آخر الرجال المحترمين : فيلم درامي بتوقيع وحيد حامد

آخر الرجال المحترمين هو فيلم درامي مصري من إخراج عاطف الطيب وبطولة نور الشريف وبوسي.. يُعد الفيلم أحد أبرز الأفلام التي تناقش قضايا إنسانية واجتماعية من خلال عدسة سينمائية شديدة الصدق. 

فيلم آخر الرجال المحترمين
فيلم آخر الرجال المحترمين 

كتب سيناريو وحوار الفيلم الكاتب الكبير وحيد حامد، الذي قدم عملاً مختلفًا يحمل في طياته أبعادها فلسفية وإنسانية عميقة.

القصة وأحداثها

تدور أحداث فيلم آخر الرجال المحترمين حول الأستاذ فرجاني هدهود، معلم قادم من الريف إلى القاهرة في رحلة مدرسية، حيث يفقد إحدى الطالبات خلال الزيارة.. يصبح فرجاني في مواجهة مع مجتمع المدينة الصاخب، ويجد نفسه مضطرًا للتنقل بين عوالم القاهرة العشوائية مثل أحياء الغجر والزبالين، بحثًا عن الطفلة المفقودة.

الفيلم يسير في إطار درامي يعكس صراع الإنسان مع الفقدان، مسؤولية حمل الأمانة، ومحاولات النجاة بالقيم النبيلة وسط مجتمع فقد الكثير من قيمه الإنسانية.

رأي وحيد حامد عن الفيلم

في أحد تصريحاته، اعترف وحيد حامد بأن كتابة فيلم آخر الرجال المحترمين جاءت في ظروف شخصية صعبة، وهو ما انعكس على البناء الدرامي للعمل، حيث شعر أن الفيلم كان يمكن أن يكون أفضل لو كُتب في ظروف أفضل.. ومع ذلك، أكد أن الفيلم يظل جيدًا ومؤثرًا، ويُبرز قيمة حمل الأمانة، معتبرًا أن لا أمانة أعظم من حياة كائن بشري.

الأستاذ فرجاني: الشخصية المثالية

استلهم وحيد حامد شخصية الأستاذ فرجاني من معلمه في الثانوية، الذي ترك أثرًا بالغًا في حياته.. هذا المعلم جسد المثالية والتفاني، وهو ما أراد حامد إبرازه في شخصية فرجاني، ليصبح بمثابة مرآة للمجتمع يظهر من خلالها ما يفتقده الآخرون من قيم وأخلاق.

وحيد حامد أوضح أن فرجاني ليس صانعًا للأحداث، بل هو شخص يحاول التكيف معها، والتمسك بقيمه في وجه التحديات.. أراد أن تكون مثالية الشخصية هي المحور، بحيث تظل ثابتة وغير قابلة للتغيير أو الشك، وهو قرار فني مقصود.

عوالم الغجر والزبالين

تناول فيلم آخر الرجال المحترمين عوالم هامشية نادرًا ما ظهرت في السينما المصرية، مثل مجتمع الغجر وعمال جمع القمامة.. يرى وحيد حامد أن هذه العوالم، على الرغم من معيشتها على الهامش، تتمتع بنظام داخلي قد يكون أكثر عدالة من القانون الرسمي.. وقدّم الفيلم هذه العوالم كمساحات بديلة للمدينة التي تبدو قاسية وغير متعاطفة.

الشخصيات النسائية وانتقاد الذات

أشار حامد إلى أن اختيار بوسي لدور المرأة التي اختطفت الطفلة لم يكن الأفضل من وجهة نظره، إذ رأى أن الشخصية تحتاج إلى ممثلة أكبر سنًا وأقل جمالًا، تعكس بشكل أفضل ملامح الأمومة المفقودة.. وكان يفضل اختيار الفنانة محسنة توفيق للدور.

الشرطة وقيمة الإنسان

ناقش فيلم آخر الرجال المحترمين تهاوي قيمة المواطن خلال ثلاثة عقود، مقارنة بفيلم "حياة أو موت" (1954) لكمال الشيخ، حيث أشار وحيد حامد إلى مشكلة قانونية حقيقية، إذ لا يسمح القانون للشرطة ببدء التحقيق في اختفاء طفل إلا بعد مرور 24 ساعة، وهو ما وصفه بأنه "سبب واه ومضحك"، يمكن أن تكون له عواقب مأساوية.

رسائل الفيلم

أكد وحيد حامد أن الفيلم يحمل رسالة تفاؤل رغم الصعوبات، حيث يتحول الجميع لمساندة فرجاني بفضل نبل أخلاقه وصدقه.. يرى أن صدق النوايا دائمًا ما يجد طريقه إلى قلوب الآخرين، وهو ما يظهر بوضوح في الفيلم.

ختامًا، آخر الرجال المحترمين فيلم يبرز موهبة  وحيد حامد في المزج بين الدراما الإنسانية والواقعية الاجتماعية.. وعلى الرغم من اعتراف الكاتب بوجود بعض الاضطراب في البناء الدرامي، إلا أن الفيلم يظل أحد أعماله المميزة التي قدمت رؤية فريدة لقيم نبيلة تتحدى قسوة الحياة.

اقرأ أيضاً:

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال