يُعد مسلسل البشاير واحدًا من أبرز الأعمال الدرامية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث اجتمع فيه كبار صُنّاع الدراما المصرية؛ المؤلف الكبير وحيد حامد والمخرج المبدع سمير سيف، ليقدما للجمهور عام 1987 عملاً كلاسيكيًا متكامل العناصر، ما زال يحظى بمكانة خاصة في ذاكرة المشاهدين حتى اليوم.
![]() |
| مسلسل البشاير |
أبطال مسلسل البشاير
شارك في بطولة مسلسل البشاير نخبة من ألمع نجوم التمثيل في مصر، على رأسهم:
- محمود عبد العزيز في دور أبو المعاطي شمروخ، العائد من الغربة بعد 15 عامًا.
- مديحة كامل في واحد من أجمل أدوارها على الشاشة.
- أمينة رزق في دور الأم بحضورها الآسر.
- سامي مغاوري في شخصية عبد الهادي.
- أحمد بدير بدور أحمد أفندي.
- عبد العزيز مخيون، محمد التاجي في دور المنتج رشاد بيه صاحب الجملة الشهيرة: "سعيد.. أخويا".
قصة مسلسل البشاير
تدور أحداث مسلسل البشاير حول أبو المعاطي شمروخ الذي يغترب خمسة عشر عامًا بحثًا عن لقمة العيش، بينما ينتظر أهله عودته محملاً بالأجهزة الحديثة ومظاهر الرفاهية التي اشتهرت في الثمانينيات، لكن المفاجأة أنه لم يجلب تلك المظاهر الزائفة، بل عاد بخطة لشراء أرض وبناء منزل يجمع أسرته بعيدًا عن الزحام والضغوط.
وتأخذ الأحداث منحى مختلفًا عندما ينقذ أهله فنانة مشهورة بعد انقلاب سيارتها في الترعة، ويستضيفونها دون أن يعرفوا هويتها، تعيش الفنانة بينهم حياة بسيطة بعيدة عن الأضواء، وتجد في هذه البيئة الدافئة ما كانت تبحث عنه من حرية وراحة نفسية.
رسالة مسلسل البشاير
يحمل المسلسل رسالة عميقة عن العودة للجذور، والابتعاد عن صخب الحياة المليئة بالضغوط والمظاهر الزائفة، فالسعادة ليست في المال أو الشهرة أو المظاهر، بل في البساطة والدفء الإنساني والعيش في انسجام مع الطبيعة.
تميز الإخراج والسيناريو
أبدع سمير سيف في تقديم رؤية إخراجية تجمع بين جمال الصورة وعمق الدراما، رغم كونه مخرجًا سينمائيًا بالأساس، أما السيناريو والحوار الذي صاغه وحيد حامد فجاء بسيطًا وعذبًا، قريبًا من الناس، ليجعل المشاهد يعيش تفاصيل الريف المصري بكل ما فيه من نقاء وراحة.
موسيقى التتر والنجاح الجماهيري
أضفى الموسيقار محمد سلطان لمسته الخاصة من خلال موسيقى تتر مسلسل البشاير، التي ما زالت عالقة في الأذهان حتى الآن، لما حملته من شجن وبساطة.
عُرض المسلسل لأول مرة في السابعة والربع مساءً، وهو التوقيت الذهبي للمسلسلات المصرية، ثم أعيد عرضه أكثر من مرة نظرًا للإقبال الكبير الذي حققه.
لماذا يبقى مسلسل البشاير خالدًا؟
يبقى مسلسل البشاير حاضرًا في ذاكرة الدراما المصرية لأنه لم يكن مجرد حكاية عن الغربة أو الحب، بل كان انعكاسًا لحقيقة اجتماعية عاشها المصريون: صراع بين البساطة والحداثة الزائفة، وبين القيم الأصيلة والمظاهر الفارغة.
ختامًا، يظل مسلسل البشاير من العلامات الفارقة في تاريخ الدراما المصرية، بفضل اجتماع النص القوي من وحيد حامد، والرؤية الإخراجية المميزة لسمير سيف، والأداء الاستثنائي لمحمود عبد العزيز ومديحة كامل وباقي فريق العمل، هو عمل يعيد إلى الأذهان قيمة الدراما الهادفة التي تمس حياة الناس وتطرح تساؤلات عميقة عن معنى السعادة والرضا.
- وحيد حامد - الكاتب والمبدع والأستاذ الذي أثرى السينما المصرية
- فيلم الغول - كيف صنع وحيد حامد شخصيات خالدة في أعماله؟
- فيلم طائر الليل الحزين - أولى إبداعات وحيد حامد السينمائية
- فيلم الإرهاب والكباب - نظرة شاملة
- الإنسان يعيش مرة واحدة - تحفة سينمائية تستحق المشاهدة
- وحيد حامد - سيد القلم وأيقونة السينما المصرية
- فتوات بولاق - فيلم بين النجاح الجماهيري وخيبة أمل وحيد حامد
- مسلسل البشاير - نظرة عامة
