هنري بركات - ملك الكادرات السينمائية ومخرج الكلاسيكيات

هنري بركات - أحد أهم المخرجين في تاريخ السينما المصرية والعربية

هنري بركات هو أحد أهم المخرجين في تاريخ السينما المصرية والعربية، وقد ترك بصمة لا تُمحى في هذا المجال، حيث صُنفت الكثير من أفلامه ضمن قائمة أهم الأفلام في تاريخ السينما.

هنري بركات
هنري بركات 

وُلد بركات في 11 يونيو 1914 في حي شبرا بالقاهرة، ونشأ في عائلة من الطبقة الوسطى، ودرس في كلية الحقوق بجامعة القاهرة قبل أن ينتقل إلى باريس لدراسة السينما، حيث تأثر بالسينما الفرنسية وتعلم الكثير من تقنياتها وأساليبها.

المسيرة الفنية

بدأ هنرى بركات مسيرته الفنية في الأربعينيات، عندما قدمته الفنانة والمنتجة آسيا داغر، حيث كانت تبحث عن مخرج يخرج لها فيلم "الشريد" عام 1942، وكان هذا الفيلم بداية مشوار المخرج هنرى بركات الفنى فى السينما الذى شمل مائة فيلم.

بدأ بركات مونتيراً في فيلم “انتصار الشباب” للمخرج أحمد بدرخان عام 1940، وكان أول أفلامه مخرجاً لفيلم “العريس الخامس“ عام 1941، الذى أكمل إخراجه بعد المخرج أحمد جلال، أما أول أفلامه هو فيلم ”الشريد”، وآخر أفلامه بعنوان"تحقيق مع مواطنة" عام 1993

ملك الكلاسيكات السينمائية 

خلال مشواره الذي امتد لأكثر من نصف قرن كامل، قدم "بركات" عددًا هائلًا من الأفلام يعد العديد منها علامات في السينما المصرية ومن كلاسيكياتها. 

قدم بركات عددًا كبيرًا من الأفلام مع عدد من النجوم فائقي الشهرة، فقدم عشرة أفلام مع فريد الأطرش، وثلاثة أفلام لعبد الحليم حافظ، وثلاثة أفلام لليلي مراد، وفيلمين لصلاح ذو الفقار، وفيلمين لصباح، وفيلمين لمحمد فوزي، فيلمين لفيروز، وفيلمين لهدي سلطان. 

أكثر من عمل معها بركات كانت الفنانة العملاقة فاتن حمامة التي مثلت معه 18 فيلمًا، بعضها من أهم الأفلام في السينما المصرية. يُذكر منها (دعاء الكروان)، (الحرام)، (الخيط الرفيع)، و(ليلة القبض على فاطمة) و(أفواه وأرانب).

ورغم أنه يمكن اعتبار بركات من المخرجين المتميزين بشكل عام، إذ اختار بعض النقاد أربعة من أفلامه باعتبارها من بين أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، لكن تميزه الحقيقي كان في مجال إخراج الأفلام الغنائية، إذ تصدر قائمة مخرجي الأفلام الغنائية في قائمة أفضل مئة فيلم غنائي بـ 11 فيلماً في الاستفتاء الذي أجراه النقاد عام 2023 ضمن مهرجان الإسكندرية السينمائي.

أفلام بركات

1942: الشريد
1942: المتهمة
1942: لو كنت غني
1944: أما جنان
1945: القلب له واحد
1945: هذا جناه أبي
1947: حبيب العمر
1947: الهانم
1948: سجى الليل
1948: العقاب
1948: الواجب
1949: عفريتة هانم
1950: معلش يا زهر
1950: شاطئ الغرام
1950: أمير الانتقام
1951: ورد الغرام
1952: من القلب للقلب
1952: ما تقولش لحد
1952: لحن الخلود
1952: غلطة أب
1952: أنا وحدي
1953: قلبي على ولدي
1953: حكم الزمان
1954: رسالة غرام
1954: دايماً معاك
1954: حدث ذات ليلة
1954: أنا الحب
1954: ارحم دموعي
1955: قصة حبي
1955: أيام و ليالي
1956: موعد غرام
1956: بنات اليوم
1958: ماليش غيرك
1958: حتى نلتقي
1959: دعاء الكروان
1959: حسن ونعيمة
1959: ارحم حبي
1961: في بيتنا رجل
1961: شاطئ الحب
1962: يوم بلا غد
1962: سلاسل من حرير
1963: الباب المفتوح
1964: أمير الدهاء
1965: ليلة الزفاف
1965: الحرام
1966: شيء في حياتي
1967: سفر برلك
1967: بنت الحارس
1968: الحب الكبير
1968: 3 نساء
1970: الحب الضائع
1971: الخيط الرفيع
1971: أختي
1972: حكاية بنت اسمها مرمر
1972: الزائرة
1973: امرأة سيئة السمعة
1974: حبيبتي
1974: الساعة تدق العاشرة
1974: أجمل أيام حياتي
1975: نغم في حياتي
1975: سؤال في الحب
1976: رحلة الأيام
1976: أخواته البنات
1977: مع حبي وأشواقي
1977: أفواه وأرانب
1978: وادي الذكريات
1978: ليالي ياسمين
1978: امرأة بلا قيد
1978: المرأة هي المرأة
1978: اذكريني
1979: ولا عزاء للسيدات
1979: عشاق تحت العشرين
1979: الشك يا حبيبي
1980: لست شيطانا ولا ملاكا
1980: شعبان تحت الصفر
1982: حسن بيه الغلبان
1982: العسكري شبراوي
1984: ليلة القبض على فاطمة
1984: الأرملة والشيطان
1985: لن يغيب القمر
1986: أنغام
1987: نوارة والوحش
1987: المتمرد
1988: حالة تلبس
1989: أرملة رجل حي
1991: لعبة الأشرار
1992: المتهمة
1993: تحقيق مع مواطنة

نقطة تميزه

تميز بركات بأسلوبه الفريد في الإخراج، حيث كان يمزج بين الواقعية والرومانسية، وهو ما جعله محبوباً لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.

أسلوبه الفني

تميز بركات بقدرته على نقل المشاعر والعواطف بشكل صادق وعميق، كما كان يمتلك حساً فنياً عالياً في اختيار زوايا التصوير والإضاءة، لذا لُقب بـ ملك الكادرات السينمائية، مما أضفى على أفلامه جواً خاصاً بها، كان يولي أهمية كبيرة للتفاصيل، سواء في بناء الشخصيات أو في تصميم الديكورات.

أشهر أعمال بركات

من بين الأفلام التي أخرجها هنري بركات والتي تُعد من علامات السينما المصرية:
  • "دعاء الكروان" (1959): يعد هذا الفيلم من أعظم أعمال بركات، وقد استند إلى رواية بنفس الاسم للكاتب طه حسين. يعالج الفيلم قضايا المرأة والظلم الاجتماعي.
  • "الحرام" (1965): فيلم مأخوذ عن رواية ليوسف إدريس، يسلط الضوء على الفقر والظلم الاجتماعي في الريف المصري.
  • "في بيتنا رجل" (1961): فيلم سياسي وطني يعرض قصة شاب مناضل ضد الاستعمار، وقد لاقى نجاحاً كبيراً.
وغيرها من الأفلام العظيمة التي تُصنف دائماً في قائمة الافضل في تاريخ السينما المصرية العامة.

بركات والأدب

يعد هنرى بركات من أكثر مخرجي السينما المصرية الذين اهتموا بالأدب وأخذوا علي عاتقهم تحويل الروايات الناجحة إلي شاشات السينما، فقد تأثر بركات كثيراً بالأدب الفرنسي والذي ظهر من خلال بدايات أفلامه كفيلم "أمير الانتقام 1950" الذى يعد هذا الفيلم من كلاسيكيات السينما العربية.

وعاد بركات ليقدم نفس القصة ثانيةً من خلال فيلم "أمير الدهاء" من بطولة فريد شوقي ونعيمة عاكف.

ومن أهم الأعمال الأدبية التي حولها بركات للسينما فيلم "في بيتنا رجل" و"الباب المفتوح" و" الحرام" و"الحب الضائع" و" الخيط الرفيع".

ألقاب بركات

لُقب بركات بالعديد من الألقاب، نظراً لتميزه في مجال الإخراج السينمائي، ومن من أبرز ألقابه:
  • شيخ المخرجين.
  •  والد السينما الرومانسية.
  • شاعر الشاشة الفضية.
  • عندليب السينما المصرية.
  • عميد السينما المصرية.
  • ملك الكلاسيكات.
  • ملك الكادرات السينمائية. 
كل هذه الألقاب مُنحت للمخرج الكبير بركات بعد أن أفنى حياته المهنية في إبداع سينمائي منقطع النظير.

ملك الكادرات وسيدة الشاشة العربية 

كون هنرى بركات وفاتن حمامة ثنائياً سينمائياً عملاقاً، حيث جمعهما فيلمهما الأول "العقاب" عام 1948 تأليف بديع خيري، ومن بعدها توالت الأعمال العظيمة بين ملك الكادرات السينمائية وسيدة الشاشة العربية، حيث قدما سوياً عام 1954 فيلمى "ارحم دموعى، دايما معاك"، ثم جاء فيلم موعد غرام عام 1956،ثم فيلم حتى نلتقى حتى كانت رائعة طه حسين "دعاء الكروان"، ثم أخرج لها "الباب المفتوح" مع صالح سليم 1963، وفيلم الحرام، الحب الكبير، شيء في حياتى، الخيط الرفيع، حبيبتى، أفواه وارانب، ليلة القبض على فاطمة ليكون آخر اللقاء بين فاتن وبركات.

الجوائز والتكريمات 

حصل بركات على عدداً من التكريمات خلال مشواره السينمائي، منها:
  1. ترشح عام 1959 لمهرجان برلين الذهبي بفيلمين دفعة واحدة؛ هما: "حسن ونعيمة" و" دعاء الكروان".
  2. ترشح للسعفة الذهبية من مهرجان كان عام 1965 عن فيلمه “الحرام”.
  3. فاز بجائزة أفضل فيلم عام 1964 عن فيلم "الباب المفتوح" من مهرجان جاكارتا السينمائي.
  4.  حصل على جائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1995.
  5. حصل على وسام مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1991، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1994.
بالإضافة إلى ذلك تم تكريم بركات تكريماً شعبياً من قِبل الجمهور المصري والعربي عن مجمل أعماله، فدائماً ما يكون ملك الكادرات السينمائية حاضراً بين الناس عند الحديث عن عصر السينما الذهبي.

التأثير والإرث

ترك بركات إرثاً فنياً كبيراً أثر في أجيال من المخرجين والمبدعين، حيث كان ولازال من أبرز المخرجين السينمائيين في تاريخ السينما المصرية، إذ خرجت من تحت يديه أشهر أفلام الزمن الجميل لأعظم النجوم.

وفاة بركات

توفي بركات في 27 يونيو 1997، لكنه ما زال حاضراً بأعماله التي تظل شاهدة على عبقريته الفنية وإسهاماته الكبيرة في إثراء السينما المصرية والعربية.

الخاتمة

يبقى هنري بركات اسماً لامعاً في عالم السينما، ورمزاً للإبداع والتميز الفني، وقد نجح في أن ينقل هموم وقضايا المجتمع المصري والعربي إلى الشاشة الكبيرة بأسلوب فني راقٍ، مما جعله يستحق بجدارة لقب "عميد السينما المصرية".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال