عيد الرحمن الشرقاوي - أحد أبرز كُتاب مصر
عبد الرحمن الشرقاوي الشاعر والمؤلف الروائي والمسرحي، وكاتب التراجم الإسلامية، والناقد الثقافي المصري الكبير، وأحد أبرز الأدباء والمفكرين المصريين في القرن العشرين، ترك بصمة عميقة في الأدب العربي من خلال أعماله الأدبية والفكرية المتميزة.
![]() |
عبد الرحمن الشرقاوي |
عبدالرحمن الشرقاوي أحد أبرز الأدباء الذين عملوا بالصحافة ووصلوا إلي أرفع مناصبها، والذين اشتغلوا بالعمل السياسي الاجتماعي العام، وقد تضاعف تأثيره علي المناخ السياسي والثقافي والفكري في مصر والعالم العربي من خلال دفاعه عن الديمقراطية والعدل الاجتماعي.
أول من كتب المسرحية الشعرية العربية
يعد «الشرقاوي» أيضاً أحد كبار رواد حركة التجديد الشعري العربية في نهاية الأربعينات، وأحد كبار رواد الاتجاه الواقعي الاجتماعي النقدي في الإبداع الأدبي العربي الحديث، وأول من كتب المسرحية الشعرية العربية مستخدماً الشعر الحديث (شعر التفعيلة) الذي كان أحد رواده.النشأة والتعليم
وُلِدَ عبد الرحمن الشرقاوي في 10 نوفمبر 1920 في قرية الدلاتون بمحافظة المنوفية، وتوفي في 10 نوفمبر 1987، مخلفاً وراءه إرثاً أدبياً وفكرياً يستحق الاهتمام والدراسة.تخرج الشرقاوي من كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول عام 1943، وبدأ حياته العملية بالمحاماة ولكنه هجرها لأنه أراد أن يصبح كاتباً، فعمل في الصحافة في مجلة الطليعة في البداية ثم مجلة الفجر وعمل بعد ثورة 23 يوليو في صحيفة الشعب ثم صحيفة الجمهورية، ثم شغل منصب رئيس تحرير روز اليوسف، وعمل بعدها في جريدة الأهرام، كما تولى عدد من المناصب الأخرى منها سكرتير منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي وأمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب.
القرية المصرية
تأثر عبد الرحمن الشرقاوي بالحياة الريفية وكانت القرية المصرية هي مصدر إلهامه، وانعكس ذلك على أول رواياته الأرض التي تعد أول تجسيد واقعي في الإبداع الأدبي العربي الحديث، وقد هذه الرواية تحولت إلى فيلم سينمائي شهير بنفس الاسم من إخراج يوسف شاهين عام 1970م.
المسيرة الأدبية
تتسم أعمال عبد الرحمن الشرقاوي بالتنوع والعمق، حيث جمع بين الأدب والفكر والصحافة، بدأ مسيرته الأدبية بكتابة الشعر، ثم انتقل إلى الرواية والمسرح والنقد الأدبي، ومن أبرز أعماله:
- الأرض (1954): تُعد هذه الرواية واحدة من أهم روايات الأدب العربي الحديث، حيث تناول فيها الشرقاوي قضية الفلاحين المصريين ومعاناتهم تحت ظلم الإقطاع.
- الشوارع الخلفية (1958): رواية تناولت الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر خلال فترة الاحتلال البريطاني.
- مسرحية الحسين ثائراً والحسين شهيداً: من أهم أعماله المسرحية التي تتناول سيرة الإمام الحسين وثورته.
- الفلاح (1967): رواية أخرى تناول فيها قضايا الفلاحين بشكل أعمق، مركّزاً على الصراع بين الفلاحين وأصحاب الأراضي.
- محمد رسول الحرية: من التراجم الإسلامية وتناول فيه سيرة النبي محمد بأسلوب أدبي وفكري مميز
رواياته
الأرض 1954.
قلوب خالية 1956.
الشوارع الخلفية 1958.
الفلاح 1967.
مسرحياته
الحسين ثائراً الحسين شهيداً.
مأساة جميلة.
الفتى مهران.
النسر الأحمر.
أحمد عرابي.
كُتب عنه
اعترافات عبد الرحمن الشرقاوي 1996.
الشرقاوي متمردًا 1987.
في مجال التراجم الإسلامية
محمد رسول الحرية.
علي إمام المتقين.
الفاروق عمر.
شارك في سيناريو فيلم الرسالة بالاشتراك مع توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار.
الحسين ثائراً الحسين شهيداً
قدم الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي مسرحية "الحسين ثائرا، الحسين شهيدا" على جزأين في نهاية الستينيات متأثرا بأحداث 1967 وبالشعور العام بالغبن والظلم والكارثة التى حلت على الجميع حيث تروى قصة بطولة الحسين والحسن وذلك بأسلوب روائى مسرحى.
وبطل هذه الثنائية ("الحسين ثائراً" و"الحسين شهيداً") هو الحسين بن على، وتبدأ المسرحية حين مات معاوية "بعد أن أخذ لابنه يزيد البيعة من أقطاب المسلمين، أخذها بالسيف أو بالذهب أو بهما معاً، ووجد الحسين أنه أمام اختيارين لا ثالث لهما، إما أن يشترى حياته وحياة أهله، ويخضع لما يُطلب إليه من مبايعة يزيد، وإما أن يُعرض عن هذا كله، ويترك للسيف أن يحكم بينه وبين هذا الشر المستطير".
الفتى مهران
مسرحية تعد من أهم معالم تاريخ المسرح الشعري في مصر، منذ الضجة الهائلة التي أثارتها عند عرضها أول مرة في شتاء سنة 1966، وتستمد هذه القيمة الفنية الرفيعة ليس من بديع صياغتها الشعرية أو بنائها الدرامي فحسب، وإنما أيضا لكونها نبوءة صادقة واستشعارًا بالغ الشفافية، من وجدان فنان مرهف، لأحداث نكبة 1967 بكل تبعاتها الجسيمة على حرية الوطن وكرامة المواطن؛ حيث تمت كتابتها قبل تلك الأحداث بنحو عامين.
مأساة جميلة
قدمها الكاتب الراحل عبد الرحمن الشرقاوي عن حياة المجاهدة الجزائرية الشهيرة جميلة بوحريد، والثورة الجزائر المجيدة، والمسرحية تصور كل هذه المواقف فى جو مملوء بالسى والضحكات والدموع وفى حوار يخضع الشعر لحاجة الموقف المسرحي.
ومن مقدمة المسرحية:
- "مأساة جميلة، مسرحية الشعر الحر نصف حياة الناس فى الجزيزة تحت الإرهاب الوحشى، وتصور مواقف رجال نساء من الشيوخ والشباب يريدون أن يستمتعوا بالحياة الكريمة الرغدة فى أرضهم، ولكن قوى العدوان والاستعمار تحول دون تحقيق أمانيهم برغم حقهم الطبيعى فى الأمس والمستقبل والحب والإخاء فوى الحياة الحرة العزيزة".
النسر الأحمر
تتميز مسرحيات عبد الرحمن الشرقاوى بالثورية ووضوح عنصر البطولة، وقد ظهرت الثورية في هذا الكتاب من خلال مسرحيتيْن شعريتيْن "النسر والغربان" و"النسر وقلب الأسد"؛ حيث تدور أحداثهما في إطار تاريخي من خلال حروب صلاح الدين ضد الصليبيين وقيامه بتوحيد الصفوف ثم دعوته للسلام.
أحمد عرابي
هذا الكتاب هو عبارة عن مسرحية شعرية مكتوبة بالفصحى، وهى فى الواقع مسرحية سياسية وان كانت تاريخية وهى تمثل تلك الفترة المضطربة من تاريخ مصر بالأسماء والأحداث فأبطالها هم الزعيم أحمد عرابي زعيم الثورة المصرية ووالي مصر سعيد باشا وجمال الدين الأفغاني العالم الإسلامي الثائر والذى عرف بميوله السياسي الثاثر ومحمود سامي البارودي باشا وهو رئيس الوزارة وهو من قواد الثورة العرابية والشيخ محمد عبده وهو عالم ثائر آخر وغيرهم من الأسماء الكبيرة التى عاصرت تلك الفترة المضطربة بين احتلال الانجليز لمصر وولاه عثمانيين ضعاف فاقدين للسيطرة على سياسة الدولة.
النشاط الصحفي
شغل عبد الرحمن الشرقاوى عدة مناصب في الصحافة المصرية، حيث عمل ككاتب وصحفي في العديد من الصحف والمجلات البارزة، كانت مقالاته تتناول القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية، مما جعله واحداً من الأصوات المؤثرة في الصحافة المصرية، كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة "الطليعة" التي كانت منبرًا للفكر التقدمي واليساري في مصر.
آلام وآمال الشعب
عبد الرحمن الشرقاوي لم يكن مجرد كاتب، بل كان صوتاً يعبر عن آلام وآمال الشعب المصري، ترك لنا إرثاً أدبياً وفكرياً غنياً، يستحق منا جميعاً الحفاظ عليه ودراسته والتعلم منه، تعددت أوجه إبداعه بين الشعر والرواية والمسرح والفكر، ليظل اسمه محفوراً في ذاكرة الأدب العربي كشاهد على عصره ومرآة لواقعه.التأثير الاجتماعي والسياسي
تأثر عبدالرحمن الشرقاوي بالتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر في النصف الأول من القرن العشرين، كانت مصر خلال هذه الفترة تمر بمرحلة حاسمة من تاريخها، مع تصاعد الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني، مما أثر بشكل كبير على كتابات الشرقاوي. كان يكتب عن قضايا العدالة الاجتماعية، وحقوق الفلاحين والعمال، والحريات السياسية، وهذا ما جعله قريباً من نبض الشارع المصري.الرؤية الفكرية والدينية
كان للشرقاوي رؤية نقدية وفكرية مستنيرة حول الدين والتاريخ الإسلامي. في كتابه "محمد رسول الحرية"، قدم سيرة النبي محمد بأسلوب يمزج بين الأدب والفكر، مسلطاً الضوء على الجوانب الإنسانية في حياة النبي، ومبرزاً رسالته في الحرية والعدالة.كما كتب عن شخصيات تاريخية إسلامية أخرى مثل الإمام الحسين في مسرحيته "الحسين ثائراً والحسين شهيداً"، مسلطاً الضوء على قيم الثورة والعدالة والتضحية، كما تناول في كتاباته العديد من القضايا الفكرية والدينية، محاولاً تقديم قراءة عصرية للإسلام والتاريخ الإسلامي.
المساهمة السينمائية
ساهم الشرقاوي أيضاً في صناعة السينما المصرية من خلال كتابة السيناريوهات للأفلام المستوحاة من رواياته، وكان أهمها على الإطلاق فيلم "الأرض" الذي أخرجه يوسف شاهين والذي يعتبر من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، حيث جسد معاناة الفلاحين المصريين بطريقة مؤثرة وواقعية.الإرث الثقافي
تظل أعمال عبد الرحمن الشرقاوي جزءاً من المنهاج الدراسي في المدارس والجامعات المصرية والعربية، حيث تُدرّس رواياته ومسرحياته كأمثلة على الأدب الواقعي والملتزم بقضايا المجتمع. كما تُنظّم ندوات ومؤتمرات لمناقشة إرثه الأدبي والفكري، مما يعكس استمرار تأثيره على الأجيال الجديدة.دوره في الثورة المصرية
كان لعبد الرحمن الشرقاوي دورٌ بارز في دعم ثورة 1952 في مصر، والتي أنهت الحكم الملكي وأتت بالرئيس جمال عبد الناصر إلى السلطة، حيث عبر من خلال كتاباته عن طموحات الشعب المصري في الحرية والعدالة، وساهم في تشكيل الوعي الوطني. كانت روايته "الأرض" بمثابة بيان أدبي يعكس تطلعات الشعب المصري للتحرر من الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي.التأثير الأدبي والفكري
على الأدب العربي: تأثر العديد من الأدباء العرب بكتابات عبد الرحمن الشرقاوي، حيث ألهمت أعماله جيلاً جديداً من الكتاب والمفكرين، كانت رواياته ومسرحياته تتميز بالواقعية والالتزام بالقضايا الاجتماعية، مما جعله قدوة للعديد من الكتاب الذين جاؤوا بعده.على الفكر العربي: إلى جانب تأثيره الأدبي، كان لعبد الرحمن الشرقاوي تأثير فكري كبير، حيث ساهمت كتاباته في نشر الوعي بقضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، من خلال مقالاته وكتبه قدم رؤية نقدية للتاريخ والسياسة والدين، مما أثر في تفكير العديد من المثقفين والنشطاء.
العلاقة مع المؤسسات الثقافية
شغل عبد الرحمن الشرقاوي مناصب هامة في المؤسسات الثقافية المصرية، حيث كان عضواً في المجلس الأعلى للثقافة ومجلس إدارة اتحاد الكتاب المصريين، كما عمل مستشاراً ثقافياً لعدة جهات، مما ساهم في صياغة السياسات الثقافية في مصر وتعزيز دور الأدب في المجتمع.المعارض والندوات
بعد وفاته، نظمت العديد من المعارض والندوات لتكريم عبدالرحمن الشرقاوي وتسليط الضوء على إرثه الأدبي والفكري، تُعرض مخطوطاته وأعماله الأصلية في مكتبات ومعارض فنية، مما يتيح للباحثين والجمهور فرصة الاطلاع على حياته وإبداعاته.النقد الأدبي
تناول العديد من النقاد الأدبيين أعمال عبد الرحمن الشرقاوي بالدراسة والتحليل، مشيدين بقدرته على تصوير الواقع المصري بصدق وعمق، كانت رواياته ومسرحياته موضوعاً لعديد من الأطروحات الجامعية والأبحاث الأكاديمية، مما يعكس أهميتها الأدبية والفكرية.الجوائز والتكريم
حصل عبد الرحمن الشرقاوي على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الأدبية والفكرية:
- جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974 والتي منحها له الرئيس السادات.
- الحصول على وسام العلوم والآداب والفنون من الطبقة الأولي.
الإرث والتأثير
يظل عبد الرحمن الشرقاوي واحداً من أبرز الأدباء والمفكرين في التاريخ الأدبي العربي، حيث أثرت أعماله في الأجيال اللاحقة من الأدباء والمفكرين، وتُدرّس رواياته وأعماله المسرحية في العديد من الجامعات العربية، وتُعد مرجعاً أساسياً لدراسة الأدب العربي.
الإرث المستدام
تبقى أعمال عبد الرحمن الشرقاوي جزءاً لا يتجزأ من الأدب العربي الحديث، وتستمر في إلهام القراء والكتاب بفضل قدرته على المزج بين الأدب والفكر والواقعية، تظل كتاباته مرآة تعكس قضايا المجتمع المصري والعربي وتطلعاته.الخاتمة
في الختام، عبد الرحمن الشرقاوي كان صوتاً للعدالة، وكان مُفكراً نقدياً أسهم في تشكيل الوعي العربي بفضل إرثه الأدبي والفكري الغني، يستمر تأثيره حتى اليوم، ليبقى اسمه راسخاً في ذاكرة الأدب العربي والإنساني، فأعماله ليست مجرد نصوص أدبية، بل هي شهادات حيّة على تاريخ مصر وصراعاتها وتطلعاتها.لقاء نادر مع الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي
اقرأ أيضاً محمد حسين هيكل - رائد الأدب والصحافة في مصر
التسميات
الأدب