عبد الوهاب مطاوع: صوت الإنسانية وأديب بريد الجمعة

عبد الوهاب مطاوع - صوت من السماء 

ظل الأسلوب الأدبي للكاتب الصحفي والأديب عبد الوهاب مطاوع واحدًا من أروع ما أثرى به الصحافة المصرية، حيث لامس قلوب القراء بأسلوبه الرقيق والمعبر.

عبد الوهاب مطاوع
عبد الوهاب مطاوع 

عُرف في الأوساط الصحفية بلقب "ابن الأهرام" وصوت "بريد الجمعة"، حيث كان الباب الأسبوعي في جريدة الأهرام بمثابة ملاذ لجماهير القراء الذين كانوا يلجأون إليه للبوح بهمومهم وآمالهم، ليرد عليهم مطاوع بكل عناية وفكر عميق، مستخدمًا الأسلوب الأدبي والحكمة في معالجة المشكلات.

رحلة عبد الوهاب مطاوع الصحفية

وُلد عبد الوهاب مطاوع في قرية دسوق بمحافظة كفر الشيخ عام 1940، وعاش منذ صغره حبًا عميقًا للصحافة دفعه للالتحاق بكلية الآداب في جامعة القاهرة، رغم قرب جامعة الإسكندرية من مسقط رأسه. 

بدأ مشواره الصحفي في سن السابعة عشرة، وفي عام 1980 تولى باب "بريد الجمعة" في جريدة الأهرام، ليصبح هذا الباب بمثابة نقطة التقاء بين الناس وهمومهم.


بريد الجمعة: ساحة الأدب والحكمة

في "بريد الجمعة"، لم يكن مطاوع مجرد مجيب على الرسائل، بل كان يحولها إلى نصوص أدبية مليئة بالحكمة والرحمة.. كان يرد على مشاكل القراء بعناية فائقة، مستخدمًا في أحيان كثيرة آيات من القرآن الكريم، أحاديث نبوية، وأبيات من الشعر، ليضفي بعدًا روحانيًا على النصائح التي يقدمها.. كانت هذه الردود محملة بمشاعر إنسانية عميقة، ولا تقتصر على الحلول العقلية فقط، بل تمتد لتلامس المشاعر والروح.

التفاعل مع مشاعر القراء

في كتابه "صوت من السماء"، يوضح مطاوع فلسفته في التعامل مع قضايا الناس، مشيرًا إلى أنه كان يسعى دومًا لأن يكون صادقًا ومنصفًا في نصائحه.. كان يضع نفسه مكان القارئ، ليشعر بكل أحزانه وتحدياته.. بعض الأحيان، كان يتدخل شخصيًا لتقديم المساعدة، سواء كانت مالية أو اجتماعية، ليبقى "بريد الجمعة" أداة للتغيير والتأثير في حياة الكثيرين.

تأثيره العميق

تجاوز تأثير عبد الوهاب مطاوع مجرد الرد على الاستفسارات، حيث ساعدت نصائحه في تغيير حياة العديد من القراء.. تتضمن بعض كتبه مثل "أصدقاء على الورق" و"بعد مغيب القمر" شهادات لقراء يحكون كيف أثرت كلماته في سلوكهم وحياتهم.. إحدى القارئات أرسلت رسالة تشكر فيها مطاوع على تغيير نظرتها للحياة بفضل نصائحه التي تعلمت من خلالها كيفية التكيف مع التوترات والمشكلات اليومية.

أشهر أقوال عبد الوهاب مطاوع 

عبد الوهاب مطاوع لم يكن مجرد كاتب أو صحفي، بل كان صاحب قلم إنساني يمس القلوب، ويضيء العقول بحكمته وتجربته الثرية. 

امتاز مطاوع بأسلوبه البسيط العميق، الذي يجمع بين الدفء العاطفي والواقعية الحياتية، مما جعل كلماته ملاذًا لمن يبحث عن الحكمة في تفاصيل الحياة اليومية. 

عبر مقالاته وكتبه، نقل مطاوع هموم الناس وأحلامهم، وقدم نصائح صادقة تنبع من فهمه العميق للطبيعة البشرية.. إليك أبرز ما قال عبد الوهاب مطاوع:

1. "السعادة ليست في الحصول على كل شيء، بل في الرضا بما نملك والسعي لما نريد دون أن نفقد أنفسنا في الطريق."
2. "هناك قلوب تشبه المنازل القديمة، نعرف أن الدخول إليها يحمل الكثير من الذكريات، لكنها تظل مغلقة للأبد."
3. "ليس كل من يضحك سعيدًا، فهناك من يبتسم كي لا يخذل من حوله."
4. "الحب الحقيقي هو أن تجد شخصًا يفهم صمتك أكثر مما يفهم الآخرون كلماتك."
5. "أحيانًا يكون الصمت هو الرد الوحيد الذي يحفظ كرامتنا."
6. "لا تدع الآخرين يحددون قيمتك، فأنت وحدك تعرف كم اجتزت من صعوبات حتى تصل إلى ما أنت عليه الآن."
7. "الحياة لا تقاس بعدد الأنفاس التي نأخذها، بل باللحظات التي تجعلنا نشعر أننا أحياء حقًا."
8. "الحنين هو أن تعيش حاضرًا مشبعًا بروائح الماضي."
9. "من لا يقدر وجودك في حياته، لن يشعر بغيابك عنها."
10. "بعض العلاقات تنتهي لأن أحدهم تعب من العطاء، والآخر اعتاد الأخذ دون مقابل."
11. "ليس كل من يتحدث إليك يهتم لأمرك، فالبعض يتحدث ليملأ الفراغ، والبعض يتحدث ليعرف نقاط ضعفك."
12. "البعض يعتقد أن الغياب عقاب، لكنه في الحقيقة راحة لمن أتعبه الوجود."
13. "الذكريات ليست مجرد صور في العقل، بل مشاعر ما زالت تعيش في القلب."
14. "الوحدة ليست أن تكون وحيدًا، بل أن تكون بين الكثيرين وتشعر أنك غير مرئي."
15. "أكبر خطأ قد ترتكبه هو أن تعطي قلبك لمن لا يملك يدًا يمسك بها حين تنكسر."
16. "الندم لا يعيد ما ضاع، لكنه يجعلنا ننتبه لما لم نفقد بعد."
17. "الأمل ليس وهمًا، لكنه الثبات على الإيمان بأن الغد قد يكون أجمل."
18. "لا تجعل خيبات الأمس تسرق منك فرحة اليوم، فكل يوم فرصة جديدة للحياة."
19. "بعض الأحزان لا تحتاج إلى دموع، بل إلى قلب يحتمل الألم في صمت."
20. "الحياة لا تختبر قوتك في لحظات الانتصار، بل في قدرتك على الوقوف بعد كل سقوط."
21.ليست كل الأحزان تعلن عن نفسها بهذه الوضوح.. فبعضها يعشش في الأعماق بصمت، ويظل ينخر في الروح دون أن يشعر به الآخرون."
22. "أحيانًا يكون الحل الوحيد لمشاكلنا هو أن نواجهها بشجاعة، لا أن نهرب منها أو نخفيها تحت السطح."
23. "الكتابة للناس مسؤولية، لأن كل كلمة قد تكون طوق نجاة لأحدهم أو عبئًا إضافيًا على قلبه."
24.الحياة لا تمنحنا السعادة على طبق من ذهب، لكنها تمنحنا الفرصة لنصنعها بأنفسنا."
25. "البعض يظن أن الحب مجرد كلمات رقيقة ووعود وردية، لكنه في الحقيقة التزام وإيثار وقدرة على العطاء دون انتظار المقابل."
26. "لا شيء يرهق القلب أكثر من انتظار ما لن يأتي.. فلا تتعلق بسراب، وامضِ في حياتك بثقة."

تبقى أقوال عبد الوهاب مطاوع نبراسًا يهدي كل من يبحث عن الحكمة وسط زحام الحياة، وكلماته تذكرنا دائمًا بأن القوة الحقيقية ليست في الصلابة، بل في القدرة على التفهم والعطاء. وبين دفتي كتبه، نجد أنفسنا مرارًا وتكرارًا، كأنها مرآة تعكس أدق مشاعرنا وتجاربنا الإنسانية. فمهما مضى الزمن، ستظل كلماته شاهدة على قدرة الأدب الصادق على ملامسة القلوب.

خاتمة

كان عبد الوهاب مطاوع أكثر من مجرد كاتب صحفي، بل كان بمثابة مرشد أدبي وأخلاقي، يلامس قلوب القراء بحكمته ولطفه. ومن خلال "بريد الجمعة"، استطاع أن يقدم حلولًا لا تقتصر على المشاكل اليومية بل تمتد لتعلم الناس كيف يعيشون بحكمة وتفاؤل. مع مرور الزمن، تظل أعماله مصدرًا للمعرفة والإلهام، حتى في ظل تحديات الحياة المعاصرة.

اقرأ أيضاً:

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال