رضوى عاشور - الأديبة التي أضاءت الأدب العربي

رضوى عاشور - واحدة من أبرز الكُتاب العرب

تعتبر رضوى عاشور واحدة من أبرز كُتاب الأدب العربي في العصر الحديث، حيث أثرت بأعمالها الأدبية على جيل كامل من القراء.

رضوى عاشور
رضوى عاشور 

ولدت رضوي عاشور في القاهرة في 26 مايو 1946، وتركزت أعمالها على قضايا الهوية والانتماء والنضال الاجتماعي والسياسي.

النشأة والتعليم

تخرجت "عاشور" من كلية الآداب بجامعة القاهرة، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي، ثم أكملت دراستها العليا في جامعة ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في الأدب المقارن، بأطروحة حول الأدب الإفريقي الأمريكي.

محطات في حياة رضوي عاشور 

الأديبة رضوي عاشور صاحبة مسيرة ثرية بالأعمال المؤثرة في تاريخ الأدب العربي، فكانت مسيرتها الأدبية تتهاوى بين محطات مختلفة، ومع ذلك لم تتوقف "رضوى" عن الكتابة، ومن أبرز محطاتها:
  • في عام 1977، نشرت أول أعمالها النقدية بعنوان «الطريق إلى الخيمة الأخرى» حول التجربة الأدبية لـ غسان كنفاني.
  • في عام 1978، صدر لها بالإنجليزية كتاب جبران وبليك؛ وهي الدراسة نقدية التي شكلت أطروحتها لنيل شهادة الماجستير سنة 1972.
  • في نوفمبر عام 1979، وتحت حكم الرئيس أنور السادات، تم منع زوجها الفلسطيني مريد البرغوثي من الإقامة في مصر، مما أدى لتشتيت أسرتها.
  • في عام 1980، صدرت لها آخر عمل نقدي، قبل أن تلج مجالي الرواية والقصة، والمعنون بـ (التابع ينهض)،  ويدور حول التجارب الأدبية لغرب أفريقيا.
  • تميزت تجربتها حتى عام 2001، بحصرية الأعمال الإبداعية، القصصية والروائية
  1. وكانت أولها أيام طالبة مصرية في أمريكا (1983)
  2.  اتبعتها بإصدار ثلاث روايات (حجر دافئ، خديجة وسوسن وسراج).
  3. ثم المجموعة قصصية رأيت النخل عام 1989.
  4.  توجت هذه المرحلة بإصدارها لروايتها التاريخية ثلاثية غرناطة، سنة 1994، والتي حازت، بفضلها، جائزة أفضل كتاب لسنة 1994 على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.
  • عملت بين أعوام 1990 و 1993 كرئيسة لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وزاولت وظيفة التدريس الجامعي والإشراف على الأبحاث والأطروحات المرتبطة بدرجتي الدكتوراه والماجستير.
  • مع بداية الألفية الثالثة، عادت "عاشور" لمجال النقد الأدبي، حيث أصدرت مجموعة من الأعمال تتناول مجال النقد التطبيقي
  • ساهمت في موسوعة الكاتبة العربية (2004)، وأشرفت على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كامبريدج في النقد الأدبي (2005).
  • نشرت بين 1999 و 2012 أربع روايات ومجموعة قصصية واحدة، من أهمها رواية الطنطورية (2011) ومجموعة تقارير السيدة راء القصصية.
  • في عام 2007، توجت بجائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان.
  • أصدرت عام 2008، ترجمة إلى الإنجليزية لمختارات شعرية لمريد البرغوتي بعنوان «منتصف الليل وقصائد أخرى».
 

كتب رضوى عاشور 

في الرواية والقصة 
  • حَجَر دافئ (رواية) 1985.
  • خديجة وسوسن (رواية) 1987.
  • رأيت النخل (مجموعة قصصية) 1987.
  • سراج (رواية) 1992.
  • غرناطة (الجزء الأول من ثلاثية غرناطة) 1994.
  • مريمة والرحيل (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية) 1995.
  • الطبعة الثانية من ثلاثية غرناطة 1998. 
  • الطبعة الثالثة من ثلاثية غرناطة2001. 
  • طبعة خاصة من ثلاثية غرناطة 2003.
  • أطياف (رواية)1999.
  • تقارير السيدة راء (نصوص قصصية)2001.
  • قطعة من أوروبا (رواية) 2003.
  • فرج (رواية) 2008.
  • الطنطورية (رواية) 2010.
في السيرة الذاتية
  • الرحلة (أيام طالبة مصرية في أمريكا) 1983.
  • أثقل من رضوى 2013.
  • الصرخة 2015.
في النقد الأدبي
  • البحث عن نظرية للأدب: دراسة للكتابات النقدية الأفرو - أمريكية (رسالة دكتوراه قدمتها لجامعة ماساشوستس بأمهرست في الولايات المتحدة) 1975.
  • الطريق إلى الخيمة الأخرى (دراسة في أعمال غسان كنفاني) 1977.
  • جبران وبليك 1978.
  • التابع ينهض: الرواية في غرب إفريقيا 1980.
  • في النقد التطبيقي: صيادو الذاكرة 2001.
  • تحرير بالاشتراك مع آخرين، ذاكرة للمستقبل: موسوعة الكاتبة العربية، (4 أجزاء) 2004.
  • الحداثة الممكنة: الشدياق والساق على الساق: الرواية الأولى في الأدب العربي الحديث 2009.


رضوي عاشور
رضوي عاشور 

الأسلوب الأدبي

تميزت الكاتبة رضوي عاشور بأسلوبها السلس والعميق في آن واحد، حيث جمعت بين السرد الأدبي الرائع والتحليل الاجتماعي والسياسي الدقيق. كانت كتاباتها تنبض بالحياة، مما جعلها تجذب القارئ وتجعله يعيش مع شخصياتها وتفاصيلها.

نقطة تميزها

تميز مشروع رضوي عاشور الأدبي، في شقه الإبداعي، تيمات التحرر الوطني والإنساني، إضافة للرواية التاريخية، وتراوحت أعمالها النقدية المنشورة بالعربية والإنجليزية بين الإنتاج النظري والأعمال المرتبطة بتجارب أدبية معينة، وتُرجمت بعض أعمالها الإبداعية إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية

أشهر كتب رضوي عاشور 

تنوعت كتب رضوى عاشور بين الرواية والنقد الأدبي والترجمة، وقدمت للمكتبة العربية العديد من الأعمال البارزة، أشهرها:
  • ثلاثية غرناطة: تعتبر هذه الثلاثية من أشهر أعمالها، حيث تتناول فيها حياة العرب في الأندلس بعد سقوط غرناطة.
  • أطياف: رواية تستكشف فيها عاشور قضايا الهوية والذاكرة والتاريخ.
  • فرج: رواية تركز على النضال السياسي والاجتماعي في مصر.

الجوائز والتكريمات

حصلت رضوي عاشور على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماتها الأدبية، منها:
  1. يناير 1995: جائزة أفضل كتاب لعام 1994 عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.
  2. نوفمبر 1995: الجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن ثلاثية غرناطة.
  3. يناير 2003: كانت ضمن مجموعة من 12 أديبا عربيا تم تكريمهم، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.
  4. أكتوبر 2007: جائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان.
  5. ديسمبر 2009: جائزة تركوينيا كارداريللي في النقد الأدبي في إيطاليا.
  6. أكتوبر 2011: جائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف في إيطاليا.
  7. ديسمبر 2012: جائزة سلطان العويس للرواية والقصة.

التأثير والإرث

لم تقتصر تأثيرات رضوي عاشور على الأدب العربي فقط، بل تجاوزت ذلك، فأصبحت رمزًا للمرأة المثقفة والمناضلة. ألهمت بأعمالها العديد من الكتاب الشباب وساهمت في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي في العالم العربي.

رضوى عاشور ومريد البرغوثي

بين رضوى عاشور ومريد البرغوثي الشاعر والأديب الفلسطيني المعروف قصة حب باقية عبر الزمان، فقد قالت عنه يومًا:
  •  "غريب أن أبقى محتفظة بنفس النظرة إلى شخص ما طوال 30 عامًا، أن يمضي الزمن، وتمرّ السنوات، وتتبدل المشاهد، وتبقى صورته كما قرَّت في نفسي في لقاءاتنا الأولى".
وهو قال لها: 
  • "أنتِ جميلة كوطن محرر وأنا متعب كوطن محتل".
كانت أول ذكرى للقاء بينهما عالقة بذهن رضوى ودائما ما كانت تراودها وترويها، حيث تقول إن أول لقاء بينهما كان على سلم الجامعة حينما سمعت مريد وهو يلقي الشعر بين أصدقائه، ليخترق بأحرفه المميزة قلبها، حتى أنها في ذلك الوقت كانت تكتب الشعر ولكنها تركته بعدما سمعته، لأن الشعر أحق بأهله، حسب قولها.

استمرت قصة الحب الشديدة بين رضوى ومريد لسنوات، حيث انتجت لنا الكثير من العبر والكلمات، حتى بعد رحيل رضوى عن دنيانا في عام 2014، وظل زال مريد البرغوثي يحيى ذكرى حبه لزوجته الراحلة رضوى عاشور في قصائده، ورسائله التي دائمًا ما يحرص على إرسالها لها، حتى لحاقه بها في عام 2021، ومن أشهر ما كتب مريد عم رضوى، كانت قصيدة بعنوان (في حب رضوى)، والتي نشرت في أوائل السبعينيات على 3 أجزاء.

وكتبت لطيفة الزيات في ذلك الوقت المقدمة للقصيدة بعدما انبهرت بها:
  • "إننا قرأنا في الشعر القديم قصائد غزل لكننا لم نقرأ قصائد حب".
ليعلق البرغوثي قائلاً:
  • "الناس تظن أن الكلام المعسول يساوي شاعر حب .. الكلام الحلو لوحده مايعملش حاجة".
وبالرغم من قصة حب مريد ورضوى، إلا أن هناك الكثير من العقبات التي كانت تقف لهما بالمرصاد؛ ففي البداية رفض أهل الأديبة المصرية زواجها من مريد بشكل قاطع، ولكن والدها لم يلبث أن التقى بالشاب الفلسطيني حتى سقطت كل الاعتراضات أرضا، بعدما أيقن كل ذاك الحب والمسؤولية التي يحملها مريد لابنته الصغيرة، وفقا لما ذكر بكتاب "أقاصيص عشق، للكاتب محمد رفعت دسوقي".

لم تكن قصة حب مريد ورضوى كغيرها من القصص التقليدية، وإنما بحبها لمريد اتسع قلب رضوى ليحتوي العالم ويضم قضيته التي باتت جزءا من قوامها، وأصبح قلبها بمثابة وطن له بعد الشتات، فقد قال عنها مريد: "أصبحنا عائلة.. ضحكتها صارت بيتي".

أنجبت رضوى من مريد ابنهما الوحيد الشاعر الشهير تميم البرغوثي الذي وُلد في القاهرة في 13 يونيو 1977،

مرت علاقة رضوى مع مريد بالعديد من الصعوبات، ربما كان أشدها حينما أبعد البرغوثي عن مصر أثناء حكم الرئيس الراحل السادات، بسبب اعتراضه على زيارة السادات إلى إسرائيل، وبالرغم من أنه ظل خارج البلاد 17 عاما وهو ما أصاب الأسرة بشتات كبير، غير أن رضوى لم تكن لتيأس وظلت متمسكة برباطة جأشها لأجله.

"عودي يا ضحكاتها عودي"، هكذا كان يقول مريد حينما كان المرض يخطف ضحكات رضوى، بعدما أصيبت بورم في الدماغ، ولم تلبث أن تخرج من غرفة العمليات حتى تدخلها مرة أخرى، لينتصر عليها المرض في نهاية الأمر وترحل الأديبة المصرية في عام 2014.

خاتمة

تظل رضوى عاشور واحدة من أبرز الكُتاب العرب الذين تركوا بصمة لا تُنسى في الأدب العربي من خلال أعمالها التي تتناول قضايا الهوية والنضال، حيث قدمت لنا رؤى عميقة وثرية عن التاريخ والمجتمع والإنسانية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال