توفيق الحكيم .. الأديب الأكثر تأثيراً في المجتمع
توفيق الحكيم هو واحد من أبرز الأدباء والمفكرين وأكثرهم تأثيراً في المجتمع خلال القرن العشرين، وهو أحد أيقونات الثقافة في التاريخ الأدبي ورائد الأدب العربي، بفضل ما قدمه من أعمال خالدة.
![]() |
توفيق الحكيم |
عُرف الحكيم (من أكثر أدباء ومفكرى عصره) بكتاباته التي جمعت بين الأدب والفلسفة والمسرح، وقد ترك بصمة واضحة في الأدب العربي الحديث في رواياته وقصصه ومقالات وسيره ودراساته ومسرحياته العظيمة.
نشأة الحكيم
وُلِد توفيق الحكيم في 9 أكتوبر 1898 في مدينة الإسكندرية بمصر، ونشأ في بيئة ثقافية غنية، حيث كان والده قاضياً ووالدته سيدة متعلمة ومثقفة، تلقى تعليمه الأولي في الإسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة القاهرة.
مسيرته الأدبية
بدأت مسيرة توفيق الحكيم الأدبية في العشرينات من القرن العشرين، حيث تأثر بالثقافات الغربية والعربية على حد سواء، ما جعله يبتكر أسلوباً فريداً يجمع بين الرواية والمسرحية والفلسفة.
بدأ الحكيم انتاجه الأدبي فى تلاتينات القرن العشرين، بمسرحيات اجتماعيه، و نشر إبداعاته "أهل الكهف" و "عودة الروح" عام (1933)، و "شهرزاد" (1934)، ، و "يوميات نائب في الأرياف" عام (1937)، و "عصفور من الشرق" (1938) ، و "الطعام لكل فم" و "يا طالع الشجر".
تأثر بالثقافة الأوروبية و المصرية، حيث أن الكثير من أعماله كانت من وحي التراث المصري بعصوره المختلفة، مروراً بالتطورات الاجتماعية و السياسية في مصر منذ ثورة 1919.
ما الفن الادبي الذي اشتهر به الحكيم؟
أديب وروائي وكاتب مسرحي مصري، يعد من رواد الأدب الحديث وفن الكتابة المسرحية، وصفه النقاد بأنه "رائد المسرح الذهبي، حيث ألف أكثر من 100 مسرحية و 62 كتاباً مختلفاً.
مؤلفات الحكيم
الأعمال الكاملة لـ توفيق الحكيم
الروايات
1933 – عودة الرّوح
1936 – القصر المسحور مع (طه حسين)
1937 – يوميّات نائب في الأرياف
1938 – عصفور من الشّرق
1938 – أشعب
1939 – راقصة المَعبد روايات قصيرة
1940 – حمار الحكيم
1944 – الرّباط المُقدس
القصص
1938 – عهد الشّيطان قصص
1941 – سلطان الظّلام قصص
1953 – عدالة وفن قصص
1953 – أرني الله قصص
1966 – ليلة الزّفاف قصص قصيرة
المسرحيات
1933 – أهل الكهف
1934 – شهرزاد
1939 – براكسا أو مشكلة الحُكم
1943 – بجماليون
1943 – سليمان الحكيم
1949 – الملك أوديب
1950 – مسرح المُجتمع
1959 – الأيدي النّاعمة
1955 – إيزيس
1956 – الصّفقة
1956 – المسرح المُنوّع
1957 – لعبة الموت
1957 – أشواك السّلام
1957 – رحلة إلى الغد
1960 – السّلطان الحائر
1962 – يا طالع الشّجرة
1963 – الطّعام لكلِّ فمّ
1965 – شمس النّهار
1966 – مصير صرصار
1966 – الورطة
1967 – بنك القلق (رواية مسرحيّة)
1972 – مجلس العدلّ
1974 – الدّنيا (رواية هزليّة مسرحيّة)
1975 – الحمير
المقالات
1938 – تحت شمس الفكر
1938 – حماري قال لي
1941 – من البُرج العاجيّ
1942 – تحت المِصباح الأخضر
1952 – فن الأدب
1975 – ثورة الشّباب
1976 – بين الفكر والفنّ
1976 – أدب الحياة
1980 – تحدّيات سنة 2000.
النصوص والدراسات
1945 – شجرة الحُكم (نصوص سياسيّة)
1954 – عصا الحكيم (نصوص حواريّة)
1954 – تأمّلات في السّياسة (نصوص فكريّة)
1955 – التعادليّة (نصوص فكريّة)
1967 – قالبنا المسرحيّ (دراسة)
1974 – حديث مع الكوكب (حوار فلسفيّ)
1977 – مُختار تفسير القرطبيّ (تفسير)
1983 – التعادليّة مع الإسلام والتعادليّة (فلسفة)
1983 – الأحاديث الأربعة (فكر دينيّ)
1985 – شجرة الحُكم السياسيّ (نصوص سياسيّة)
السير
1936 – محمد - صلّى الله عليه وسلّم - سيرة حواريّة
1943 – زهرة العُمر سيرة ذاتيّة
1964 – سجن العمر سيرة ذاتيّة
1972 – رحلة بين عصرين ذكريات
1974 – عودة الوعي ذكريات سياسيّة
1975 – في طريق عودة الوعي ذكريات سياسيّة
1983 – مصر بين عهدين ذكريات
أخرى
1940 – نشيد الأنشاد دينيّ
1964 – رحلة الرّبيع والخريف شعر
1982 – ملامح داخليّة حوار
أشهر كتب توفيق الحكيم
من أبرز أعمال الحكيم:
- "عودة الروح" (1933): وهي رواية تعكس التحولات الاجتماعية والسياسية في مصر في تلك الفترة.
- "عصفور من الشرق" (1938): رواية تجمع بين الرحلة والتأمل الفلسفي، تعكس تجربته الشخصية في باريس.
- "أهل الكهف" (1933): مسرحية تناولت فكرة الزمن والتغير، تعتبر من الأعمال الرائدة في المسرح العربي.
- "السلطان الحائر" (1960): مسرحية فلسفية تعالج موضوع السلطة والعدل.
تعرَّف على رؤية تحليلية شاملة لمسرحية أهل الكهف لـ توفيق الحكيم من 🫲 هنا
لماذا لقب الحكيم عدو المراة؟
يعود السبب وراء ما أشيع عن الحكيم بأنه عدو المرأة أنه تطرق إلى الأسئلة المتعلّقة بتحرر المرأة بشكل ساخر، إذ كانت مسرحيته "المرأة الجديدة" نوعًا من المحاكاة الساخرة للحركة المتصاعدة التي كان قائدها "قاسم أمين" ولذا عُرف عن الحكيم عقب عرض هذه المسرحية وغيرها من المسرحيات الجدلية بأنه عدو المرأة، ولم يتمكن من التخلص من هذا اللقب رغم محاولاته الدؤوبة طيلة حياته أن يزيل هذ الوصمة.
شهادة الحكيم الأخيرة
سرد الكاتب الكبير صلاح منتصر في كتابه "شهادة توفيق الحكيم الأخيرة"، ناقلاً عنه:
- "السبب في اتهامي بأني عدو المرأة يرجع إلى السيدة هدى شعراوي بسبب مهاجمتي أسلوبها في تشكيل عقلية المرأة المصرية خاصة البنات، بأن حذرتهن من الاستمرار في حياة الجواري وخدمة الرجال والأزواج في البيت لأنهن مساويات للرجل في كل شيء، واشتكى لي بعض الأزواج من البنات والزوجات، اللاتي يفكرن بطريقة شعراوي فهمهن لرقي المرأة وأنه استعلاء على الرجل وعدم الخدمة في البيت فكتبت في ذلك، ونصحت الزوجة الحديثة بأن تعرف على الأقل أن تهيئ الطعام لزوجها وأن أسهل صنف يمكن أن تطبخه له هو صينية البطاطس في الفرن".
كما قدم الباحث أحمد عزيز زريعة، رؤية نقدية تتمثل فى قراءة صورة الأم فى رواية "عودة الروح" لتوفيق الحكيم، ويقول:
- "اشتهر الحكيم بعدائه للمرأة وقد وقف في زمانه أمام زعيمات النهضة النسوية وعلى رأسهن هدى شعراوى، كما تمثل رأيه هذا في أغلب أعماله فانتقد المرأة كثيرًا وظهرت صورته هشة في رتابة وأسى فانتقد في "عودة الروح" أمه التركية وسلوكها وتعاملها بطريقة سيئة مع الفلاح، حتى زوجها تنظر إليه على أنه فلاح، والفضل يرجع لها فى تمدنه وتحضره وجعله عمدة، كما ينتقد أيضًا عنصريتها وتعصبها لجنسها، ونظرتها التفريقية لأصلها التركي، وتعاملها مع الشيخ حسن وازدرائها له، فهى تقول عندما أكثر من الترحيب بها: "دوشتنا بقا .. هي سيرة سلامات .. إنتم ليه كده لكاكين يا فلاحين".
معارك الحكيم الفكرية
اشتهر الحكيم على مدى تاريخه الطويل بالعديد من المعارك الفكرية التي خاضها أمام ذوي الاتجاهات الفكرية المخالفة له؛ فقد خاض معركة في أربعينيات القرن العشرين مع الشيخ المراغي شيخ الأزهر آنذاك، ومع مصطفى النحاس زعيم الوفد، وفي سبعينيات القرن العشرين خاض معركة مع اليسار المصري بعد صدور كتاب «عودة الوعي»، وكانت آخر معارك الحكيم الفكرية وأخطرها حول الدين عندما نشر توفيق الحكيم على مدى أربعة أسابيع ابتداء من 1 مارس 1983 سلسلة من المقالات بجريدة الأهرام بعنوان «حديث مع وإلى الله».
طه حسين والحكيم
اختلف عميد الأدب العربي طه حسين مع أسلوب الحكيم، إلا أنه أقر له بإنجازاته، حيث قال حسين:
- «إن الحكيم يفتح باباً جديداً في الأدب العربى هو باب الأدب المسرحى الذي لم يعرفه العرب من قبل في أي عصر من عصورهم»
وانتقد طه حسين الحكيم في مسرحية الأيدي الناعمة والتي قام بدور البطولة فيها وقتها يوسف وهبي، فقد نقل عن طه حسين قوله:
- «إن (أخانا) توفيق يحاول أن يكون شخصاً آخر، فرنسياً يعيش في باريس، ولا علاقة له بالقاهرة ومصر واللغة العربية، إن مسرح العبث عند الحكيم ثقيل الدم، ولا يبعث على الضحك، وإذا ضحكنا فعلى المؤلف وليس مع الممثلين! إن في فرنسا شعراء عبثيبن ولكن دمهم أخف من ظلهم، أما توفيق الحكيم فهو ثقيل الدم والظل معاً»
رد الحكيم على تعليق طه حسين قائلاً:
- «توفيق الحكيم طبعاً مش عاجبه كل اللي أنت قلته، أنا عارف هوه عاوز واحد يقول 2 + 2 = 4، يقولها بصوت هامس وبصوت عال ويلحنها محمد عبد الوهاب وتغنيها أم كلثوم، ولكن لا يوجد في الدنيا شيء بهذا الوضوح ولا هذا المنطق، بلاش الدنيا، ان الإنسان نفسه عقدة العقد وليس في السلوك الإنساني هذه البديهيات وليس ضرورياً»
مناصب الحكيم
تولى الأديب الكبير توفيق الحكيم عدداً كبيراً من المناصب القيادية في الدولة، ومنها:
- رئيس اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للفنون والآداب سنة 1966.
- مقرر للجنة فحص جوائز الدولة التقديرية في الفنون.
- نائب فخري بمجلس الأدباء.
- رئيس للهيئة العالمية للمسرح.
- عضو في المجلس القومي للخدمات والشؤون الاجتماعية.
- رئيس لمجلس إدارة نادي القصة.
- رئيس للمركز المصري للهيئة العالمية للمسرح.
- كاتب متفرغ بصحيفة الأهرام القاهرية.
جوائز وتكريمات الحكيم
- قلادة الجمهورية عام 1957.
- جائزة الدولة في الآداب عام 1960، ووسام الفنون من الدرجة الأولى.
- قلادة النيل عام 1975.
- الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975.
- أُطلق اسمه على فرقة (مسرح الحكيم) في عام 1964 حتى عام 1972.
- أُطلق اسمه على مسرح محمد فريد اعتباراً من عام 1987.
تأثيره على الأدب العربي
لقد أثر الحكيم بشكل كبير على الأدب العربي، حيث قدم نماذج جديدة في الكتابة المسرحية والرواية، كما ساهم في تطوير المسرح العربي من خلال إدخال عناصر جديدة وتقنيات سردية مبتكرة، بالإضافة إلى أن كتاباته الفلسفية أثرت في جيل كامل من الأدباء والمفكرين.
وفاة الحكيم
توفى الكاتب المسرحي الكبير والروائي المصري الشهير، في 26 يوليو 1987، تاركاً خلفه أثراً لا يُمحى لأحد أكبر كُتاب مصر في العصر الحديث وأحد أهم رواد مدرسة الفكر الوطني المصري.
خاتمة
يُعتبر توفيق الحكيم من القامات الأدبية التي لا تنسى في تاريخ الأدب العربي، بفضل إسهاماته الكبيرة والمتنوعة، ويبقى اسمه خالداً في الذاكرة الثقافية للأمة العربية.
اقرأ أيضاً مصطفى صادق الرافعي - حياته وأعماله
التسميات
أضواء الإبداع