني الشيباني، هبة عادل وغيرهم. هذه الأسماء أضافت مصداقية وثراءً فكريًا للاستفتاء، نظرًا لتنوع خلفياتها وخبراتها النقدية.
![]() |
| فيلم الكرنك |
توثيق لذاكرة السينما المصرية
أكدت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي أن الهدف من هذه المبادرة هو توثيق ذاكرة السينما المصرية وإبراز دور الفيلم السياسي كأداة مقاومة وتنوير، خاصة وأنه ساهم في فتح نقاشات واسعة حول قضايا الوطن والمجتمع، بل وكان أحيانًا أجرأ من الكتابات الصحفية. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن بقية قائمة الـ 100 فيلم تباعًا خلال فعاليات المهرجان.
رعاية رسمية ودعم ثقافي
تقام الدورة الحالية من مهرجان الإسكندرية السينمائي تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، بما يعكس الدعم الرسمي لهذا الحدث الذي يُعد من أبرز المهرجانات السينمائية في المنطقة العربية.
![]() |
| أفضل الأفلام السياسية |
أهمية الأفلام السياسية في تشكيل الوعي
اللافت أن القائمة تضم أعمالًا لرموز كبرى مثل يوسف شاهين، كمال الشيخ، علي بدرخان، وشريف عرفة، ما يؤكد أن السينما السياسية المصرية لم تكن مجرد فن للتسلية، بل منبرًا للتعبير عن قضايا الشعب وتوثيق لحظات مفصلية من التاريخ. ولعل تصدّر فيلم الكرنك القائمة يعكس مدى تأثيره، فهو لم يكتفِ بنقل مأساة جيل كامل، بل فتح الباب أمام أسئلة ما زالت حاضرة حتى اليوم.
دور السينما السياسية في مواجهة الرقابة
لم يكن الطريق أمام هذه الأفلام ممهدًا، فقد واجهت الكثير منها تضييقًا من الرقابة واعتراضات من مؤسسات سياسية وأمنية، ومع ذلك استطاعت أن ترى النور، لتصبح شاهدة على قوة الفن في مقاومة القيود وكسر الصمت المفروض على المجتمع.
تأثيرها على الأجيال الجديدة
الأفلام السياسية لم تقتصر على جيل بعينه، بل امتد تأثيرها إلى الشباب الذين شاهدوها بعد عقود من إنتاجها عبر شاشات التلفزيون والمنصات الرقمية، فوجدوا فيها مرآة تعكس واقعهم وأسئلتهم حول الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
السينما السياسية بين الماضي والحاضر
ورغم أن العقود الماضية شهدت ذروة الإنتاج السياسي في السينما المصرية، فإن الحاضر يكشف عن غياب نسبي لهذا اللون الفني، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل السينما السياسية، وإمكانية عودتها بقوة لمواكبة التغيرات الكبرى التي تعيشها مصر والمنطقة.
تكريم الرواد وإلهام الأجيال
القائمة التي أعلنها مهرجان الإسكندرية ليست مجرد تصنيف للأفلام، بل هي تكريم لرواد السينما الذين خاضوا مغامرة فنية محفوفة بالمخاطر، واستطاعوا أن يخلّدوا أسماءهم بأعمال حملت رسائل أعمق من حدود الشاشة، وظلت مصدر إلهام للأجيال التالية من المبدعين.
![]() |
| أفضل الأفلام السياسية |
ختامًا، تؤكد قائمة أفضل الأفلام السياسية التي أعلنها مهرجان الإسكندرية السينمائي أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل ذاكرة حيّة ومرآة للمجتمع، قادرة على مواجهة القمع وتوثيق التاريخ وإثارة الأسئلة الكبرى حول الحرية والعدل والكرامة، هذه الأعمال، من الكرنك إلى القاهرة 30، لم تفقد بريقها رغم مرور العقود، بل ما زالت تُشاهد وتناقش وكأنها صُنعت لزماننا الحاضر، إنها رسالة بأن السينما السياسية المصرية ستبقى أحد أهم أعمدة الوعي الجمعي، ورافدًا لا ينضب لإلهام الأجيال المقبلة.
اقرأ أيضاً:
- فيلم صوت هند رجب يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان فينيسيا السينمائي
- أفضل الأفلام السياسية - مهرجان الإسكندرية السينمائي



