أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، اليوم 15 ديسمبر 2025، عن القائمة الطويلة للروايات المرشحة لدورتها لعام 2026، والتي تضم 16 عملًا روائيًا جرى اختيارها من بين 137 رواية تقدمت للمنافسة هذا العام.
وضمت القائمة الطويلة أعمال كتّاب من 10 دول عربية، بواقع أربعة كتّاب من مصر، وثلاثة من الجزائر، وكاتبين من لبنان، إلى جانب كاتب واحد من كل من تونس والسعودية وسوريا والعراق وسلطنة عُمان والمغرب واليمن، وتتراوح أعمار المرشحين بين 32 و69 عامًا، وتشمل القائمة أربع روائيات واثني عشر روائيًا.
![]() |
| جائزة بوكر للرواية العربية 2026 |
وشهدت الدورة الحالية عودة خمسة كتّاب سبق لهم الظهور في القوائم الطويلة أو القصيرة في دورات سابقة، من بينهم فائز سابق بالجائزة، فيما يشارك عشرة كتّاب في القائمة الطويلة للمرة الأولى.
واختيرت الأعمال المرشحة بواسطة لجنة تحكيم مكوّنة من خمسة أعضاء، برئاسة الباحث والناقد التونسي محمد القاضي، وعضوية الكاتب والمترجم العراقي شاكر نوري، والأكاديمية والناقدة البحرينية ضياء عبدالله الكعبي، والأكاديمية من كوريا الجنوبية ليلى هي وون بيك، والكاتبة والمترجمة الفلسطينية مايا أبو الحيات.
القائمة الطويلة لجائزة البوكر 2025
جاءت الروايات المرشحة للقائمة الطويلة لعام 2026، مرتبة أبجديًا، على النحو التالي:
- أحمد عبد اللطيف (مصر): أصل الأنواع
- أميمة الخميس (السعودية): عمّة آل مشرق
- أمين الزاوي (الجزائر): منام القيلولة
- خليل صويلح (سوريا): ماء العروس
- دعاء إبراهيم (مصر): فوق رأسي سحابة
- سعيد خطيبي (الجزائر): أغالب مجرى النهر
- شريفة التوبي (عُمان): البيرق، هبوب الريح
- ضياء جبيلي (العراق): الرائي
- عبد السلام إبراهيم (مصر): عزلة الكنجرو
- عبد المجيد سباطة (المغرب): في متاهات الأستاذ ف. ن.
- عبده وازن (لبنان): الحياة ليست رواية
- عبد الوهاب عيساوي (الجزائر): حبل الجدة طوما
- عصام الزيّات (مصر): الاختباء في عجلة هامستر
- مروان الغفوري (اليمن): خمس منازل لله وغرفة لجدّتي
- نجوى بركات (لبنان): غيبة مي
- نزار شقرون (تونس): أيام الفاطمي المقتول
وتتنقل روايات القائمة الطويلة بين أزمنة وعوالم متباينة، تمتد من حضارات الشرق الأوسط القديمة إلى تصورات مستقبلية قاتمة، ومن قرى عربية في النصف الثاني من القرن العشرين إلى مدن معاصرة وسجون وأماكن منفى، متناولة قضايا التحولات السياسية والاجتماعية، وأسئلة الهوية، والعلاقة المركبة بين الواقع والسرد.
ومن المقرر إعلان القائمة القصيرة في فبراير 2026 من مملكة البحرين، على أن يُعلن اسم الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية يوم الخميس 9 أبريل 2026 في أبوظبي.
وتُعد الجائزة العالمية للرواية العربية أرفع جائزة مخصصة للرواية المكتوبة باللغة العربية، إذ تبلغ قيمة الجائزة 50 ألف دولار أمريكي للعمل الفائز، بينما يحصل كل كاتب يصل إلى القائمة القصيرة على 10 آلاف دولار، وترعاها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ممثلة في مركز أبوظبي للغة العربية.
حول الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»
تبرز الجائزة العالمية للرواية العربية، المعروفة إعلاميًا بـ«جائزة البوكر العربية»،في المشهد الثقافي العربي المعاصر، بوصفها الحدث الأدبي الأهم والأكثر تأثيرًا في مسار الرواية المكتوبة بالعربية خلال العقدين الأخيرين، فمنذ انطلاقها، أسهمت الجائزة في إعادة الاعتبار للرواية العربية، ودفعت بها إلى دائرة الضوء عربيًا وعالميًا، وفتحت أمام كتّابها آفاقًا جديدة للانتشار والترجمة والحضور النقدي.
تأسست الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2007 بدعم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ممثلة في مركز أبوظبي للغة العربية، وتهدف إلى مكافأة التميّز في فن الرواية العربية، وتشجيع الإبداع السردي، وتعزيز الاهتمام بالقراءة، إلى جانب دعم حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى وتُمنح الجائزة سنويًا لعمل روائي واحد، مع تخصيص مكافآت مالية للمرشحين في القائمة القصيرة، وهو ما جعلها حافزًا حقيقيًا للمبدعين والناشرين على السواء.
ولا تقتصر أهمية «البوكر العربية» على قيمتها المادية أو الرمزية فحسب، بل تتجلى قوتها في بنيتها المؤسسية الصارمة، حيث تمر الأعمال المرشحة بمراحل دقيقة من القراءة والتحكيم.
وتبدأ الرحلة بإعلان القائمة الطويلة، التي تمثل خريطة أولية للمشهد الروائي العربي في عامها، قبل أن تُختصر لاحقًا إلى قائمة قصيرة تتنافس أعمالها على الجائزة النهائية.
وفي هذا السياق، جاء إعلان القائمة الطويلة لـ جائزة بوكر للرواية العربية لعام 2026 ليؤكد مجددًا اتساع رقعة السرد العربي وتنوّعه. فقد ضمت القائمة 16 رواية، جرى اختيارها من بين 137 عملًا روائيًا تقدمت للمسابقة، في مؤشر واضح على الزخم المتزايد الذي تشهده الرواية العربية من حيث الكم والكيف معًا.
وتعكس هذه القائمة تنوعًا لافتًا في الجغرافيا الثقافية، إذ شارك فيها كتّاب من عشر دول عربية، بواقع أربعة كتّاب من مصر، وثلاثة من الجزائر، وكاتبين من لبنان، إلى جانب حضور لكل من تونس والسعودية وسوريا والعراق وسلطنة عُمان والمغرب واليمن.
كما تكشف الأرقام عن توازن نسبي بين الأجيال، حيث تراوحت أعمار الكتّاب بين 32 و69 عامًا، وشاركت أربع روائيات إلى جانب اثني عشر روائيًا، بما يعكس تطور حضور المرأة في المشهد السردي العربي.
ولا تقل لجنة التحكيم أهمية عن الأعمال المرشحة نفسها، إذ تشكل أحد أعمدة مصداقية الجائزة، وقد تولت اختيار القائمة الطويلة لجنة مكوّنة من خمسة أعضاء برئاسة الباحث والناقد التونسي محمد القاضي، وضمّت في عضويتها أسماء نقدية وأكاديمية من العراق والبحرين وكوريا الجنوبية وفلسطين، وهو ما يعكس البعد الدولي للجائزة وانفتاحها على قراءات متعددة الخلفيات والثقافات.
وتكشف الأعمال المرشحة، عند النظر إليها بوصفها كيانًا واحدًا، عن ملامح مشتركة تميّز الرواية العربية المعاصرة. فهي تأخذ القارئ في رحلات زمنية ومكانية متباعدة، تمتد من حضارات الشرق الأوسط القديمة إلى رؤى مستقبلية قاتمة، ومن قرى عربية في النصف الثاني من القرن العشرين إلى مدن حديثة وسجون وأمكنة منفية.
كما تنشغل هذه الروايات بأسئلة الهوية، والتحولات السياسية والاجتماعية، والعلاقة المعقدة بين الواقع والتخييل، في محاولة لإعادة فهم العالم العربي عبر السرد.
ومن المنتظر أن تتواصل رحلة المنافسة بإعلان القائمة القصيرة في فبراير 2026 من البحرين، قبل أن يُكشف عن اسم الرواية الفائزة في أبوظبي يوم 9 أبريل 2026.
ويحصل العمل الفائز بـ جائزة بوكر للرواية العربية على جائزة مالية قدرها خمسون ألف دولار أمريكي، فيما ينال كل كاتب يصل إلى القائمة القصيرة عشرة آلاف دولار، فضلًا عن ما تحمله الجائزة من قيمة معنوية وفرص واسعة للترجمة والانتشار.
في المحصلة، يمكن القول إن جائزة البوكر العربية لم تعد مجرد مسابقة أدبية سنوية، بل تحوّلت إلى مرآة حقيقية تعكس تحولات السرد العربي وأسئلته الكبرى، وإلى منصة تصنع النجومية الأدبية، وتعيد تشكيل العلاقة بين الكاتب والقارئ والناقد، ومع كل دورة جديدة، تؤكد الجائزة أن الرواية العربية لا تزال قادرة على التجدد، وعلى رواية حكاياتها بجرأة وعمق، في زمن تتسارع فيه التحولات وتتشابك فيه الأسئلة.
![]() |
| جائزة بوكر للرواية العربية 2026 |
الجدول الزمني للفائزين بجائزة البوكر العربية (2008–2025)
| السنة | الكاتب | الرواية | البلد |
|---|---|---|---|
| 2008 | بهاء طاهر | واحة الغروب | مصر 🇪🇬 |
| 2009 | يوسف زيدان | عزازيل | مصر 🇪🇬 |
| 2010 | عبده خال | ترمي بشرر | السعودية 🇸🇦 |
| 2011 | محمد الأشعري و رجاء عالم | القوس والفراشة – طوق الحمام (مناصفة) | المغرب 🇲🇦 / السعودية 🇸🇦 |
| 2012 | ربيع جابر | دروز بلغراد | لبنان 🇱🇧 |
| 2013 | سعود السنعوسي | ساق البامبو | الكويت 🇰🇼 |
| 2014 | أحمد سعداوي | فرانكشتاين في بغداد | العراق 🇮🇶 |
| 2015 | شكري المبخوت | الطلياني | تونس 🇹🇳 |
| 2016 | ربعي المدهون | مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة | فلسطين 🇵🇸 |
| 2017 | محمد حسن علوان | موت صغير | السعودية 🇸🇦 |
| 2018 | إبراهيم نصر الله | حرب الكلب الثانية | الأردن 🇯🇴 |
| 2019 | هدى بركات | بريد الليل | لبنان 🇱🇧 |
| 2020 | عبد الوهاب عيساوي | الديوان الإسبرطي | الجزائر 🇩🇿 |
| 2021 | جلال برجس | دفاتر الوراق | الأردن 🇯🇴 |
| 2022 | محمد النعّاس | خبز على طاولة الخال ميلاد | ليبيا 🇱🇾 |
| 2023 | زهران القاسمي | تغريبة القافر | عُمان 🇴🇲 |
| 2024 | باسم خندقجي | قناع بلون السماء | فلسطين 🇵🇸 |
| 2025 | محمد سمير ندا | صلاة القلق | مصر 🇪🇬 |
تحليل فني مشترك بين الأعمال الفائزة
رغم تنوع الثقافات والمواضيع في الروايات الفائزة، يمكن رصد عدة سمات مشتركة في الأعمال التي حصدت جائزة البوكر العربية:
1. عمق الأسئلة الإنسانية والتحولات الاجتماعية
معظم الروايات الفائزة بـ جائزة بوكر للرواية العربية لا تتوقف عند السرد القصصي فقط، بل تتعداه إلى تأملات في الوجود، الهوية، التاريخ، الحرب، والمجتمعات.
- عزازيل ليوسف زيدان يناقش الصراع بين الروح والدين والهوية في سياق تاريخي عميق.
- حرب الكلب الثانية لإبراهيم نصر الله تستلهم الحرب الفلسطينية كـ «حالة إنسانية» وأكثر من مجرد صراع سياسي.
2. التفكير التاريخي والسياسي
العديد من الأعمال تربط الفرد بتاريخ جماعي أو ماضي سياسي:
- واحة الغروب يستعرض مصر في عصر الاحتلال، بينما فرانكشتاين في بغداد يعالج الحرب من زاوية فانتازيا واقعية.
- مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة يستحضر ذاكرة جماعية مؤلمة للنكبة والهولوكوست.
3. لغة سردية رفيعة وتجريب في الأسلوب
الأعمال الفائزة بـ جائزة بوكر للرواية العربية لا تكتفي بالسرد التقليدي، بل تقدم أساليب مبتكرة:
- صلاة القلق (2025) تمزج بين تعدد الأصوات والسرد الرمزي بلغة شبه شعرية.
- القوس والفراشة وطوق الحمام (2011) استخدما أسلوبين مختلفين في نفس الدورة، ما يدل على تنوع السرد المعاصر.
4. حضور الذاكرة الجماعية والعلاقات الاجتماعية
تنظر الروايات إلى الإنسان ضمن شبكات من العلاقات: العائلة، المجتمع، النزاع، والانتماء.
- دفاتر الوراق يتناول مسارات شخصية وجماعية عبر الزمن.
- ساق البامبو يستكشف هوية الشخصية عبر الهجرة والتحولات الثقافية.
المقارنة بين الروايات المصرية الفائزة وبقية الدول
| المعيار | الروايات المصرية الفائزة | الفائزون من خارج مصر |
|---|---|---|
| عدد مرات الفوز | 3 (2008، 2009، 2025) | 14 دورة |
| طبيعة المواضيع | تاريخ مصر، صراعات فردية واجتماعية (مثل واحة الغروب و عزازيل)، وتركيز على النفس الإنسانية الحديثة (صلاة القلق). | غالبًا مواضيع ترتبط بالهوية، النزاع، التاريخ السياسي والاجتماعي في سياقات عربية متنوعة (فرانكشتاين في بغداد، ساق البامبو، مصائر). |
| أسلوب السرد | تميل إلى لغة تحليلية ونفسية قوية مع ميل إلى التجريب في صلاة القلق. | تتراوح بين الواقعية التاريخية (الأردن/لبنان)، الفانتازيا (العراق)، والسرد السياسي/الاجتماعي (فلسطين/الجزائر). |
| التأثير الجماهيري | عزازيل حققت انتشارًا واسعًا وترجمات عالمية. صلاة القلق لاقت اهتمامًا عربيًا كبيرًا كفوز حديث. | روايات مثل ساق البامبو وفرانكشتاين في بغداد حققت حضورًا في الترجمات الغربية أيضًا. |
الروايات المصرية التي فازت بجائزة بوكر للرواية العربية تجمع بين العمق النفسي والتأمل في التاريخ والهوية، بينما تميل الأعمال الفائزة من دول أخرى إلى السياقات السياسية والاجتماعية الواسعة مع تجارب سردية متنوعة تواكب تحديات الواقع العربي الحديث.
ملخصات وقراءات نقدية للروايات الخمس الفائزة بجائزة بوكر للرواية العربية في آخر 5 سنوات
- الانشغال بالهوية الفردية والجماعية
- كسر القوالب السردية التقليدية
- تحويل الهامش (المكان، الشخص، الفكرة) إلى مركز
- الجمع بين البعد الجمالي والسؤال الإنساني العميق
في ضوء ما سبق، تتأكد المكانة المحورية التي باتت تحتلها الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» في المشهد الثقافي العربي، ليس بوصفها مسابقة سنوية تمنح مكافأة مالية فحسب، بل باعتبارها مؤسسة نقدية كاشفة لمسارات السرد العربي وتحولاته العميقة، فالجائزة، عبر قوائمها الطويلة والقصيرة، لا تكتفي باختيار «الأفضل»، وإنما ترسم خريطة فكرية وجمالية لما يشغل الرواية العربية في لحظتها التاريخية الراهنة.
ويُظهر تتبع الدورات المختلفة، وصولًا إلى القائمة الطويلة لدورة 2026، أن الرواية العربية تعيش حالة حيوية لافتة، تتقاطع فيها الأجيال، وتتنوع فيها الجغرافيات، وتتعدد فيها الأساليب والرهانات الفنية، فبين روايات تستعيد التاريخ لتفكيك الحاضر، وأخرى تغوص في أعماق النفس الإنسانية، وثالثة تجرّب الفانتازيا أو السرد الرمزي أو الأصوات المتعددة، يبدو أن الرواية العربية لم تعد أسيرة نموذج واحد أو قضية واحدة، بل صارت فضاءً مفتوحًا للأسئلة الكبرى: الهوية، السلطة، الذاكرة، الجسد، المنفى، والعدالة.
![]() |
| جائزة بوكر للرواية العربية 2026 |
وتكشف الأعمال الفائزة على امتداد ما يقرب من عقدين عن سمات مشتركة، في مقدمتها الجرأة في الطرح، والقدرة على تحويل المحلي إلى كوني، والاهتمام بالإنسان الفرد داخل سياقاته الاجتماعية والسياسية، كما يتضح أن لجان التحكيم، على اختلاف تشكيلاتها، تميل غالبًا إلى الأعمال التي تنجح في الجمع بين القيمة الفنية العالية والقدرة على مساءلة الواقع، بعيدًا عن الخطابية المباشرة أو السرد التقريري.
أما المقارنة بين الروايات المصرية الفائزة ونظيراتها من بقية الدول العربية، فتبرز تباينًا صحيًا في المقاربات: فبينما تميل الرواية المصرية الفائزة إلى الغوص في التاريخ والذات والتحليل النفسي العميق، غالبًا ما تنشغل روايات أخرى من المشرق والمغرب العربيين بأسئلة الصراع والهوية الجمعية والذاكرة السياسية، مستخدمة أدوات سردية متنوعة تمتد من الواقعية التاريخية إلى الفانتازيا والرمزية المكثفة، وهذا التعدد لا يعكس تفاوتًا في القيمة، بقدر ما يؤكد ثراء التجربة الروائية العربية واختلاف شروط إنتاجها وسياقاتها.
وتأتي ملخصات وقراءات الروايات الفائزة في السنوات الأخيرة لتؤكد أن «البوكر العربية» صارت منبرًا للأصوات التي تكتب من الهامش، وتعيد الاعتبار للأماكن المنسية، وللشخصيات المكسورة، وللأسئلة المؤجلة، فالماء في رواية عُمانية، والبيت في رواية ليبية، والمدينة في رواية أردنية، والتاريخ في رواية جزائرية، والهوية تحت الاحتلال في رواية فلسطينية، كلها تتحول إلى مرايا كبرى للإنسان العربي في قلقه وتحولاته.
وفي المحصلة النهائية، يمكن القول إن جائزة البوكر العربية لم تكتفِ بتتويج روايات مميزة، بل أسهمت في إعادة تشكيل الذائقة القرائية، وتحفيز النقاش النقدي، وفتح آفاق الترجمة والحضور العالمي للأدب العربي. ومع كل دورة جديدة، تتأكد حقيقة جوهرية: أن الرواية العربية، رغم ما يحيط بالعالم العربي من أزمات واضطرابات، لا تزال قادرة على إنتاج معنى، وصياغة أسئلة، وبناء عوالم سردية تليق بتعقيد الواقع وعمق التجربة الإنسانية.
فيديو .. كيف تصل روايتك إلى الفوز بـ جائزة بوكر للرواية العربية؟
اقرأ أيضاً:


