وحيد حامد: ذاكرة السينما المصرية وحارس الكرامة الإنسانية

وحيد حامد، السيناريست الذي ترك بصمة خالدة في السينما المصرية والعربية، استطاع عبر مشواره الإبداعي أن يعبر عن صوت الإنسان البسيط، واضعًا الكرامة الإنسانية على رأس القيم التي دافع عنها في كتاباته. 

وحيد حامد
وحيد حامد 

في رحلته التي امتدت لعقود، لم يكن وحيد حامد مجرد كاتب سيناريو، بل كان مؤرخًا فنيًا وإنسانيًا، يرصد التغيرات الاجتماعية والسياسية، وينقلها إلى الشاشة بصدق وإبداع.

قدسية الكرامة الإنسانية في أعمال وحيد حامد

عبر أعماله المختلفة، برزت الكرامة الإنسانية كقيمة محورية.. أبطاله، وإن اختلفت ظروفهم وطبقاتهم الاجتماعية، يشتركون في رفضهم للظلم والإهانة، حيث تمثل الكرامة المحرك الأساسي للدراما.. مثال ذلك فيلم "الهلفوت"، الذي قدم شخصية عادل إمام في صراع درامي عميق، يكشف عن التناقضات في المجتمع، وتبدل الأدوار بين المظلوم والطاغية.

الممثل وشغف المشروع

أشار وحيد حامد في ذكرياته إلى دور الممثل في إنجاح العمل، مستشهدًا بعادل إمام في "الهلفوت"، الذي أضفى واقعية مذهلة على الشخصية بتقمصه العميق، حيث استوحى ملابس الشخصية من متشرد في الشارع. هذه التفاصيل البسيطة تعكس مستوى الإخلاص الذي يتطلبه العمل السينمائي الناجح.

المكان كبطل خفي

في فيلم "رغبة متوحشة"، أكد وحيد حامد على أهمية المكان كعنصر درامي محوري. بحثه الدقيق عن الموقع المناسب يعكس مدى إيمانه بأن التفاصيل البصرية تعزز من قوة السرد الدرامي.

بين السينما والتلفزيون

قارن وحيد حامد بين الكتابة للسينما والتلفزيون، مشيرًا إلى الفارق الجوهري بينهما.. في حين تركز السينما على الفكرة الرئيسية، يحتاج التلفزيون إلى نسج خطوط درامية متعددة تتفرع كالشجرة.. هذه الرؤية جعلت أعماله التلفزيونية، مثل "العائلة"، تحافظ على إيقاعها الجذاب رغم طولها.

الهروب من التوقعات وإعادة الكتابة

يؤمن وحيد حامد بأن المفاجأة هي سر نجاح العمل الفني.. يعيد الكاتب مراجعة نصوصه مرات عدة، حتى يتأكد من تقديم أفضل نسخة ممكنة.. في مسيرته، استفاد من نصائح عظماء مثل ألفريد فرج، مما عزز من عمق أعماله.

الحوار ولغة الشارع

رغم واقعيته، رفض وحيد حامد الحوار الفج، معتبرًا أن الفن وسيلة للارتقاء بالذوق العام. أصر على أن تكون لكل شخصية لغتها المميزة، مما أضفى مصداقية وحيوية على شخصياته.

أعمال ناقصة وأحلام مؤجلة

بعض أعمال وحيد حامد، مثل "قصاقيص العشاق" و"سوق المتعة"، لم تلقَ تنفيذًا يرضيه، ما جعله يحلم بإعادة إنتاجها.. يوضح هذا طموحه الدائم نحو الكمال، ورغبته في تقديم أعمال تليق بفكرته الأصلية.

مواقف إنسانية وشجاعة نادرة

من المواقف التي تبرز شخصية وحيد حامد، رفضه تقديم تنازلات في مسلسل "العائلة"، وتعاونه مع محمود مرسي الذي أبدى شجاعة في مواجهة الإرهاب. هذه الروح المبدئية والشجاعة الفكرية انعكست في كل تفاصيل مسيرته.


إرث لا يُنسى

في ختام رحلته، يبقى وحيد حامد واحدًا من أعمدة السينما المصرية.. بقدرته على ملامسة القضايا الاجتماعية والسياسية بذكاء وجرأة، سيظل إرثه الإبداعي حاضرًا، يلهم أجيالًا من الكتاب وصناع السينما المصرية.

اقرأ أيضاً:

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال