سيدة المسرح العربي - سميحة أيوب

رائدة الفن و سيدة المسرح العربي

الفنانة سميحة أيوب هي واحدة من أعظم الممثلات في تاريخ الفن العربي والمصري، وأحد رموز المسرح، بل سيدة المسرح العربي، وأحد أهم فنانات السينما في العالم العربي، بل صاحبة أطول مسيرة فنية في تاريخ السينما العربية.

سيدة المسرح العربي
سيدة المسرح العربي 

سميحة ايوب أو عملاقة المسرح كما أُطلق عليها، كانت عاشقةً للمسرح ومُبدعةً فيه بشكل لافت للنظر، حتى الفيلسوف والمفكر الفرنسي جان بول سارتر وصفها بـ (عملاقة المسرح) بعد أن شاهدها تقدم إحدى مسرحياته.

٤٥٠ عمل فني في ٧٧ عام

الفنانة الكبيرة سميحة أيوب أحد القامات الفنية الكبيرة، التي تحمل مسيرتها الفنية ٤٥٠ عملًا فنيًّا، وُلدت في ٨ مارس ١٩٣٢ في حي شبرا بالقاهرة، وبدأت مسيرتها الفنية في فترة مبكرة من حياتها، حيث كانت بدايتها من خلال فيلم المتشردة عام ١٩٤٧م، ثم انطلقت وتجاوزت سنوات عملها المسرحي والسينمائي والتلفزيوني ما يصل إلى ٧٧ عامًا.

مسيرة سيدة المسرح العربي  

الطفولة : اختارها الإذاعي محمد محمود شعبان (بابا شارو) لتمثيل أوبريت عذراء الربيع، ونجحت فيه نجاحًا كبيرًا، ما جعل المخرج يوسف الحطاب يرشحها لدور في مسلسل سمارة الذي كان سببًا في شهرتها لتصبح من الأصوات النسائية الأولى في الإذاعة منذ بدء إرسالها. 
الدراسة دخلت سميحة أيوب المعهد العالي للتمثيل الذي أسسه زكي طليمات وتتلمذت على يده عام ١٩٤٩م، وبالتوازي مع دراستها كانت تعمل في المسرح والسينما، ثم تخرجت من العهد وكانت من أوائل الدفعات التي تخرجت منه، وهو ما ساهم في صقل موهبتها وتطوير مهاراتها التمثيلية.
التخرج: بعد التخرج انضمت إلى المسرح القومي المصري وصارت مديرة له مرتين في الفترة من ١٩٧٥ حتى ١٩٧٩م، كما تولت إدارة المسرح الحديث بين عامي ١٩٧٢ و ١٩٧٥ م، وبلغ رصيدها المسرحي على مدار مشوارها الفني ما يقرب من ١٧٠ مسرحية.

نجمة المسرح العربي

تعتبر سميحة أيوب من أبرز نجمات المسرح العربي، حيث قدمت 90 عملًا مسرحيًّا، جميعهم من العلامات البارزة في تاريخ المسرح، منهم: 
• السلطان الحائر  
• كسبنا البريمو 
• الوزير العاشق 
• السبنسة 
• تلميذ الشيطان 
• سكة السلامة 
• مصرع كليوباترا 
• العمر لحظة 
• في عز الظهر 
• الناس اللي في التالت 
• قريب وغريب 
• أنطونيو و كليوباترا 
• الخديوي 
• مقالب عطيات 
• ست الملك .. وغيرهم)
تميزت سميحة أيوب بقدرتها الفائقة على تجسيد الشخصيات المعقدة والمتنوعة، واستطاعت أن تترك بصمة لا تُنسى في كل دور قامت به.

نجمة السينما 

لم تقتصر إنجازات سميحة أيوب على المسرح فقط، بل امتدت إلى السينما والتلفزيون، حيث شاركت في العديد من الأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا، وقدمت 44 فيلمًا من أبرزهم:
١- حياة وآلام السيد المسيح 
٢- شاطئ الغرام 
٣- أنا وحدي 
٤- بعد الوداع 
٥- ورد الغرام 
٦- موعد مع السعادة 
٧- هارب من الحب 
٨- لا تطفئ الشمس 
٩- ابن الحارة 
١٠- الله معنا 
١١- القلب له أحكام 
١٢ - بين الأطلال 
١٣- المتمردة 
١٤- أدهم الشرقاوي 
١٥- أرض النفاق 
١٦- فجر الإسلام 
١٧- تيته رهيبة 
١٨- الوحش 
١٩- الليلة الكبيرة 
٢٠- بنت البادية .. وغيرهم).

رائدة الشاشة الصغيرة 

كما قدمت سميحة أيوب أدوارًا متميزة في المسلسلات والسهرات التليفزيونية، حيث قدمت ٢٢٠ عملًا، وكان أبرزها:
- السبنسة 
- ظلال 
- سلمى يا سلامة 
- أوان الورد 
- ضبط وإحضار 
- نور القمر 
- خيال 
- حفنة من رجال 
- قصة مدينة 
- أميرة في عابدين 
- وتمضي الأحزان 
- أولاد الشوارع 
- رابعة تعود 
- السيرة الهلالية 
- أشياء لا تباع 
- الضوء الشارد .. وغيرهم)

جوائز وتكريمات سيدة المسرح العربي 

على مدار مسيرتها الفنية الحافلة، حصلت سميحة أيوب على العديد من الجوائز والتكريمات. تم تكريمها في العديد من المهرجانات الفنية، مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان قرطاج، وحصلت على وسام الفنون والآداب من وزارة الثقافة المصرية، وقدمت هذه الجوائز تقديرًا لعطاءها الفني الكبير وإسهاماتها في تطوير الفن المصري والعربي.

منحها الرئيس جمال عبد الناصر وسام الجمهورية في عيد العلم عام ١٩٦٦ م، وحصلت على وسام بدرجة فارس من الرئيس الفرنسي جيسكار دستان بعد تقديمها مسرحية فيدرا على مسرح أوبرا باريس، كما قام بتكريمها الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقبيل رأسها في احتفالات الشرطة الأخيرة، كما حصلت عام ١٩٨٣ على وسام الاستحقاق من الرئيس السوري حافظ الأسد حتى أنه أطلق عليها لقب سيدة المسرح العربي الذي يطلق عليها حتى الآن، وقال في كلمة وجهها لها "أعمالك كلها تنويرية وأنتِ رمز للفنان المثقف فأنتِ "سيدة المسرح العربي".

حياة سميحة أيوب الشخصية

على الصعيد الشخصي، تزوجت الفنانة سميحة أيوب أكثر من زواج فني بدأتها بالزواج من الفنان محسن سرحان وأنجبت منه ابنها إبراهيم وهي لم تكمل العشرين عامًا، ثم تزوجت من الفنان محمود مرسي وأنجبت منه الطبيب النفسي علاء مرسي، ثم الكاتب المسرحي سعد الدين وهبة الذي تزوجها أثناء تقديمها مسرحية السبنسة من تأليفه واستمر الزواج حتى رحيله، وأخيرًا المخرج التليفزيوني أحمد النحاس ولكن وقع الطلاق بينهما.

الأيقونة

تُعد سميحة أيوب من الأيقونات الفنية التي أثرت في أجيال من الفنانين والجمهور، حيث استطاعت من خلال موهبتها الفذة وأعمالها المتنوعة أن تترك إرثًا فنيًا خالدًا سيظل مصدر إلهام للفنانين والجمهور لسنوات طويلة.

تعتبر سميحة أيوب واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ الفن العربي، وتظل أدوارها وأعمالها الفنية شاهدة على موهبتها الكبيرة وإسهاماتها القيمة في إثراء الفن العربي.

لم تقتصر إسهامات سميحة أيوب على أعمالها الفنية فقط، بل كانت مصدر إلهام لأجيال من الفنانين، فكانت نموذجًا يحتذى به في الالتزام الفني والأخلاقي، حيق تعلم منها الكثيرون أهمية التمسك بالقيم الفنية والاحترافية في العمل.

إلى جانب عملها الفني، كانت سميحة أيوب أيضًا أستاذة في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث ساهمت في تعليم وتوجيه العديد من الأجيال الجديدة من الفنانين، فكان لخبرتها ورؤيتها الفنية دور كبير في تطوير مسيرة الكثيرين منهم.

رغم تقدم سي في السن، لم تتوقف سميحة أيوب عن العمل الفني، فكانت دائمًا تسعى لتقديم أدوار جديدة ومبتكرة، مما يعكس حبها وشغفها بالفن، فكانت تعتبر الفن جزءًا لا يتجزأ من حياتها، ولم تتوقف عن تقديم الجديد لجمهورها.


بصمة لا تُمحى

سميحة أيوب هي فنانة من الطراز الرفيع، تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن العربي. بموهبتها الكبيرة وأعمالها المتميزة، أصبحت أيقونة للفن المصري والعربي. تأثيرها سيظل مستمرًا، وأعمالها ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، مما يجعلها إحدى العلامات الفارقة في عالم الفن.

سميحة أيوب لم تكن مجرد ممثلة بل كانت رمزًا ثقافيًا، ساهمت في تطوير المسرح المصري من خلال تقديمها لأدوار متجددة وأعمال تتناول قضايا اجتماعية وسياسية هامة، فكانت دائمًا ما تحرص على أن تكون فنها رسالة تعبر عن هموم الناس وتطلعاتهم.

من مذكرات سيدة المسرح العربي 

في مذكراتها الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تروي الفنانة القديرة سميحة أيوب، كواليس مقابلتها للمفكر الفرنسي جان بول سارتر خلال عرض مسرحيته "الندم" أو "الذباب"، علي المسرح القومي، قائلةً:
  • «لم أكن أتصور أن مسرحية الذباب لجان بول سارتر التي أخرجها سعد أردش فطوّع الحركة الكلاسيكية فيها إلى حركة "مودرن" عصرية مع الاحتفاظ بالشكل والإيهام الكلاسيكي، ستجعل رئيس تحرير "الاوبزرفير" الفرنسية، والذي هو الآن يشغل منصبا سياسيًا كبيرُا في فرنسا، يطلب مقابلتي بعد العرض ليقول لي: لم أكن أتصوّر أن (ندم - ذباب) سارتر سوف تقدّم بهذه العظمة، بكل مفرداتها من إخراج وتمثيل وديكور وكورس، انتهاء عرض مسرحية الذباب لسارتر، كنت أمثل في مسرحية من تأليف د-رشاد رشدي فإذا بالسيد كلود استيه رئيس تحرير الأوبزيرفر يصافحني ويقول لي: في مسرح الأزبكية في الذباب كنت أشاهد فنانة عملاقة لها حالات من الإبداع في كل ليلة، أما الليلة فقد شاهدت (ديفيليه) عرض أزياء، وسافر كلود استيه، وذات يوم وأنا أتصفح جريدة الجمهورية إذا برسالة موجّهة لي منه يقول فيها: أرجو إبلاغ الفنانة سميحة أيوب أنني عندما رجعت إلى فرنسا لم أجد سارتر في باريس، فهو في جولة في الاتحاد السوفييتي مع سيمون دي بوفوار، وأخبرته تلفونيًا، وقال ربّما في مخططه أن يذهب إلى مصر، وفعلا جاء إلى مصر بدعوة من جريدة الأهرام، وكنت في ذلك الوقت أؤدي دورًا في العمل الكبير "الإنسان الطيب" لبرتولد بريخت، وكان قد مرّ على عملي في "الذباب" قرابة السنة والنصف، وإذا بالإدارة تخبرني أنّ سارتر سوف يحضر مسرحية الذباب وهي ترمز للاحتلال الألماني لفرنسا في الحرب العالمية، وكان لابدّ من عمل بروفات قالوا لي سنوقف عرض مسرحية "الإنسان الطيب" في يوم مجيء سارتر، فرفضت إيقاف عرضها، وإغلاق المسرح وقلت لهم: سوف أقدّم عرض "الذباب" لسارتر في الصباح، وأذهب في المساء لتأدية دوري في مسرحية "الإنسان الطيب" وجادلني كثيرًا في هذه الجزئية أستاذنا الكبير توفيق الحكيم الذي كان يشعر ساعتها أنه أنجبني وأنني ابنته التي يفخر بها فقلت له: اعذرني أنا لا أستطيع أن أغلق ليلة في مسرح كامل العدد، وذهبت إلى المسرح لأقوم بتمثيل دوري في مسرحية الذباب. وبعد أن انتهى العرض إذا بسارتر وسيمون دي بو فوار يصعدان إلى المسرح وسارتر يقبلني ويقول لي: أخيراً وجدت ألكترا في القاهرة .. كان "سارتر" فرحا وسعيدا، فنظرت في عيني أستاذنا توفيق الحكيم فرأيت فيهما دمعة فرحة. وربت علي وقبلني وقال لي: أرأيت؟ وفي تلك اللحظة سلم علي سارتر وسيمون وقالا: سوف نلتقي في الحفل. ولم أنطق بكلمة ولم أقل إن عندي سواريه آخر، ولكن توفيق الحكيم قال لي: يا سميحة انتي دماغك ناشفة، يعني كان لازم السواريه؟ دا انتي العروسة. فضحكت وقلت له: وأنت العريس، وبلغهم إن العروسة هربت يوم الفرح» 
اقرأ أيضاً سعاد حسني - سندريلا الشاشة العربية
                                               

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال