محمود درويش أحد أعظم الشعراء والأدباء العرب
محمود درويش هو أحد أعظم الشعراء والأدباء الفلسطينيين والعرب في العصر الحديث، ولد في 13 مارس 1941 في قرية البروة الفلسطينية، والتي دمرت لاحقاً خلال النكبة عام 1948، مما أجبره وعائلته على الانتقال إلى لبنان، وكان لهذا النزوح تأثير عميق على حياته وأعماله الأدبية.محمود درويش |
ارتبط اسم «درويش» بشعر الثورة والوطن، حيث يعتبر أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، ففي شعر درويش يمتزج الحب بالوطن وبالحبيبة الأنثى، قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.
نشأة محمود درويش
نشأ محمود درويش في بيئة مشبعة بالنضال والمقاومة، وهو ما تجلى بوضوح في قصائده وأعماله الأدبية، درس في المدارس الفلسطينية وعُرف بموهبته الشعرية منذ سن مبكرة.التأثير والأهمية
محمود درويش لا يُعتبر فقط شاعراً وطنياً فلسطينياً، بل شاعراً عربياً وإنسانياً عالمياً، حيث تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، وأصبح رمزاً للنضال الفلسطيني والكرامة الإنسانية، فكان له دورٌ كبير في تعريف العالم بالقضية الفلسطينية من خلال شعره وأدبه.
مسيرته الأدبية
نشر درويش نشر ديوان شعري له بعنوان "عصافير بلا أجنحة" عام 1960، وكان يبلغ من العمر 19 عامًا فقط، واستمر في كتابة الشعر ونشر العديد من الدواوين التي لاقت استحساناً كبيراً في العالم العربي.من أشهر أعماله "أوراق الزيتون" (1964)، "عاشق من فلسطين" (1966)، و"آخر الليل" (1967) .. وكانت قصائده تتميز بتصويرها للألم والمعاناة الفلسطينية، وكذلك الحب والأمل.
كتب محمود درويش
أنتج محمود درويش العديد من الدواوين الشعرية الشهيرة، ومن بين أبرز أعماله:
أثر الفراشة
أوراق الزيتون
عاشق من فلسطين
آخر الليل
العصافير تموت في الجليل
حبيبتي تنهض من نومها
أحبك أو لا أحبك
تلك صوتها وهذا انتحار العاشق
أعراس
مديح الظل العالي
هي أغنية، هي أغنية
ورد أقل
ذاكرة للنسيان
أرى ما أريد
لا تعتذر عما فعلت
في حضرة الغياب
هذه الأعمال تتناول موضوعات مثل الحب، الوطن، المنفى، والمقاومة، وتعكس تجارب درويش الشخصية.
أثر الفراشة محمود درويش
"أثر الفراشة" هو كتاب للشاعر الفلسطيني محمود درويش، يحتوي الكتاب على مجموعة من النصوص النثرية التي تحمل طابعًا شعريًا، يتميز الكتاب بأسلوبه الأدبي الفريد الذي يجمع بين الشاعرية والعمق الفلسفي، ويعكس تأملات درويش حول الحياة والموت، الوطن والغربة، الحب والفراق.
عنوان كتاب "أثر الفراشة" يرمز إلى التأثيرات الصغيرة التي قد تحدث تغييرات كبيرة، وهو تعبير مجازي يعبر عن التفاصيل الدقيقة التي تترك أثراً عميقاً في حياتنا، يُعتبر هذا الكتاب إضافة مميزة إلى أعمال درويش التي تُقدر لجمال لغتها وقوة مضمونها.
الأسلوب الأدبي
أسلوب محمود درويش يتميز بالجمالية اللغوية والرمزية العميقة، استخدم في شعره الرموز والصور الشعرية التي تعبر عن قضايا الوطن والمنفى والحرية، كما استخدم الأساطير والتراث الفلسطيني والعربي لإثراء نصوصه، مما جعل شعره يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.المراحل الأدبية لمحمود درويش
المرحلة الأولى: الشعر الوطني والمقاومةتُعد هذه المرحلة من أهم المراحل في مسيرة محمود درويش، حيث ركز فيها على التعبير عن النكبة ومعاناة الشعب الفلسطيني، ومن أشهر قصائد هذه المرحلة "سجل أنا عربي" و"بطاقة هوية"، التي أصبحت رمزًا لهوية الفلسطينيين.
المرحلة الثانية: الحب والإنسانية
بعد سنوات من النضال الأدبي، بدأ درويش يتناول مواضيع الحب والإنسانية بشكل أوسع، فقصائده في هذه الفترة مزجت بين النضال والحب، مُجسدةً الأمل والمشاعر الإنسانية العميقة، ومن أبرز أعماله في هذه المرحلة ديوان "ورد أقل" و"أحبك أو لا أحبك".
المرحلة الثالثة: الفلسفة والتأمل
في المراحل الأخيرة من حياته، اتجه "درويش" نحو التأمل والفلسفة في كتاباته، فاستكشافه لمفاهيم الحياة والموت والوجود تجلت في ديوان "في حضرة الغياب" و"كزهر اللوز أو أبعد"، أصبحت قصائده في هذه الفترة تعبر عن رؤى أكثر شمولية وإنسانية.
الأعمال النثرية
بالإضافة إلى شعره، كتب درويش عدة كتب نثرية، من أبرزها:- "في حضرة الغياب": وهو كتاب يتحدث فيه درويش عن سيرته الذاتية، بأسلوب شعري تأملي يعكس مسيرته الحياتية والفكرية.
- "ذاكرة للنسيان": يتناول فيه يوميات حصار بيروت عام 1982، ويعبر عن تجربة الحرب والمعاناة بشكل أدبي مميز.
أبرز أعماله الشعرية
أوراق الزيتون (1964)
هذا الديوان يعتبر من أولى أعماله الكبيرة، حيث تميز بالتعبير القوي عن النكبة والنضال الفلسطيني، قصائد هذا الديوان تحمل بصمات المقاومة والصمود، مما جعله محط أنظار النقاد والقراء على حد سواء.
عاشق من فلسطين (1966)
هذا الديوان يحمل في طياته قصائد حب وحنين للوطن، ويعتبر من بين الأعمال التي ساهمت في تأكيد مكانة درويش كشاعر وطني وإنساني، تميز بأسلوبه الشعري الفريد وقدرته على تجسيد الحب للوطن من خلال الصور الشعرية المؤثرة.
حالة حصار (2002)
في هذا الديوان، يعبر درويش عن تجربة حصار رام الله خلال الانتفاضة الثانية. النصوص الشعرية في هذا الديوان تعكس تجربة الحصار ومعاناة الفلسطينيين اليومية، وتجسد صمودهم وإصرارهم على الحياة.
أشعار محمود درويش
محمود درويش هو واحد من أهم الشعراء العرب في القرن العشرين. تميز شعره بالعاطفة العميقة والوطنية القوية، حيث عبر عن مشاعر الإنسان الفلسطيني ومعاناته.
بطاقة هوية
سجل
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
وأطفالي ثمانية
وتاسعهم.. سيأتي بعد صيف
فهل تغضب؟
عابرون في كلام عابر
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم، وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
في حضرة الغياب
وفي حضرة الغياب تتلاشى الأشياء
تغدو الحقيقة ذكرى
وتصبح الذكرى حديثًا
وتنبت الكلمات أشجارًا
تزهر في الذاكرة حبًا لا يموت
احبك رغم انف قبيلتي
"أحبك رغم أنف قبيلتي" هو اقتباس شهير من قصيدة لمحمود درويش، الشاعر الفلسطيني الكبير، فكان يقول لحبيبته
- "إني أحبك رغم أنف قبيلتي ومدينتي وسلاسل العادات ولكني أخشى اذا بعت الجميع تبيعيني وأعود بالخيبات".
- "ربما لم يكن شيئا مهما بالنسبة لك يا ريتا لكنه كان قلبي"
- "شعرت ان وطني احتل مره أخرى".
وما ننسى حسرة محمود درويش عندما كتب لها:
- "كنتُ أود إخبارك بأن الجميع قد خذلني إلا أنت، لكنك خذلتني قبل أن أخبرك".
وعندما افترق محمود درويش عن حبيته ريتا كتب لها:
- "أما بعد فأنا لن احب بعدك اما قبل فانا لا اعرف الحب الا معك".
ونحن نحب الحياة
ونحن نُحب الحياة واحدة من أبرز ما كتب محمود درويش، حيث قال فيها:
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ
وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ.
وَنَزْرَعُ حَيْثُ أَقمْنَا نَبَاتاً سَريعَ النُّمُوِّ , وَنَحْصدْ حَيْثُ أَقَمْنَا قَتِيلاَ
وَنَنْفُخُ فِي النَّايِ لَوْنَ البَعِيدِ البَعِيدِ , وَنَرْسُمُ فَوْقَ تُرابِ المَمَرَّ صَهِيلاَ
وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنَا حَجَراً ’ أَيُّهَا البَرْقُ أَوْضِحْ لَنَا اللَّيْلَ ’ أَوْضِحْ قَلِيلاَ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا.
المؤثرون في مسيرة درويش
ساهم في انطلاق محمود درويش واكتشافه الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد محمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها.
وتأثرت شخصية محمود درويش وشعره كثيرًا بالشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي الشهير بـ "أبو سلمى"؛ حيث قال درويش للكرمي:
- "أنت الجذع الذي نبتت عليه قصائدنا».
- "عفوَ زهر الدم، يا لوركا، وشمس في يديكْ .. وصليب يرتدي نار قصيده أجمل الفرسان في الليل .. يحجون إليك بشهيد .. وشهيدة وهكذا الشاعر، زلزال .. وإعصار مياه ورياح، إن زأر يهمس الشارع للشارع، قد مرت خطاه فتطاير يا حجر!".
وكان محمود درويش صديقا للناقد والمفكر إدوارد سعيد، حيث قال إدوارد يومًا :
- "أنا فلسطيني ولكني طردت منها منذ الطفولة، وأقمت في مصر دون أن أصبح مصرياً، وأنا عربي ولكني لست مسلماً، وأنا مسيحي ولكن بروتستانتى، واسمي الأول "إدوارد" رغم أن كنيتي سعيد"
"أنا من هناك ..أنا من هنا
ولستُ هناك ..ولستُ هنا
لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان...
ولي لُغَتان نسيتُ بأيِّهما
كنتَ أحلَمُ
لي لغة انكليزية للكتابة
طيعة المفردات
ولي لغة من حوار السماء
مع القدس فضيةُ النَبْر
لكنها لا تطيع مخيلتى
والهوية؟ قلت فقال: دفاعٌ عن الذات...
إنّ الهوية بنتُ الولادة لكنها
في النهاية إبداعُ صاحبها لا
وراثة ماضٍ"
ولستُ هناك ..ولستُ هنا
لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان...
ولي لُغَتان نسيتُ بأيِّهما
كنتَ أحلَمُ
لي لغة انكليزية للكتابة
طيعة المفردات
ولي لغة من حوار السماء
مع القدس فضيةُ النَبْر
لكنها لا تطيع مخيلتى
والهوية؟ قلت فقال: دفاعٌ عن الذات...
إنّ الهوية بنتُ الولادة لكنها
في النهاية إبداعُ صاحبها لا
وراثة ماضٍ"
تأثيره على الأدب والثقافة
محمود درويش لم يكن مجرد شاعر، بل كان له تأثير كبير على الأدب والثقافة العربية بشكل عام، فتأثيره لم يقتصر على الشعراء والأدباء فقط، بل امتد إلى الفنون والموسيقى، حيث ألهمت قصائده العديد من الفنانين والموسيقيين الذين حولوا بعض نصوصه إلى أغانٍ وأعمال فنية.الإرث الأدبي والثقافي
لا يزال إرث محمود درويش حياً حتى اليوم، حيث يتم تدريس شعره في المدارس والجامعات حول العالم، وتُعقد مؤتمرات وندوات للاحتفاء بأعماله ودراسة تأثيرها، بالإضافة إلى ذلك، أُنشئ "متحف محمود درويش" في رام الله، والذي يحتضن مقتنياته الشخصية وأعماله، ويعد مركزًا ثقافيًا مهمًا للحفاظ على إرثه.التأثير الأدبي والفكري لمحمود درويش
التأثير على الشعر العربي الحديث: يُعد محمود درويش من بين الشعراء الذين جددوا الشعر العربي المعاصر، لقد أدخل عناصر جديدة في الشعر من حيث البنية واللغة والصور الشعرية، مما جعله يتجاوز الأشكال التقليدية للشعر العربي، فن خلال استخدامه المميز للرموز والاستعارات، نجح في التعبير عن القضايا الوطنية والإنسانية بطرق مبتكرة.التجربة الفلسطينية في شعره: شعر محمود درويش كان مرآة تعكس التجربة الفلسطينية بأبعادها المختلفة. النكبة، المنفى، العودة، والأمل، كلها مواضيع تجسدت في شعره. قصيدته الشهيرة "جواز السفر" تعبر عن شعور الفلسطيني بالضياع والبحث عن الهوية في ظل ظروف الشتات.
العلاقة مع التراث العربي والإسلامي: استفاد درويش كثيرًا من التراث العربي والإسلامي في شعره. استخدم الأساطير والحكايات الشعبية والرموز الدينية لإثراء نصوصه وإضفاء طابع عالمي عليها، هذا الدمج بين الحديث والتراث جعله قادرًا على التواصل مع جمهور واسع ومتنوع.
مراحل شعر درويش
قام النقاد بتقسيم مراحل شعر محمود درويش إلى عدة أقسام، جمع بينها علاقة الشاعر بوطنه وبقضيته «القضية الفلسطينية» وبالمنفى وترك الديار وكل ذلك في ظل علاقته بالذات.وقد قسم الناقد محمد فكري الجزار شعر درويش إلى ثلاثة أقسام:
المرحلة الأولى وهي مرحلة تواجده في الوطن، التي تشمل بدايات تكوين الشاعر ووعيه بقضية وطنه وتشكيل الانتماء لهذا الوطن في ظل الاحتلال.
المرحلة الثانية فهي مرحلة الوعي الثوري والتي امتدت إلى عام 1982 حيث الخروج من بيروت وفيها تم تنظيم مشاعر الشاعر التي كانت قد تكونت لديه في المرحلة الأولى.
المرحلة الثالثة فهي مرحلة الوعي الممكن والحلم الإنساني.
بينما قسم الناقد حسين حمزة شعر درويش إلى ثلاث مراحل انطلاقًا من علاقة الشاعر بنصه الشعري فنيًا، وبخارج نصه أيدولوجيا، أي كيف انتقل درويش من ماركسية في المرحلة الأولى إلى قومية عربية في المرحلة الثانية، وإلى الفكر الكوني الإنساني في المرحلة الثالثة دون إغفال فلسطينيته.
من حيث مسيرته الشعرية فيمكن تقسيمها وفق ما جاء عند الناقد حسين حمزة إلى ثلاث مراحل هي الأخرى:
المرحلة الأولى (1960-1970) ويسميها حسين حمزة بمرحلة «الاتصال»، حيث انتمى الشاعر وفق حسين حمزة في هذه المرحلة إلى التيار الرومانسي في الشعر العربي المعاصر وقد احتدى بشعراء أمثال بدر شاكر السياب (1926-1964) ونزار قباني (1932-1998) وهنا نلاحظ سيطرة الخطاب المباشر على نصه الشعري مع استخدام الشاعر لتقنيات أسلوبية مثل تناص والقناع وغيرها.
المرحلة الثانية (1970-1983) وهي مرحلة أطلق عليها حسين حمزة بمرحلة «الانتصال» وهي مرحلة بينية تكمن فيها بعض مميزات المرحلة الأولى وقد طور الشاعر في هذه المرحلة أسلوبه وتطورت دلالات شعره منفتحة على دلالات أوسع من تلك الحاضرة في البعد الأيدولوجي، كما اكتسبت إحالات الشاعر إلى التاريخ والدين والأسطورة والأدب والحضارة زخما أكبر، حيث أصبح نصه الشعر مليئًا بالإشارات الأسلوبية والتناصية.
المرحلة الثالثة (1983-2008) فقد أسماها الناقد حسين حمزة بمرحلة «الانفصال»، بمعنى أن الشاعر انفصل تدريجيا وبشكل واعٍ عن خطابه الأيدولوجي المباشر في شعره، وقد يكون الخروج من بيروت عام 1982 سببًا في خيبة أمل الشاعر في القومية العربية التي آمن بها الشاعر وتجلت بالمرحلة الثانية. في هذه المرحلة انفصل الشاعر عن الضمير «نحن» وعاد إلى الضمير «أنا» أي الالتفات إلى الذاتية.
تفاعل درويش مع الأحداث السياسية
دور محمود درويش في منظمة التحرير الفلسطينيةشغل درويش مناصب مهمة في منظمة التحرير الفلسطينية، حيث كان عضوًا في اللجنة التنفيذية، من خلال هذا الدور، ساهم في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية على المستوى الدولي، استخدامه للأدب كوسيلة للنضال السياسي جعله من بين الشخصيات المؤثرة في الحركة الوطنية الفلسطينية.
المنفى والعودة
قضى محمود درويش سنوات طويلة في المنفى، متنقلاً بين العديد من الدول، فكان منفيًا تائهًا بين سوريا وقبرص والقاهرة وتونس وباريس .. هذه التجربة أثرت بشكل كبير على شعره، حيث تجلت مشاعر الغربة والحنين في أعماله، عاد إلى فلسطين عام 1996، بعد توقيع اتفاقية أوسلو، واستقر في رام الله حيث أكمل مشواره الأدبي.الإرث الثقافي لمحمود درويش
المتاحف والمراكز الثقافية: أُنشئ "متحف محمود درويش" في رام الله ليكون مركزًا للحفاظ على إرثه الأدبي والثقافي. يضم المتحف مقتنيات شخصية لدرويش، بالإضافة إلى مخطوطات أصلية لأعماله وكتبه. يُعد المتحف وجهة مهمة للباحثين وعشاق الأدب.الاحتفاء بذكراه: تُقام فعاليات ثقافية وأدبية سنوية في مختلف أنحاء العالم لإحياء ذكرى محمود درويش، وتكريم مساهماته الأدبية والفكرية، هذه الفعاليات تشمل قراءات شعرية، ندوات، ومعارض فنية تحتفي بإرثه.
الأعمال الفنية والموسيقية المستوحاة من شعره: ألهمت قصائد درويش العديد من الفنانين والموسيقيين حول العالم. تم تلحين العديد من قصائده وتحويلها إلى أغاني، مما جعلها تصل إلى جمهور أوسع. بعض هذه الأعمال أصبحت جزءًا من التراث الموسيقي العربي.
القضية الفلسطينية
كان محمود درويش رمزًا للأدب الفلسطيني والعربي، وأحد أعظم الشعراء الذين عبروا عن القضايا الإنسانية والوطنية بعمق وإبداع، إرثه الأدبي سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، ومساهماته في الأدب العالمي ستبقى خالدة.الحب والفقد والوطن والهوية
يعتبر درويش من أهم الشعراء العرب في القرن العشرين، وله تأثير كبير على الأدب العربي الحديث. تعبر قصائده عن الحب، الفقد، الوطن، والهوية، وغالباً ما تتناول القضايا السياسية والاجتماعية.أقوال واقتباسات محمود درويش
- لا بأس من أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا.. ولكن الشقاء الكامل أن يكون حاضرنا أفضل من غدنا.. يا لهاويتنا كم هي واسعة.
- أحببتك مرغماً ليس لأنّك الأجمل، بل لأنّك الأعمق؛ فعاشق الجمال في العادة أحمق!
- هل في وسعي أن أختار أحلامي؛ لئلا أحلم بما لا يتحقق.
- آه يا جرحي المكابر، وطني ليس حقيبةً وأنا لست مسافراً، إنّني العاشق والأرض حبيبة.
- أحب الحديث معك رغم أنّي لا أملك ما أقول.
- أنا من هناك ولي ذكريات.. وُلدت كما تُولد الناس.. لي والدة وبيت كثير النوافذ.. لي إخوة.. أصدقاء.. وسجن بنافذة باردة.. ولي موجة خطفتها النوارس.. لي مشهدي الخاص.. لي عشبة زائدة.. ولي قمر في أقاصي الكلام، ورزق الطيور، وزيتونة خالدة.
- أمّا أنا، فسأدخل في شجر التوت حيث تحوّلني دودة القزّ خيط حرير، فأدخل في إبرة امرأة من نساء الأساطير، ثمّ أطير كشال مع الريح.
- والتاريخ يسخر من ضحاياه ومن أبطالهم.. يلقي عليهم نظرة ويمر. أتيت ولكني لم أصل.. وجئت ولكني لم أعد.
- سأصير يوماً ما أريد.. سأصير يوماً طائراً، وأسلّ من عدمي وجودي.. كلّما احترق الجناحان اقتربت من الحقيقة، وانبعثت من الرماد.. أنا حوار الحالمين، عزفت عن جسدي وعن نفسي لأكمل رحلتي الأولى إلى المعنى، فأحرقني وغاب.. أنا الغياب.. أنا السماويّ الطريد.
- في اللامبالاة فلسفة، إنّها صفة من صفاة الأمل.
- ولنا أحلامنا الصغرى، كأن نصحو من النوم معافين من الخيبة.. لم نحلم بأشياء عصية.. نحن أحياء وباقون، وللحلم بقية.
- النسيان هو تدريب الخيال على احترام الواقع.
- من سوء حظي نسيت أن الليل طويل، ومن حسن حظك تذكرتك حتى الصباح.
- في البيت أجلس لا سعيداً لا حزيناً بين بين.. ولا أبالي إن علمت بأنّني حقاً أنا أو لا أحد. وأنت تفكر بالآخرين البعيدين فكر بنفسك.. قل ليتني شمعة في الظلام.
- علموك أن تحذر الفرح؛ لأنّ خيانته قاسية.
- لم يبق في اللغة الحديثة هامش للاحتفال فكل ما سيكون كان. سأمدح هذا الصباح الجديد.. سأنسى الليالي كل الليالي وأمشي إلى وردة الجار أخطف منها طريقتها في الفرح.
- أعرف مهما ذهبت مع الريح كيف أعيدك.. أعرف من أين يأتي بعيدك فأذهب.
- ما أجمل الصدفة.. إنها خالية من الانتظار.
- هل كان علينا أن نسقط من علو شاهق ونرى دمنا على أيدينا لندرك أنّنا لسنا ملائكة كما كنا نظن.
- ما بين دقيقة أقر فيها النسيان ودقيقة أحاول تجربة ذلك مجازر تقام في داخلي ولا تتوقف.
- ولا نتوب عن أحلامنا مهما تكرر انكسارها.
- بكل ما أوتيت من فرح أخفي دمعتي.
- وقلت له مرة غاضباً كيف تحيا غداً.. قال لا شأن لي بغدي؛ إنّه فكرة لا تراودني، وأنا هكذا، هكذا لن يغيرني أي شيء كما لم أغير أنا أي شيء، فلا تحجب الشمس عني.. فقلت له: لست إسكندر المتعالي ولست ديوجين فقال: ولكن في اللامبالاة فلسفةً، إنّها صفة من صفات الأمل.
- ما هو الوطن؟ ليس سؤالا تجيب عليه وتمضي.. إنّه حياتك وقضيتك معاً.
- ليس الوطن أرضاً، ولكنّه الأرض والحق معاً.
- ما هو الوطن؟ هو الشوق إلى الموت من أجل أن تعيد الحق والأرض.. ليس الوطن أرضاً.. ولكنه الأرض والحق معاً.. الحق معك، والأرض معهم.
- سجّل.. أنا عربي ورقم بطاقتي خمسون ألفاً وأطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف.. فهل تغضب؟! سجّل.. أنا عربي وأعمل مع رفاق الكدح في محجر وأطفالي ثمانية أسل لهم رغيف الخبز، والأثواب والدفتر من الصخر ولا أتوسّل الصدقات من بابك ولا أصغر أمام بلاط أعتابك فهل تغضب؟!
- وأنت تعد فطورك، فكر بغيرك لا تنس قوت الحمام وأنت تخوض حروبك، فكر بغيرك لا تنس من يطلبون السلام .. وأنت تسدد فاتورة الماء، فكر بغيرك من يرضعون الغمام .. وأنت تعود الي البيت، بيتك، فكر بغيرك، لا تنس شعب الخيام .. وأنت تنام وتحصي الكواكب، فكر بغيرك، ثمة من لم يجد حيزاً للمنام .. وأنت تحرر نفسك بالاستعارات، فكر بغيرك من فقدوا حقهم.
- وليس لنا في الحنين يد.. وفي البعد كان لنا ألف يد.. سلام عليك، افتقدتك جداً.. وعليّ السلام فيما افتقد.
- قل للغياب نقصتني وأنا أتيت لأكملك.
- ما أشد سعادة المرء حين لا يودّع أحداً ولا ينتظر أحداً.
- وكلما فتشت عنهم لم أجد فيهم سوى نفسي الغريبة.
- خفيفة روحي وجسمي مثقل بالذكريات وبالمكان.
- هناك حب يمرّ بنا، فلا هو يدري ولا نحن ندري.
- لا أتذكر قلبي إلا إذا شقّه الحب نصفين أو جفّ من عطش الحب.
- ليتنا استطعنا أن نحب أقل كي لا نتألم أكثر.
- حين عطشت طلبت الماء من عدوي ولم يسمعني فنطقت باسمك وارتويت.
- أريدك عندي خيالاً يسير على قدمين وصخر حقيقة يطير بغمزة عين.
- سأبقى أحبك راحلاً إليك.. إن كان في الماء فلا أخشى الغريق وإن كان في اليابسة فلا أهاب سيوف الطريق.
- أنا امرأة لا أقل ولا أكثر؛ فكن أنت قيس الحنين إذا شئت.. أما أنا فيعجبني أن أحب كما أنا لا صورة ملونة في الجريدة أو فكرة ملحنة في القصيدة بين الأيائل.. أسمع صرخة ليلى البعيدة من غرفة النوم: لا تتركيني سجينة قافية في ليالي القبائل.. لا تتركيني لهم خبراً أنا امرأة لا أقل ولا أكثر.
- وتشابهت أنت وقهوتي باللذة والمرارة والإدمان.
أقوال محمود درويش عن الأمل
محمود درويش، الشاعر الفلسطيني الكبير، لديه العديد من الأقوال الجميلة عن الأمل. من أبرزها:- نحن أحياء وباقون وللأمل حياة طويلة.
- ونحن نُحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا.
- على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
- سنكون يوما ما نريد.
- وأنت تقاوم الظلم، تكون واحداً من ملامح الأمل.
علاقاته الأدبية
محمود درويش كان يرتبط بعلاقات صداقة بالعديد من الشعراء منهم عبد الرحمن الأبنودي من مصر، ومحمد الفيتوري من السودان، ونزار قباني من سوريا وفالح الحجية من العراق ورعد بندر من العراق وسليم بركات من سوريا وغيرهم من أفذاذ الأدب في الشرق الأوسط.
جوائز ومناصب محمود درويش
الجوائز والتكريمات الدوليةحصل محمود درويش على العديد من الجوائز الأدبية الدولية، مما يعكس تقدير العالم لمساهماته الأدبية والفكرية، ومن بين هذه الجوائز:
- جائزة اللوتس من اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا.
- جائزة لينين للسلام.
- جائزة الأمير كلاوس في هولندا.
- جائزة الشاعر كيلسيو في إيطاليا.
المناصب
مراحل من حياة محمود درويش والمناصب التي تولاها:
- رئيس الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل.
- كانت إقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه.
- وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحًا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.
- خلال الفترة من 1973 إلى 1982 عاش درويش في بيروت وعمل رئيسًا لتحرير مجلة شؤون فلسطينية، وأصبح مديرًا لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة الكرمل سنة 1981.
- في مطلع عام 1977 بيع من دواوينه العربية أكثر من مليون نسخة، لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991، فترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها.
- كان له نشاط أدبي ملموس على الساحة الأردنية فقد كان من أعضاء الشرف في نادي أسرة القلم الثقافي مع عدد من المثقفين أمثال مقبل مومني وسميح الشريف وغيرهم.
وفاة محمود درويش
توفي محمود درويش في 9 أغسطس 2008 في الولايات المتحدة بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب، نُقل جثمانه إلى رام الله، حيث دُفن في تلة تطل على المدينة، تكريماً له ولمسيرته الأدبية والوطنية.لا يزال محمود درويش حتى بعد وفاته يُشكل مصدر إلهام للكثير من الكُتاب والشعراء، يُعد درويش رمزًا للأدب المقاوم والإنساني، ويبقى شعره رسالة أمل وصمود للأجيال القادمة
الخاتمة
يبقى محمود درويش أحد أعظم الشعراء والأدباء الذين عرفهم العالم العربي، فكان رمزًا للنضال وأيقونةً الكفاح من أجل الحرية والكرامة، ويظل أثره الأدبي حيًّا في قلوب محبيه وعشاقه، فلقد عاش مؤثرًا ومات مُلهماً للأجيال اللاحقة.
التسميات
مقالات أدبية