جمال الغيطاني - أديبٌ مصريٌ مبدعٌ ومسيرةٌ حافلةٌ بالأدب

جمال الغيطاني أحد أعمدة الرواية المصرية 

جمال الغيطاني، اسمٌ بارزٌ في الأدب العربي الحديث، وأحد أعمدة الرواية المصرية، وُلد في 9 مايو 1945 في محافظة سوهاج بصعيد مصر، وتوفي في 18 أكتوبر 2015. 

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني 

ترك جمال الغيطانى تاريخ هائل وبصمةً لا تُمحى في الأدب العربي من خلال أعماله الروائية والقصصية التي تناولت العديد من المواضيع الاجتماعية والتاريخية والسياسية.

النشأة والتعليم

نشأ جمال الغيطاني في بيئةٍ غنيةٍ بالتراث الشعبي والثقافي المصري. تلقى تعليمه الأساسي في القاهرة، حيث انتقلت عائلته ليتمكن من الالتحاق بمدارسها، بعد إتمامه التعليم الثانوي، التحق بمعهد الفنون الجميلة ليدرس فن الزخرفة الشرقية، وهو ما أثرى خلفيته الثقافية والفنية وأثر في أعماله الأدبية.

مسيرته الأدبية

بدأ "الغيطاني" مسيرته الأدبية في الستينيات من القرن العشرين، إذ نشر أولى قصصه القصيرة في مجلة "الجمهورية" عام 1963، اتسمت كتاباته في البداية بالطابع الواقعي، حيث عكست حياة الناس ومعاناتهم في الريف المصري، مع مرور الوقت، توسعت رؤيته الأدبية لتشمل مواضيع أكثر تعقيدًا وأبعادًا فلسفيةً وروحيةً.

أشهر أعماله

من أبرز أعمال جمال الغيطاني:

الزيني بركات (1971): رواية تعد من أهم الأعمال في الأدب العربي المعاصر، تناولت فترة حكم المماليك في مصر، واستخدمت أسلوبًا سرديًا مميزًا يمزج بين التاريخ والخيال.

كتاب التجليات (1990): عمل أدبي يمزج بين السيرة الذاتية والتأملات الفلسفية والروحية، وهو أحد الأعمال التي عكست تحول الغيطاني نحو الأدب الصوفي.

رسالة البصائر في المصائر (2001): سلسلة من الرسائل الأدبية التي تستعرض تجربة الكاتب مع الحياة والموت والحب.

من مؤلفات جمال الغيطاني 

أوراق شاب عاش منذ ألف عام.
حكايات الغريب.
الكتاب الممنوع: أسرار ثورة ١٩١٩.
ملامح القاهرة في ١٠٠٠ سنة.
حكايات الخبيئة،.
أسفار الاسفار.
ذكر ما جرى.
الزويل.
إبراء الذمة.
حراس البوابة الشرقية.
متون الأهرام.
آفاق الذاكرة.
شطح المدينة.
رن.
منتهى الطلب إلى تراث العرب.
يمام.
توابع الفتنة الكبرى : (قصة المختار بن أبي عبيد الثقفي): أسباب ثورته ونتائجها : دراسة اجتماعية وسياسية ودينية.
سفر البنيان
بور سعيد عمارة القرن التاسع عشر والقرن العشرين.
مدينة الغرباء : مطالع نيويوركية.
أحراش المدينة.
حكايات المؤسسة.
التجليات (ثلاثة أسفار).
دنا فتدلي.
نثار المحو.
خلسات الكرى.
الزيني بركات.
ثمار الوقت.
رشحات الحمراء.
شطف النار.
نوافذ النوافذ.
مطربة الغروب.
إتحاف الزمان بحكاية جلبي السلطان.
وقائع حارة الزعفراني.
الرفاعي.
مقاصد الأسفار.
رسالة في الصبابة والوجد.
استعادة المسافر خانة : محاولة للبناء من الذاكرة.
ساعات.
رسالة البصائر والمصائر.
الخطوط الفاصلة (يوميات القلب المفتوح).
أسفار المشتاق.
نجيب محفوظ يتذكر.
مصطفى أمين يتذكر.
المجالس المحفوظية.
أيام الحصر.
حمام الحمى : يوميات الحج.
حرب أكتوبر في الميزان العسكري.
ذكر حاجري.
الإبداع تحت ولاية ابن عربي.
الوقائع الغربية في اغتيال اتحاد كُتاب فلسطين في دمشق.
الحصار من ثلاث جهات.
الأبيض والأزرق : كتاب الألم.
أسبلة القاهرة.
من دفتر الإقامة.
نزول النقطة : الاستمرارية والتغير في مصر.
مقاربة الأبد.
دفاتر التدوين.
قوت العيون.
من دفتر العشق والغربة.
بيروت 39.
خلاصة التوحيدي : مختارات من نثر أبو حيان التوحيدي (إعداد وتقديم).
خطط الغيطاني.
منتصف ليل الغربة.
ألف ليلة وليلة.
وقائع حارة الطبلاوي.
مجرات الروح.
أنا ... والإخوان.
المصريون والحرب.
نثار المحو.
يومياتي المعلنة.
هاتف المغيب.
حكايات هائمة.
المحصول.

الأعمال المترجمة
تُرجمت العديد من مؤلفات جمال الغيطاني إلى أكثر من لغة منها:
إلى الألمانية
الزيني بركات.
وقائع حارة الزعفراني.
رواية رسالة البصائر والمصائر.

إلى الفرنسية
الزيني بركات.
رسالة البصائر والمصائر.
وقائع حارة الزعفراني.
شطح المدينة.
متون الأهرام.
حكايات المؤسسة.
رواية التجليات.

أسلوبه الأدبي

تميز أسلوب جمال الغيطاني بالثراء اللغوي والقدرة على تصوير الشخصيات والأماكن بدقةٍ متناهية، استخدم الغيطاني في رواياته أسلوبًا سرديًا مبتكرًا، يجمع بين الواقعية والرمزية، ويعتمد على التكرار والإيقاع الموسيقي للغة، كما تأثر بكتاب كبار مثل نجيب محفوظ، وكان له دورٌ كبيرٌ في تطوير الأدب المصري الحديث.

كما تميز أسلوب «الغيطاني» بالتطور المستمر، حيث سعى دائمًا لتجديد طرق السرد والتعبير الأدبي. استخدم تقنيات سردية متنوعة مثل تعدد الأصوات والرؤى، والتحولات الزمنية، والرمزية، مما أضفى على رواياته طابعًا فريدًا ومميزًا. تأثرت كتاباته بالصوفية والفلسفة الإسلامية، مما أعطى أعماله بعدًا روحيًا وتأمليًا عميقًا.

أوراق شاب عاش منذ ألف سنة

وُصفت مجموعته القصصية الأولى «أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، بأنها «بروفة أولى على هيئة ماكيت لجميع النصوص السردية التي أتت بعد ذلك»، وخصوصا رواية «الزينى بركات».

رن

كتاب “رن” لـ جمال الغيطاني أحد أبرز إبداعاته الأدبية، حيث فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب سنة 2009، والكتاب هو رحلة عبر الذاكرة إلى مصر القديمة، ويسبر الكتاب في أساطيرها وتراثها المنسي، وتتوازي تلك الرحلة الروحية مع رحلة واقعية يقوم بها الكاتب، منطلقاً من هضبة الهرم باتجاه جنوب مصر، «لا يحمل معه إلا تهويماته التي يحملها عن أماكن بعينها لم يزرها وأشخاص لم يلتق بهم، لكنه يحاول تخليقهم من خلال الاسم ومن هنا جاء العنوان الـ”رن” من الكلمة الشعبية “شنة ورنة”، حيث الشنة هي الاسم والرنة ماهيته أو كينونته». ويعد ذلك الكتاب الجزء السادس من ملحمته الروائية الطويلة التي عنونها بـ«دفاتر التدوين»، ويرصد فيها أحوال مصر «عبر تجليات السرد القصصي المستند إلى وعي ثقافي وفني وحضاري».


الزيني بركات 

من بين أبرز روايات جمال الغيطاني -إن لم تكن أبرزها- هي رواية «الزينى بركات» الصادرة عام 1974، والتي وصت بأنها «أحد أهم الروايات البارزة في الروايات العربية»، وجسدت الرواية تجربة «معاناة القهر البوليسى في مصر»، وكانت تدور حول شخصية تدعى «الزيني» والذي كان يعمل كبيرا «للبصاصين»، أي رئيسا للمخبرين، في عهد السلطان الغورى أوائل القرن العاشر الهجرى، وتصور الرواية معاناة الشعب من سطوة السلطان وصراع الأمراء واحتكار التجار وعيون البصاصين، ووصفت الرواية بأنها «نموذج من نماذج القهر والاستبداد التي تعرض له المصريين في هذه الفترة». وترجمت الرواية إلى الألمانية والفرنسية عام 1985 بعد أن حققت صدى طيباً في وسط الدوريات الثقافية في العالم، كما تحولت إلى مسلسل مصرى تاريخى من إخراج يحيى العلمي وبطولة أحمد بدير ونبيل الحلفاوي. ويرى السيد ياسين أن تلك الرواية «ترقى إلى مستوى الرواية الشهيرة «لكافكا» «القضية» التي تعكس الكوابيس الفظيعة لممارسات النظم السلطوية، وتقترب كثيرا من رواية 1984 التي أبرز فيها الروائى البريطانى الشهير «جورج أورويل» معالم النظام السلطوى».

الزويل

هي رواية غرائبية عن زمن سحري، وتدور حول قبيلة «الزويل» التي تعيش بين مصر والسودان، والتي تخطط لحكم العالم. وصدر له أيضا رواية «البصائر والمصائر» والتي وصفت بأنها «واحدة من أخصب المحاولات الأدبية التي قام بها»، وصدرت عام 1988، وأبرزت الرواية التحولات الكبرى في المجتمع المصرى نتيجة الانفتاح الاقتصادي في عهد السادات، و«تعبر عما جرى للمصريين اللذين حاربوا والذين خرجوا من الوطن وتغربوا في بلاد النفط»، وترجمت الرواية إلى الألمانية عام 2001، ووصفها المفكر السيد يس بأنها «المغامرة الإبداعية الأهم لجمال الغيطاني».

جمال الغيطاني: رمزٌ للتجديد الأدبي والفكري

وُصف جمال الغيطاني بأنه «صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراثَ المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يعد اليوم من أكثر التجارِب الروائية نُضجًا». تأثر كثيرًا بأستاذه وصديقه الأديب الروائي نجيب محفوظ، وكان لذلك أثر كبير في بلوغه هذه المنزلة مع اطلاعه الموسوعي على الأدب القديم. 

وأسهم "الغيطاني" في إحياء الكثير من النصوص العربية المَنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة جادة. ووُصف الغيطاني أيضًا بأنه «قامة أدبية كبيرة وأحد روَّاد الرواية والسرد في مصر والعالم العربي»، و«أحد أبرز الأصوات الروائية العربية في نصف القرن الأخير».

الأبعاد التاريخية في أعماله
استلهم جمال الغيطاني العديد من موضوعاته من التاريخ المصري والعربي، حيث استطاع من خلال رواياته أن يعيد الحياة إلى فترات تاريخية ماضية بأسلوبٍ مبتكرٍ وجاذبٍ، فقي روايته "الزيني بركات"، أعاد تصوير فترة حكم المماليك بمصر بأسلوب يجمع بين الخيال والواقع، ليعكس الصراع على السلطة والفساد السياسي بأسلوب نقدي حاد

التأثيرات الثقافية والفكرية
تأثر الغيطاني بالعديد من الثقافات والفلسفات، وكان للثقافة الإسلامية والصوفية تأثيرٌ واضحٌ في أعماله، استطاع من خلال كتاباته أن يقدم رؤيةً فلسفيةً عميقةً للحياة والموت، وهو ما يظهر جليًا في كتابه "كتاب التجليات"، الذي يمزج بين السيرة الذاتية والتأملات الروحية.

دور الغيطاني في تطوير الرواية العربية

ساهم جمال الغيطاني بشكلٍ كبيرٍ في تطوير الرواية العربية من خلال أسلوبه السردي المبتكر، الذي يجمع بين الواقعية والرمزية. استطاع أن يقدم للقارئ العربي تجربةً أدبيةً جديدةً تميزت بالعمق الفلسفي والثراء اللغوي. أثرى أدب الرواية العربية بموضوعاتٍ جديدةٍ وأساليب سردية غير تقليدية، مما جعله أحد الرواد في هذا المجال.

الصحافة والنقد الأدبي

لم تقتصر مساهمات جمال الغيطاني على الكتابة الأدبية فحسب، بل امتدت إلى مجال الصحافة والنقد الأدبي، حيث عمل في جريدة "الأخبار" المصرية، وكتب العديد من المقالات التي تناولت القضايا الأدبية والثقافية والسياسية، كان له دورٌ كبيرٌ في إثراء المشهد الثقافي المصري من خلال عمله كمحرر أدبي في مجلة "أخبار الأدب".

خلال فترة عمله في الصحافة، أسهم الغيطاني في النقاشات الثقافية والسياسية في مصر. كان له دورٌ بارزٌ في تقديم وتحليل القضايا المعاصرة من خلال مقالاته وتقاريره. كما شغل مناصب عدة في المؤسسات الثقافية، وكان له تأثيرٌ كبيرٌ في توجيه الحركة الأدبية والفكرية في مصر.

جمال الغيطاني: رحلةٌ في عوالم الأدب والثقافة

الكتابة عن المجتمع والهوية
تناول جمال الغيطاني في أعماله العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، حيث عكس من خلالها واقع المجتمع المصري بكل تعقيداته، فمن خلال شخصياته المتنوعة، استطاع أن يعبر عن هموم الناس وآمالهم وطموحاتهم، كما تناول موضوع الهوية الثقافية والوطنية، وسعى لفهم مكانة الفرد في المجتمع والعالم.
الدور الوطني والثقافي

الأثر العالمي
لم يقتصر تأثير جمال الغيطاني على الساحة الأدبية المصرية والعربية فقط، بل امتد إلى الساحة العالمية. تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، وحظيت باهتمام كبير من النقاد والقراء في مختلف أنحاء العالم، أتاح له ذلك فرصة المشاركة في العديد من المؤتمرات الأدبية العالمية، مما عزز مكانته كواحدٍ من أبرز الأدباء العرب.

تلاميذه ومحبيه
كان للغيطاني تأثيرٌ كبيرٌ على العديد من الكتاب والأدباء الشباب الذين اعتبروه قدوةً ومصدر إلهام، شارك في ورش العمل الأدبية وقدم النصائح والتوجيهات للعديد من الكُتاب الصاعدين، مما أسهم في تنمية المواهب الأدبية الجديدة في مصر والعالم العربي.

الاعتقال 

تم اعتقال جمال الغيطاني في أكتوبر 1966 على خلفيات سياسية، وأطلق سراحه في مارس 1967، حيث عمل سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي وذلك إلى عام 1969م.

قيل أن اعتقال الغيطانى كان بسبب انتمائه لتنظيم شيوعي، وقد قال عن فترة اعتقاله: 
  • «حتي عندما لم يكن لدي أوراق وأقلام أدون بها حكاياتي، كنت أكتب في مخيلتي.. فالحكي والقصص لم تفارقني حتي في أصعب أيام حياتي».
 وعقب خروجه من المعتقل نشأت لديه رؤية خاصة تقوم على إعادة النظر في التراث الإبداعي العالمي كله، ليكون مجدداً وليس ناسخاً، واعتقد الغيطاني حينها أن ذروة البلاغة المصرية قد كانت في العهد المملوكي، خلافاً للرؤية الأكاديمية التي تراه عصراً للانحطاط الأدبي.

رسام ومراسل حربي

عمل جمال الغيطاني في عام 1963 الغيطاني كرسام في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي، حيث استمر بالعمل مع المؤسسة إلى عام 1965، وفي عام 1969، مرة أخرى استبدل الغيطاني عمله ليصبح مراسلاً حربياً في جبهات القتال وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، وفي عام 1974 انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وبعد إحدى عشر عاما في 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبي بأخبار اليوم.

كان الغيطانى أحد مؤسسى الجريدة الأدبية «معرض 68»، والتي سرعان ما أصبحت اللسان الناطق باسم جيله من الكتاب.

في عام 1993، أسس الغيطاني صحيفة أخبار الأدب الصادرة عن أخبار اليوم، والتي باتت منذ صدور عددها الأول من بين أهم الصحف الثقافية في مصر والعالم العربي. وشغل الغيطاني منصب رئيس تحرير الجريدة.

العمارة الفلسفية

كان جمال الغيطاني من «خبراء العمارة المعدودين ليس بالمعنى الأثري أو التاريخي ولكن بالمعنى الفلسفي والصوفي»، وقام بجولات وشارك في برامج تلفزيونية وقراءات ثقافية عميقة في شارع المعز والجوامع «والبيمارستانات»، والمدارس القديمة. واعتبر الغيطاني أن «العمارة أقرب الفنون للرواية»، وقال أنه استلهم منها كل طريقته في التفكير، حتى أنه ذكر عند تسلمه وسام العلوم والآداب الفرنسي من درجة فارس: «اهتمامي بالعمارة هو لأن الرواية بنيان وعشقي للموسيقى لأن الرواية إيقاع».

أحداث الإمبراطور

هي عبارة عن مجموعة اتهامات تم توجيهها إلى الغيطاني وذلك بعد نشر موقع إلكتروني دانماركي يدعى الإمبراطور وتنسب إدارته إلى الشاعر العراقي أسعد الجبوري، حيث تم اتهامه بأنه الكاتب الحقيقي لرواية زبيبة والملك المنسوبة لصدام حسين. كما تم نشر تلميحات إلى أن عدي طلب منه كتابة قصة له أيضا. ما دعم تلك الأقوال هو كتاب حراس البوابة الشرقية والذي أصدره الغيطاني عام 1975 في بغداد، وهو أيضا المسمى الذي أطلق على الجيش العراقي لاحقا أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

قدمت الكثير من الجهات الأدبية احتجاجها على مثل هذه التهم واعتبروها محاولة لإسكات الغيطاني بعد كتابته بعض مقالات تنتقد التدخل الأمريكي في العراق، بينما أكدت مجموعة أخرى حدوث هذا الأمر. بالنسبة للغيطاني فقد نفى الأمر أكثر من مرة، وحول الموضوع لمحاميه ليتولى متابعة الأمر من ناحية قانونية وجنائية.

الجوائز والتكريمات الدولية

حصل جمال الغيطاني على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الأدبية، منها:
  • جائزة الدولة التقديرية في الآداب (2007).
  • جائزة النيل للآداب (2015).
  • جائزة الشيخ زايد للكتاب (2009).
  • جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام (1980).
  • جائزة سلطان بن علي العويس، عام (1997).
  • وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في مصر.
إلى جانب الجوائز المحلية، حصل الغيطاني على العديد من الجوائز والتكريمات الدولية التي عكست مكانته البارزة في الأدب العالمي. من بين هذه الجوائز:
  • جائزة لورباتال الفرنسية (2005)، تكريمًا لإسهاماته الأدبية المميزة.
  • جائزة الصداقة العربية 1994.
  • جائزة جرينزانا كافور 2006 للأدب الأجنبي - إيطاليا.
  • وسام الفنون والآداب الفرنسي (2011)، تقديرًا لإسهاماته في تعزيز الفنون والآداب.

تأثيره وإرثه

يُعد جمال الغيطاني أحد الأسماء التي أثرت بشكلٍ كبيرٍ في الأدب العربي الحديث، لم تقتصر إسهاماته على الرواية والقصص القصيرة فقط، بل امتدت إلى الصحافة والنقد الأدبي، حيث شغل مناصب عدة في الصحف والمجلات المصرية.

تأثيره على الأجيال الجديدة

كان جمال الغيطاني من الأسماء التي أثرت بشكلٍ كبيرٍ في الأجيال الجديدة من الكتاب والقراء، استلهم العديد من الكتاب الشبان أسلوبه وأفكاره، وكان له دورٌ كبيرٌ في تشجيع المواهب الأدبية الجديدة من خلال عمله كمحرر أدبي وناقد.
الإرث الأدبي لجمال الغيطاني

ترك "الغيطاني" خلفه إرثًا أدبيًا غنيًا يستحق الدراسة والبحث، ولا يزال يُلهم العديد من الكتاب والقراء في مصر والعالم العربي، فهو  لم يكن مجرد كاتبٍ عابرٍ في تاريخ الأدب المصري، بل هو رمزٌ للإبداع والتجديد في الأدب العربي، فمن خلال أعماله، تمكن من مزج التراث الشعبي بالتاريخي والفلسفي، ليقدم للقارئ تجربةً أدبيةً فريدةً تستحق الاهتمام والتقدير. ترك إرثًا أدبيًا لا يُنسى، وسيظل اسمه مضيئًا في سماء الأدب العربي لسنواتٍ عديدةٍ قادمةٍ.

وفاة الغيطاني 

توفي جمال الغيطاني يوم الأحد 5 المحرَّم 1437هـ الموافق 18 أكتوبر 2015م عن عمر ناهز السبعين عامًا، في مستشفى الجلاء العسكري في القاهرة. وكان في صراع مع المرض إثر إصابته بوعكة صحية أدخلته غيبوبة لأكثر من ثلاثة أشهر.

سمِّي أحد شوارع القاهرة الفاطمية باسمه، وهو شارع متفرع من شارع المعز لدين الله الفاطمي، وأُطلق اسمه أيضًا على إحدى المدارس بمسقط رأسه في محافظة سوهاج.

الخاتمة

جمال الغيطاني أديبٌ فريدٌ كان ولا يزال رمزًا للتجديد والإبداع في الأدب العربي، تمكن من تقديم رؤية جديدة للأدب العربي تستحق الاحتفاء والدراسة، ترك وراءه إرثًا أدبيًا لا يُنسى، وسيظل اسمه مضيئًا في سماء الأدب العربي والعالمي لسنواتٍ عديدةٍ قادمةٍ.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال