وحيد حامد - سيد القلم وأيقونة السينما المصرية

في الثاني من يناير من كل عام، نستعيد ذكرى وفاة الكاتب الكبير وحيد حامد، أحد أعمدة الفن المصري والعربي، الذي ترك إرثًا لا يُمحى في تاريخ السينما والدراما.

وحيد حامد
وحيد حامد 

استطاع وحيد حامد بفضل موهبته الفذة ورؤيته العميقة أن يمزج بين النقد الاجتماعي والسياسي في أعماله، مقدّمًا قصصًا إنسانية خالدة.

بداية المسيرة

وُلد وحيد حامد عام 1944 في قرية بني قريش بمحافظة الشرقية، ونشأ في بيئة ريفية أثرت على رؤيته للحياة والمجتمع.. بعد انتقاله إلى القاهرة عام 1963، التحق بكلية الآداب قسم الاجتماع، حيث اكتشف شغفه بالكتابة. 

بدأ مسيرته الأدبية بكتابة مجموعة قصصية بعنوان "القمر يقتل عاشقه"، إلا أن شغفه بالسينما والتلفزيون دفعه للانتقال إلى كتابة السيناريو، حيث تتلمذ على أيدي أدباء كبار مثل نجيب محفوظ، وعبد الرحمن الشرقاوي، ويوسف إدريس، مما أثرى أسلوبه وعمق فهمه للقضايا الإنسانية.

إسهاماته الفنية

تميّز وحيد حامد بقدرته الفريدة على تناول القضايا الشائكة بجرأة وذكاء، ليصبح واحدًا من أبرز كتاب السيناريو في العالم العربي.. قدم مجموعة من الأعمال السينمائية البارزة، من بينها:
  • "البريء" (1986): فيلم يناقش العلاقة بين السلطة والفرد.
  • "طيور الظلام" (1995): استعرض الصراع بين التيارات الفكرية والسياسية في المجتمع.
  • "اللعب مع الكبار" (1991): حكاية عن أحلام البسطاء وصراعهم مع الواقع.
كما قدم للتلفزيون أعمالًا خالدة مثل مسلسل "الجماعة"، الذي تناول فيه تاريخ جماعة الإخوان المسلمين بجرأة وثائقية.

ثنائي مميز مع عادل إمام

شكّل وحيد حامد والنجم عادل إمام ثنائيًا فنيًا ناجحًا، أثمر عن أعمال أيقونية مثل:
  • "الهلفوت" (1985)
  • "الإرهاب والكباب" (1992)
  • "النوم في العسل" (1996)

التكريم والرحيل

حصل وحيد حامد على جوائز وتكريمات عديدة، منها جائزة النيل في الفنون عام 2012، وتكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2020.

في 2 يناير 2021، غيّب الموت هذا الكاتب الاستثنائي عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد أزمة صحية مفاجئة.. شُيّع جثمانه من مسجد الشرطة بمنطقة الشيخ زايد في جنازة مهيبة شارك فيها فنانون ومثقفون.

إرث خالد

وحيد حامد لم يكن مجرد كاتب سيناريو، بل مفكرًا ومثقفًا حمل قضايا مجتمعه إلى الشاشة بصدق وجرأة.. أعماله ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، شاهدة على زمن من التحديات والآمال..
في ذكرى وفاته، نستذكر وحيد حامد باعتباره رمزًا للفن الهادف، وقلمًا حارب الظلم وناصر الإنسان.

اقرأ أيضاً:

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال