الرواية والقصة القصيرة بين أشكال الأدب الأكثر شهرة
يلعب الأدب والفنون الكتابية دورًا حيويًا في حياتنا الثقافية والفكرية، ومن بين أشكال الأدب الأكثر شهرة وتداولًا نجد الرواية والقصة القصيرة.
الفرق بين الرواية والقصة القصيرة |
على الرغم من أن كلاهما يعبران عن أفكار ومشاعر البشر، إلا أن هناك فروقات جوهرية بينهما من حيث الشكل والمضمون والهدف.
بين الرواية والقصه القصيرة . فوارق جوهرية وتشابه طفيف
الرواية والقصة القصيره والفرق بينهما، إذ إن كثيرين يصفون قاصّاً ما بأنه راوٍ، وذلك لكونه سرد قصة في مجموعة تقع في عشرات الصفحات، وهذا هو الخطأ الذي لا يمكن تجاوزه لدى أولئك “الكثيرين” إلا بتوضيح ماهية الرواية وماهية القصة وما الفرق بينهما؟
لا بد من طرح مثال ليسهل علينا الدخول في عمق الموضوع: هل يتشابه سيناريو الفيلم السينمائي الواقع في ساعتين مع سيناريو المسلسل الدرامي الواقع في ثلاثين حلقة؟ بالتأكيد لا، من هنا علينا إدراك أن التشابه في الشكل لا يعني وقوع الشبه في أي تفصيل آخر، سواء بين الفيلم والمسلسل، أو بين موضوعنا الحالي “الرواية والقصة“.
تعريف الرواية والقصة القصيرة
الروايةالرواية هي عمل أدبي طويل ومعقد يتميز بوجود حبكة متطورة وشخصيات متعددة تتفاعل عبر فترة زمنية طويلة، عادة ما تكون الرواية من 40,000 كلمة وأكثر، وتستخدم لإبراز جوانب متنوعة من الحياة الإنسانية.
والرواية هي نصًّ أدبي طويل تتشابك فيها سلسلة من الأحداث نقسم إلى فصول قد تكون مرقمة أو مجدولة، ويسمى كاتب الرواية “الروائي” وقد يستغرق في وضع روايته سنوات طويلة.
يقول جورج لوكاتش إن الرواية هي التعبير المكافئ للملحمة في العصر الحديث، واعتبرها نقاد آخرون النوع الأدبي الأكثر نموذجية للمجتمع البرجوازي في ذروة سيادته على العالم.
القصة القصيرة
القصة القصيرة هي عمل أدبي مختصر يهدف إلى نقل فكرة أو موقف أو شعور معين من خلال حبكة بسيطة وشخصيات قليلة، تتراوح عادة بين 1,000 إلى 20,000 كلمة، وتركز على نقطة أو حدث محوري واحد.
والقصة القصيرة هي نص أدبي تدور أحداثه حول حدث رئيسي واحد يشارك فيه عدد محدود من الشخصيات، بحيث لا يكون صعباً على القارئ أن يتذكر كل الشخصيات في القصة، على عكس الرواية تماماً.
القصة القصيرة لا تستهلك وقتاً طويلاً حتى ينجزها كاتبها، ولكن هذا سيرتب عليه جهوداً إضافية ليصل للهدف وحتى تصل رسالته للجمهور، ويسمى كاتب القصة ” القاصّ” أو ” كاتب القصة القصيرة”.
هنا إشارة موضوعية إلى أن الروائي قد يبدأ بكتابة القصة ثم يتطور، أما كاتب القصة ” المتخصص بها” فيصعب عليه أن يبدأ بالرواية ثم يتراجع إلى القصة القصيرة.
الفروقات بين الروايه والقصة القصيرة
الحجمالرواية: تتجاوز عادة 40,000 كلمة.
- هناك تحديد نظري لعدد كلمات الرواية وتم تقديره بـ ” 40 ألف كلمة” وما فوق، إلا أن هذا يبقى نظرياً وإن كان العدد الحقيقي يدور في هذا الفلك، فالرواية قد تمتد لأكثر من ذلك بكثير، وقد تقل عن الخمسين ألف كلمة، لكن من المؤكد أن الرواية لا أفق لها، ولا يمكن وضع حد لنهايتها إلا حين تتكامل كل عناصرها، وتصل إلى النتيجة النهائية، فهناك روايات قد تتعدد أجزاؤها ويكون كل جزء منها واقعا في 100 ألف كلمة.
- لا مجال لمقارنة طول القصة بطول الرواية، فالقصة القصيرة محصورة فعليا بعدد محدد من الكلمات، تبدأ بـ 1000 كلمة، وتنتهي بـ 20 ألف كلمة، ولا يجوز القفز أكثر من ذلك لأن المفروض أن تكون قد استوفت كامل شروطها في هذا الحد المرسوم.
من هنا يمكن القول بأنه قد تتطور القصة لتصبح رواية، ولكن من المستحيل أن تصبح الرواية قصة.
التطور الزمني
الرواية: تمتد أحداثها عبر فترة زمنية طويلة، قد تصل إلى سنوات أو حتى عقود.
القصة القصيرة: تقتصر أحداثها عادة على فترة زمنية قصيرة، قد تكون بضعة ساعات أو أيام.
الشخصيات
الشخصيات بشكل مختصر
الرواية: تضم عددًا كبيرًا من الشخصيات الرئيسية والثانوية، مما يتيح مجالًا لتطوير الشخصيات وبناء علاقات معقدة بينها.
القصة القصيرة: تقتصر على عدد محدود من الشخصيات، حيث يكون التركيز أكبر على تطور شخصية واحدة أو اثنتين.
الرواية: تضم عددًا كبيرًا من الشخصيات الرئيسية والثانوية، مما يتيح مجالًا لتطوير الشخصيات وبناء علاقات معقدة بينها.
القصة القصيرة: تقتصر على عدد محدود من الشخصيات، حيث يكون التركيز أكبر على تطور شخصية واحدة أو اثنتين.
الشخصيات بشكل تفصيلي
لا يختلف تعريف شخصيات الرواية عنه في القصة القصيرة، والأهم أنه في الحالتين يتوجب أن تكون الشخصيات التي يختارها الكاتب سواء في الرواية أو في القصة القصيرة مخلوقة، على ورق من لحم ودم، بحيث تخضع للمنطق الإنساني المعهود.
المقصود من ذلك أنه لا يجوز أن نعتمد شخصية ثابتة على جانب نفسي واحد، بل يجب أن تتمتع الشخصية بالتحولات والانقلابات التي تطرأ على الإنسان في الواقع، فالوضع النفسي يجب أن يراعى بكامل تفاصيله “انفعال، غضب، مرح، سعادة، يأس… إلخ”.
أيضاً الشروط اليومية لأي إنسان يواجه مشكلة، مثل الإقدام على التحديات، الجبن والخوف من التحدي، إجبار نفسه تالياً على الخوض في المعمعة، تجميع الحلفاء حوله، مواجهة الشر، اليأس، الإيمان بالنصر، الانتقال من متلقي للأوامر إلى مرسل لهذه الأوامر للغير.
إن الشخصيات في الرواية والقصة القصيره هي الأهم في المعادلة، والكاتب المبدع هو الذي ينجح في جعل الشخصيات تتحرك على الورق أمام أعين القارئ، ويجعله يتنبأ بالكثير من المسائل النفسية للبطل أو للشخصيات الأخرى قبل حدوثها.
هذا يقودنا إلى أننا لسنا أمام أبطال ورقيين أو مخلوقات تعيش في خيال الكاتب، بل يجب أن نجعل خيال هذا الكاتب حياةً واقعية من خلال نقلها إلى خيال القارئ.
إذا تذكرنا رواية “كليلة ودمنة” لابن المقفع والتي تعتبر من روائع الأدب المشرقي القديم وكيف جعل الحيوانات تتكلم بلسان البشر وتبدي مواقفها بعواطف إنسانية وتقلبات وانقلابات ومفاجآت وسعادة وحزن وسيطرة ومنطق وخروج عن المنطق، ما أدى إلى تفاعل كل القراء في الشرق والغرب معها، ومرد ذلك بطبيعة الحال هو إبداع الكاتب في جعل الشخصيات تتحرك على الورق لتقفز بسهولة إلى خيال الناس عند القراءة.
يبقى لدينا فارق جوهري ولا شك وهو في أن الشخصية في القصة تكون مسطحة وثابتة لا تتغير (الشرير يبقى شريراً، والخير يبقى خيراً) فيما التحولات في الشخصيات في الرواية تبقى المحرك الأساسي لنجاح الرواية والوصول إلى الذروة ومن ثم الرسالة التي سيبرقها الكاتب للجمهور.
الحدث
الحدث في الرواية يختلف تماما عنه في القصة، فالأحداث مرتبطة بعوامل الزمان والمكان أولاً، وطالما كان الزمن في الرواية طويلاً فقد تعددت الأماكن، وهذا يقودنا بالضرورة إلى تشعب الأحداث وكثرتها وولادة أحداث جديدة من أحداث قديمة.
أما الحدث في القصة القصيرة فيختلف تماما، فقد تبدأ الأحداث وتنتهي عن يوم واحد أو أسبوع على الأكثر، وندر أن تعددت الأحداث فيها إذ إنها تقتصر غالباً على حدث واحد وعلى مكان واحد.
الرواية: تتميز بحبكة معقدة تتضمن عدة أحداث رئيسية وثانوية وتفرعات مختلفة.
القصة القصيرة: تتمحور حول حدث رئيسي واحد، وتتميز بحبكة بسيطة ومباشرة.
العمق والتفاصيل
الرواية: تتيح الفرصة للتعمق في التفاصيل والوصف الدقيق للأماكن والأحداث والشخصيات.
القصة القصيرة: تعتمد على الاقتصاد في الكلمات والتفاصيل، مما يتطلب إيصال الفكرة بأسلوب مختصر وفعال.
الأهداف والوظائف الأدبية
تهدف الرواية إلى استكشاف موضوعات معقدة وعميقة، مثل التحولات الاجتماعية والسياسية والنفسية. تساعد القارئ على فهم جوانب مختلفة من الحياة والتفاعل معها بعمق.
القصة القصيرة
تركز القصة القصيرة على تقديم مشهد أو حالة معينة بكثافة ووضوح. تهدف إلى إثارة مشاعر معينة أو نقل رسالة محددة بسرعة وفعالية.
الأنواع
أنواع الرواية
أهمها الروايات التاريخية والتي كانت أهم ما جاد به العرب في العصر العباسي تحديداً وما زال نمطهم ساري المفعول إلى يومنا هذا، ولدينا في الرواية النوع الرومانسي والقائم على حكايا حب طويلة تحولت غالباً إلى أعمال فنية في التلفزيون والسينما والمسرح، ومن الأنواع الأخرى في الرواية: النفسي والأخلاقي والمهني والرسائلي والديني، فضلاً عن الماورائي، مثل الغموض والإثارة والخيال والبوليسي ... وغير ذلك من أنواع تحفل بها الرواية.
أنواع القصة القصيرة
يبرز في مقدمة أنواع القصة القصيرة النوع المثير “الأكشن”، ويأتي بعده الرومانسي والبوليسي الذي اشتهر به الأدب القصصي الغربي منذ العصر الكلاسيكي، ويأتي عالم المغامرات والملاحم، ثم عالم الخيال، إلى عالم الجريمة والسيرة الذاتية، إلى التاريخي، فالرعب، فالسياسة فالفلسفة، ثم الدين والخيال العلمي ثم الحضاري.
استراتيجيات كتابة الرواية والقصه القصيره
الروايةالتخطيط الجيد: يجب أن يكون لديك خطة واضحة للأحداث والشخصيات قبل البدء في الكتابة.
التطوير المستمر: العمل على تطوير الشخصيات والأحداث بشكل تدريجي ومتماسك.
الوصف والتفاصيل: استخدام وصف دقيق للمشاهد والأماكن والشخصيات لخلق صورة واضحة في ذهن القارئ.
القصة القصيرة
التركيز على الفكرة الرئيسية: تحديد الفكرة أو الحدث الرئيسي الذي تود نقله.
الاقتصاد في الكلمات: استخدام كلمات قليلة للتعبير عن الأفكار بشكل فعال.
النهاية المؤثرة: العمل على تقديم نهاية تترك تأثيرًا قويًا وسريعًا على القارئ.
أهمية تحسين محركات البحث (SEO) في الأدب
كتابة مقالات أدبية متوافقة مع معايير SEO تساعد في زيادة ظهورها على محركات البحث، مما يتيح وصول أكبر لجمهور أوسع. لتحقيق ذلك، ينبغي:- استخدام الكلمات المفتاحية المناسبة.
- تنظيم المقال بشكل جيد.
- استخدام عناوين فرعية وقوائم لتسهيل قراءة المقال وفهمه.
- الروابط الداخلية والخارجية: تضمين روابط لمقالات ذات صلة أو مصادر موثوقة.
في النهاية؛ قد تتشعب الفصول والأفكار وقد تتشابه، ولكن حين نفصل بين كل بند وآخر، بين كل عنوان فرعي وآخر، وبين كل متشابهين، سنصل إلى نتيجة نهائية تفيد بأن الطريق إلى كتابة الرواية أو القصة القصيرة يبدأ من مفهوم الرواية ومفهوم القصة، إلى تعريف الرواية لغةً واصطلاحا، إلى معرفة أنواع المكان في الرواية، إلى الحبكة في الرواية، إلى معرفة وصف الشخصيات في الرواية وفي القصة القصيرة، إلى أنواع القصص والروايات كما ذكرنا في المقال.
الخاتمة
فهم الفرق بين الرواية والقصة القصيرة يعزز من قدرة القارئ على تقدير كل نوع أدبي بشكل أعمق، بينما تقدم الرواية رحلة طويلة ومعقدة عبر مشاعر وأحداث متعددة، تقدم القصة القصيرة لمحة مكثفة وسريعة لحدث أو شعور معين، استخدام هذه الفروقات بفعالية يمكن أن يعزز من تجربة القراءة والكتابة على حد سواء.اقرأ أيضاً كيف تكتب روايتك الأولى - دليلك الشامل
التسميات
من قلم إلى قلم