أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن انطلاق الدورة السادسة والأربعين من 12 إلى 21 نوفمبر المقبل بدار الأوبرا المصرية، بمشاركة أكثر من 130 فيلماً من 50 دولة.
![]() |
| مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2025 |
تتضمن الدورة تكريمات لشخصيات بارزة ولجان تحكيم دولية، إضافة إلى فعاليات "أيام القاهرة لصناعة السينما" لدعم المواهب وتطوير الصناعة السينمائية العربية.
مهرجان فني بذاكرة مصرية
في كلمته خلال المؤتمر الصحفي، أكد رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان حسين فهمي أن مهرجان القاهرة ليس مجرد حدث فني عابر، بل هو جزء من ذاكرة مصر ووجدان كل محب للسينما في العالم العربي. وأضاف أن السينما ليست رفاهية، بل وسيلة لتشكيل الوعي الجمعي وبث الأمل في الأوقات الصعبة.
وأوضح فهمي أن الدورة الحالية تنطلق برؤية فنية وإنسانية تضع الإنسان في قلب الحكاية، وتعكس أسئلته وهواجسه، مؤكداً أن مصر ستبقى منارة للفن والإبداع في المنطقة.
بين الكلاسيكيات والاكتشافات الجديدة
من جانبه، قال المدير الفني لـ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الناقد محمد طارق إن التحضير للدورة بدأ منذ مطلع العام، مشيراً إلى أن البرنامج يجمع بين التنوع والعمق، ويضم 80 فيلماً طويلاً من 45 دولة بين الروائي والوثائقي والتحريك والتجريبي، إضافة إلى 25 فيلماً قصيراً و22 فيلماً مرمماً من التراث السينمائي المصري والعالمي.
وأكد طارق أن الاختيارات لا تراهن على الكم فقط، بل على الجودة والتجربة السينمائية الخالصة، مع اهتمام خاص بالأفلام التي تفتح آفاقاً فنية جديدة أو تعيد الاعتبار لذاكرة الفن السابع.
تكريمات من مصر والعالم
تشهد الدورة الجديدة تكريم مجموعة من المبدعين الذين أسهموا في تشكيل ملامح السينما العربية والعالمية.
من مصر، يُكرم:
مدير التصوير محمود عبد السميع
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تكريم مدير التصوير الكبير محمود عبد السميع بمنحه الهرم الذهبي لإنجاز العمر في دورته الـ46، المقرر إقامتها من 12 إلى 21 نوفمبر 2025، تقديرًا لإسهاماته البارزة في إثراء فن التصوير السينمائي المصري عبر عشرات الأفلام التسجيلية والروائية التي أضفت عمقًا بصريًا وواقعية فنية على السينما المصرية.
ويُعد عبد السميع من رواد التصوير السينمائي في مصر، حيث بدأ مسيرته في أواخر ستينيات القرن الماضي بعد تخرجه في كلية الفنون التطبيقية عام 1966، وبرز في مجال الأفلام الوثائقية قبل أن يتجه إلى السينما الروائية. يشغل حاليًا رئاسة جمعية الفيلم ومهرجانها السنوي، وترك بصمة خاصة بأسلوبه الذي يجمع بين الحس الجمالي والدقة التقنية، مما جعله واحدًا من أهم رموز الصورة في تاريخ السينما المصرية.
المخرج الكبير محمد عبد العزيز
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تكريم المخرج الكبير محمد عبد العزيز بمنحه الهرم الذهبي لإنجاز العمر في دورته الـ46، التي تُقام خلال الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025، تقديرًا لمسيرته الممتدة لأكثر من نصف قرن، قدّم خلالها عشرات الأفلام التي شكّلت جزءًا مهمًا من ذاكرة السينما المصرية. جاء الإعلان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته إدارة المهرجان ظهر اليوم بدار الأوبرا المصرية.
ويُعد محمد عبد العزيز من أبرز المخرجين في تاريخ السينما المصرية، إذ بدأ مشواره في الستينيات كمساعد مخرج في أفلام خالدة مثل القاهرة 30 وأبي فوق الشجرة وثرثرة فوق النيل، قبل أن يقدّم أول أفلامه كمخرج عام 1972 بعنوان صور ممنوعة. وتميز بأسلوبه الذي جمع بين الواقعية والكوميديا الاجتماعية، فاعتبره النقاد خليفة فطين عبد الوهاب في تجديد هذا اللون السينمائي، إلى جانب إخراجه لأفلام درامية مؤثرة مثل انتبهوا أيها السادة والحكم آخر الجلسة، ليصبح أحد العلامات البارزة في تاريخ الإخراج المصري.
النجم خالد النبوي
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تكريم النجم خالد النبوي بجائزة فاتن حمامة للتميز في دورته الـ46، المقرر إقامتها من 12 إلى 21 نوفمبر 2025، تقديرًا لمسيرته الفنية الممتدة لأكثر من 35 عامًا، والتي قدم خلالها أدوارًا خالدة في السينما والتلفزيون والمسرح، جسّد فيها قيم الفن كرسالة إنسانية وثقافية تتجاوز حدود المحلية.
بدأ النبوي مسيرته عقب تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1989، ولفت الأنظار بأدائه المميز في أفلام مثل "المهاجر" مع يوسف شاهين، و"المصير"، و"المواطن مصري"، قبل أن يخوض تجارب عالمية مع مخرجين كبار مثل ريدلي سكوت في Kingdom of Heaven، ودوغ ليمان في Fair Game. كما تألق تلفزيونيًا في أعمال بارزة مثل "بوابة الحلواني" و"إمبراطورية م"، وقدم تجربة مسرحية عالمية لافتة بتجسيده شخصية أنور السادات في مسرحية Camp David على مسرح “أرينا ستيدج” بواشنطن.
ومن خارج مصر، يُكرم:
المخرجة المجرية إلديكو إنيدي
هي مخرجة وكاتبة سيناريو مجرية وحائزة على الدب الذهبي من مهرجان برلين، وتُعد من أبرز الأصوات السينمائية في أوروبا الوسطى، وُلدت في بودابست عام 1955، وبدأت مسيرتها الفنية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث عُرفت بأسلوبها البصري الدقيق وقدرتها على الغوص في العوالم النفسية للشخصيات بأسلوب شاعري وتأملي.
حققت إنيدي شهرتها العالمية بفيلمها «عن الجسد والروح» (On Body and Soul) الذي فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2017، كما رُشح للأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. يتميز عملها بتركيزه على ثنائية الروح والجسد، والحب والوحدة، وتفكيك العلاقات الإنسانية في سياقات غير تقليدية، ما جعلها من أهم المخرجات المعاصرات في السينما الأوروبية.
الممثلة الفلسطينية هيام عباس
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن تكريم الفنانة الفلسطينية هيام عباس بمنحها جائزة الهرم الذهبي في دورته الـ46، التي تُقام خلال الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025، تقديرًا لمسيرتها الفنية الغنية وإسهاماتها في إبراز القضايا الإنسانية والاجتماعية من منظور فني راقٍ وملتزم، يعكس صوت الشعب الفلسطيني وتجارب الشعوب العربية. جاء الإعلان خلال المؤتمر الصحفي للمهرجان الذي شهد حضورًا لعدد كبير من نجوم وصُنّاع السينما المصريين والعرب.
وتُعد هيام عباس من أبرز الوجوه العربية في السينما العالمية؛ إذ وُلدت في الناصرة عام 1960، ودرست التصوير والمسرح في القدس قبل انتقالها إلى باريس في الثمانينيات. شاركت في أكثر من مئة عمل بين السينما والتلفزيون، وقدّمت أداءً مميزًا في أفلام عربية مثل حيفا وباب الشمس والجنة الآن، كما تعاونت مع مخرجين عالميين في أفلام بارزة مثل ميونيخ لستيفن سبيلبرغ ويد إلهية لإيليا سليمان وغزة مونامور للأخوين عرب وطرزان ناصر، لتصبح رمزًا فنيًا يجمع بين الأصالة العربية والحضور العالمي.
لجان التحكيم
• يرأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية المخرج التركي نوري بيلجي جيلان، الحاصل على السعفة الذهبية من مهرجان كان.
• تضم اللجنة في عضويتها المخرج الصيني جوان هو، والمونتيرة الإيطالية سيمونا باجي، والمخرجة المصرية نادين خان، والممثلة بسمة، والمخرج الروماني بوجدان موريسانو، والمخرجة التونسية ليلى بوزيد.
لجنة أسبوع النقاد الدولية: الممثلة سلمى أبو ضيف، والمخرج اللبناني إيلي داغر.
لجنة أفضل فيلم عربي: المخرج المصري كريم الشناوي، والمنتجة الأردنية رولا ناصر، والمخرج السعودي وائل أبو منصور.
لجنة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (FIPRESCI): يرأسها الناقد المصري أحمد شوقي.
لجنة NETPAC للفيلم الآسيوي: تضم د. أحمد السعيد من مصر، وبينا باول من الهند، وسيلين روستان من فرنسا.
كما تضم لجان المسابقات الأخرى
أفلام المسابقة الدولية
تضم المسابقة الدولية 12 فيلماً من مختلف أنحاء العالم، منها:
• الفيلم التونسي "اغتراب"
فيلم طويل للمخرج التونسي مهدي هميلي يتناول أزمة شخصية واجتماعية تنطلق من حادث مأساوي في بيئة عمل (مصنع/مصنع صلب)، فيتبع أحد الشخصيات رحلة مواجهة داخلية وخارجية مع تبعات الحادث وتأثيرها على الذاكرة والهوية؛ العمل مشترك الإنتاج وعُرض ضمن برنامج مهرجانات 2025 قبل إدراجه في مسابقة القاهرة.
• الفيلم التركي "الأشياء التي تقتلها"
فيلم إثارة/غموض كتبه وأخرجه علي رضا خاتمي (Alireza Khatami)، يتركز حول أستاذ جامعي يعود إلى بلدته بعد غياب ويقتفي أثر وفاة والدته المريبة، فتتكشف أسرار عائلية ومشكلات اجتماعية وتتصاعد الأحداث نحو مواجهة مع العنف الذكوري؛ عمل نال تغطية نقدية في مهرجانات دولية وعُرض في مسابقات 2025.
• الفيلم المغربي "زنقة مالقة" –
فيلم للمخرجة المغربية مريم التوزاني يستلهم ذاكرة وهُوية مدينة طنجة وعلاقة الأجيال والهجرات والثقافات المتعددة؛ وُصف بأنه عمل يحتفل بالحياة ويستقي عناصره من قصص شخصية/عائلية، وشارك في دورة 2025 من مهرجانات دولية ويمثل إضافة إلى مسيرة توزاني التي لاقت إشادة نقدية مع أفلامها السابقة.
• الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" –
فيلم روائي للتوأمين الطرزان وعرب ناصر يقدّم صورة سينمائية عن غزة من منظور معاصر، وسُجل له حضور مميز في مهرجانات كبرى (حصل على جائزة إخراج في قسمٍ دولي بمهرجان كان 2025)؛ العمل يجمع بين القضايا الاجتماعية والسياسية وحكاية شخصية أو شبابية تُظهر تعقيدات الحياة اليومية تحت ظروف شديدة الصعوبة.
• الفيلم اللبناني "ثريا، حبي" – إخراج رنا عيد
• الفيلم البلجيكي "الركض الصامت" – إخراج ديدييه لافورج.
• الفيلم المالطي "صفصافة" – إخراج نيكولاس بيسون.
• الفيلم الكندي "ليس للموت وجود" – إخراج كريس رينولدز.
أيام القاهرة لصناعة السينما
تحظى "أيام القاهرة لصناعة السينما" هذا العام بحضور مميز، إذ أوضح مديرها الناقد محمد سيد عبد الرحيم أن الدورة السابعة ستكون استثنائية في المحتوى والتنظيم.
وأشار إلى أن عدد المشاركات تضاعف مقارنة بالعام الماضي، مع انضمام مؤسسات دولية كبرى مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يعزز البعد العالمي للبرنامج.
كما كشف عبد الرحيم عن إطلاق برنامج جديد بعنوان Cairo For Me يستفيد منه أكثر من 380 صانع أفلام شاب يعانون من صعوبة التواصل مع جهات الإنتاج، مؤكداً أن الهدف هو ربط المواهب الجديدة بالمنتجين والموزعين ومسؤولي الدعم والتمويل لتطوير صناعة السينما العربية.
مهرجان القاهرة السينمائي يعلن قائمة أفضل 25 فيلم مصري في آخر 25 عام
"بحب السيما" يتصدر قائمة أفضل 25 فيلمًا مصريًا في الربع قرن الأخير .. اختيار يثير الجدل ويفتح أبواب النقد
في خطوة لافتة تهدف إلى توثيق وأرشفة المشهد السينمائي المصري المعاصر، أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن قائمته المنتظرة التي تضم أفضل 25 فيلماً مصرياً في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
![]() |
| أفضل 25 فيلم في الربع الأول من القرن الـ 21 |
هذه القائمة لم تكن مجرد اختيار عشوائي، بل جاءت كثمرة استفتاء نقدي رفيع المستوى، تم بالتعاون المشترك بين المهرجان، والاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (FIPRESCI - فيبريسي)، وجمعية نقاد السينما المصريين.
جاء هذا الاستفتاء في سياق احتفالات "فيبريسي" بمرور مئة عام على تأسيسه (1925-2025)، وهو ما أضفى على الحدث بعداً دولياً وتاريخياً.
وقد تم الإعلان الرسمي عن هذا التعاون الطموح في جناح مصر بسوق كان للأفلام خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في مايو 2025، مما أكد على الأهمية التي يوليها المهرجان للحوار النقدي العالمي.
ومع أن القائمة تستهدف بشكل دقيق الأفلام التي صدرت منذ 1 يناير 2001، فإن الخطاب الإعلامي والنقدي المحيط بالحدث غالباً ما يشير إلى الفترة "2000–2025" كإطار زمني عام، وهو ما يعكس رغبة في تحليل شامل لمرحلة الألفية الجديدة بأكملها، بما شهدته من تحولات جذرية على المستويين الفني والإنتاجي.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تأسّس في عام 1976، لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد المهرجانات السينمائية الرائدة في العالم العربي وأفريقيا.
ويحمل المهرجان تصنيف "A" من "الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام" (FIAPF)، وهو التصنيف الأعلى الممنوح للفعاليات السينمائية الدولية الرسمية، مما يجعله منصة مثالية لإطلاق مثل هذه المبادرات النقدية الكبرى.
فيبريسي - المظلة العالمية انقاد السينما
أما "فيبريسي"، الذي أنشئ في بروكسل عام 1925، فيُعد المظلة العالمية لنقاد السينما، حيث يضم جمعيات نقاد من أكثر من 50 دولة، ويعمل على الترويج للثقافة السينمائية والدفاع عن المصالح المهنية للنقاد حول العالم.
آلية التصويت والمعايير .. دقة الأرشفة ومرونة التقييم
لضمان الشمولية والدقة، اتبع الاستفتاء آلية عمل منهجية، حيث أُرسلت استمارات التصويت إلى جميع أعضاء جمعية نقاد السينما المصريين، مرفقة بقائمة ضخمة ومفصلة تضم 881 فيلماً طويلاً. هذه القائمة تمثل كل الإنتاج السينمائي المصري الذي عُرض جماهيريًا في الفترة من 1 يناير 2001 حتى 31 يوليو 2025.
أحد أبرز ملامح هذا الاستفتاء هو معياره الشامل للعرض الجماهيري، إذ لم تقتصر القائمة على الأفلام التي عُرضت في دور السينما التقليدية فحسب، بل شملت أيضاً تلك التي طُرحت مباشرة عبر القنوات الفضائية أو عبر المنصات الرقمية.
هذا التوجه يعكس فهمًا عميقًا لتغيرات خريطة الإنتاج والتوزيع في العصر الحديث، ويهدف إلى تمكين المنافسة العادلة بين كل الأشكال الإنتاجية المعاصرة، من الأفلام التجارية الضخمة إلى الأفلام المستقلة التي وجدت حياتها على المنصات الرقمية.
ورغم أن الأشهر الخمسة الأخيرة من عام 2025 لم تُدرج رسميًا في القائمة الأولية المرسلة للنقاد، فقد أشارت الجهة المنظمة إلى أنه تم التعامل مع هذا النقص بأسلوب داخلي، لضمان أن يتم الإعلان عن نتائج الاستفتاء في موعده المحدد ضمن فعاليات المهرجان.
هذا القرار، وإن كان عمليًا، أثار بعض التساؤلات النقدية حول مدى قدرة النقاد على تقييم أفلام حديثة جدًا لم تأخذ وقتها الكافي في التلقي النقدي والجماهيري.
كانت الاستجابة للاستفتاء لافتة ومُعتبرة، حيث شارك 63 ناقدًا وناقدة من أعضاء الجمعية، وأرسلوا قوائمهم الشخصية في الموعد المحدد، مما منح القائمة النهائية ثقلاً وشرعية نقدية كبيرة.
نتائج الاستفتاء أفضل 25 فيلمًا في الربع الأول من القرن الـ 21
جاءت القائمة النهائية، التي تمثل خلاصة اختيارات النقاد، متنوعة ومليئة بالمفاجآت، وتعكس التيارات المختلفة التي شكلت السينما المصرية في ربع القرن الأخير، الترتيب الرسمي الذي أعلنته الجهة المنظمة جاء كالتالي:
قائمة أفضل 25 فيلماً مصرياً (2001-2025): تحليل تفصيلي
فيما يلي تحليل موسع لكل فيلم من الأفلام التي تم اختيارها ضمن استفتاء نقاد السينما المصريين، مع التركيز على قيمته الفنية والسردية وتأثيره في المشهد السينمائي.
1. بحب السيما (2004) – أسامة فوزي
القصة: تدور أحداث الفيلم في مصر خلال فترة الستينيات، ويروي من خلال عيون الطفل "نعيم" (يوسف عثمان) قصة أسرة مسيحية قبطية. الأب "عدلي" (محمود حميدة) موظف حكومي متزمت دينياً، يرى في كل مظاهر الفن والبهجة خطيئة، وعلى رأسها السينما التي يعشقها ابنه. الأم "نعمات" (ليلى علوي) فنانة تشكيلية مكبوتة، تحاول إيجاد متنفس لها بين صرامة زوجها وشغف ابنها. الفيلم هو صرخة جريئة ضد التشدد والقمع باسم الدين، واحتفاء ساحر بقوة الفن والسينما كأدوات للتحرر واكتشاف الذات.
الأهمية النقدية: أثار الفيلم جدلاً واسعاً عند عرضه بسبب تناوله الحساس للعلاقة بين الدين والفن داخل أسرة مسيحية، وهو ما لم يكن مألوفاً في السينما المصرية. أشاد به النقاد لجرأته في الطرح، ولغته السينمائية الغنية، والأداء الاستثنائي لأبطاله، خاصة الطفل يوسف عثمان ومحمود حميدة. يعتبر من أهم الأفلام التي ناقشت التعصب الديني وأثره على الفرد والمجتمع.
الأبطال: محمود حميدة، ليلى علوي، يوسف عثمان، منة شلبي، عايدة عبد العزيز.
2. رسائل البحر (2010) – داود عبد السيد
القصة: "يحيى" (آسر ياسين)، طبيب شاب، يعاني من صعوبة في النطق (تهتهة)، مما يجعله عرضة للتنمر والسخرية. يقرر ترك مهنة الطب والهروب من القاهرة إلى مدينته الأم الإسكندرية، ليعمل صياداً. هناك، يبدأ في تلقي رسائل غامضة في زجاجات يلقيها البحر، وتتقاطع حياته مع شخصيات متنوعة ومعقدة، من بينها "نورا" (بسمة) الفتاة الإيطالية التي تعمل في الدعارة، و"فريدة" (مي كساب) التي تبحث عن الحب. الفيلم رحلة شاعرية وفلسفية عن البحث عن الذات، والتواصل الإنساني الذي يتجاوز الكلمات.
الأهمية النقدية: يُعد الفيلم عودة قوية للمخرج داود عبد السيد بعد غياب طويل. أشاد النقاد باللغة البصرية الشاعرية، والسيناريو العميق الذي يطرح أسئلة وجودية، والأداء المتميز لآسر ياسين. اعتبره الكثيرون تحفة سينمائية حديثة وواحدًا من أكثر أفلام عبد السيد نضجًا.
الأبطال: آسر ياسين، بسمة، مي كساب، محمد لطفي.
3. مواطن ومخبر وحرامي (2001) – داود عبد السيد
القصة: "سليم" (خالد أبو النجا) روائي شاب من طبقة راقية، يعيش في عزلة اختيارية. بعد سرقة منزله، يتعرف على الحرامي "شريف" (شعبان عبد الرحيم) والمخبر "فتحي" (صلاح عبد الله). تنشأ بينهم علاقة ثلاثية غريبة، حيث يستلهم سليم من حياتيهما شخصيات لروايته الجديدة، بينما يتأثران هما بعالمه المثقف. الفيلم هو دراسة اجتماعية وفلسفية ذكية حول تقاطع مصائر ثلاث طبقات اجتماعية مختلفة، وكيف يؤثر كل منهم في الآخر.
الأهمية النقدية: شكل الفيلم مفاجأة كبيرة عند عرضه، خاصة لاختيار المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم في دور رئيسي، والذي قدم أداءً تلقائياً أشاد به النقاد. الفيلم يُعتبر من كلاسيكيات داود عبد السيد، ويتميز بحواره الذكي وقدرته على تحليل الشخصية المصرية المعاصرة ببراعة.
الأبطال: خالد أبو النجا، شعبان عبد الرحيم، صلاح عبد الله، هند صبري.
4. باب الشمس (2004) – يسري نصر الله
القصة: الفيلم مقسم إلى جزأين ("الرحيل" و"العودة")، وهو مقتبس عن رواية الكاتب اللبناني إلياس خوري. يروي الفيلم ملحمة تاريخية وإنسانية تؤرخ للقضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى أواخر القرن العشرين، من خلال قصة حب تجمع بين "يونس" المناضل الفلسطيني، وزوجته "نهيلة". يرقد يونس في غيبوبة في مستشفى بالجليل، ويقوم صديقه "خليل" برواية تاريخ فلسطين له على أمل أن يوقظه من غيبوبته.
الأهمية النقدية: يُعتبر من أهم وأضخم الأعمال السينمائية التي تناولت القضية الفلسطينية من منظور إنساني واجتماعي وليس فقط سياسياً. تم اختيار الفيلم للعرض في مهرجان كان السينمائي خارج المسابقة الرسمية، وحظي بإشادة نقدية عالمية واسعة لضخامته السردية والبصرية، وقدرته على تجسيد الذاكرة الفلسطينية.
الأبطال: باسم سمرة، هيام عباس، نادرة عمران، باسل خياط.
5. في شقة مصر الجديدة (2007) – محمد خان
القصة: نورا (غادة عادل)، مدرسة موسيقى شابة من المنيا، تأتي إلى القاهرة بحثًا عن معلمتها القديمة التي علمتها الموسيقى في طفولتها. خلال رحلتها تتعرف على يحيى (خالد أبو النجا)، ضابط شرطة يعاونها في بحثها، وتنشأ بينهما علاقة رقيقة. الفيلم يرسم صورة شاعرية للقاهرة الحديثة، بتناقضاتها بين القسوة والرومانسية.
الأهمية النقدية: أحد أجمل أفلام محمد خان في سنواته الأخيرة، يتميز بحساسية مفرطة في تصوير العلاقات الإنسانية، وبساطة السرد البعيد عن المبالغة. اعتبره النقاد تجسيدًا لروح خان في احتفاءه بالتفاصيل اليومية البسيطة.
الأبطال: غادة عادل، خالد أبو النجا، أحمد راتب، يسرا اللوزي.
6. سهر الليالي (2003) – هاني خليفة
القصة: يتناول الفيلم حياة أربع أزواج من الأصدقاء على مدى ثلاث ليالٍ في رحلة صيفية بالإسكندرية. تتكشف من خلالها أزمات زوجية وخيانات ومواجهات حادة، تكشف هشاشة العلاقات الإنسانية خلف المظاهر الهادئة.
الأهمية النقدية: يُعتبر نقلة في السينما المصرية مطلع الألفية الجديدة، بسبب جرأته في مناقشة قضايا العلاقة الزوجية والجنس والخيانة بشكل صريح. حظي الفيلم بثناء واسع على مستوى الحوار الواقعي والأداء الجماعي المتميز.
الأبطال: منى زكي، شريف منير، أحمد حلمي، حنان ترك، فتحي عبد الوهاب، خالد أبو النجا، علا غانم.
7. أحلى الأوقات (2004) – هالة خليل
القصة: ثلاث صديقات تفرّقهن الحياة لسنوات طويلة، لكنهن يلتقين مجددًا بعد رسالة غامضة. يجتمعن ليكتشفن ذواتهن من جديد ويواجهن حياتهن المتغيرة. الفيلم مزيج من الكوميديا والدراما عن الصداقة، الحب، ومرور الزمن.
الأهمية النقدية: أولى تجارب هالة خليل الإخراجية الطويلة، التي تميزت بلمسة أنثوية مختلفة في السرد، وأسلوب إنساني دافئ. يُعتبر من أبرز الأفلام النسوية المصرية في العقد الأول من الألفية.
الأبطال: منة شلبي، هند صبري، حنان ترك، خالد صالح.
8. ميكروفون (2010) – أحمد عبد الله السيد
القصة: خالد (خالد أبو النجا) يعود إلى الإسكندرية بعد سنوات من الغياب، ليجد نفسه في قلب مشهد فني بديل يضم موسيقيي "الأندرجراوند"، رسامي الجرافيتي، والهيب هوب. الفيلم يرصد ثورة جيل جديد يبحث عن التعبير بحرية.
الأهمية النقدية: فيلم مستقل مهم جداً، قدم مشهدًا لم يكن معروفًا قبل ثورة يناير، وصار وثيقة بصرية عن الثقافة البديلة في مصر. فاز بجوائز دولية في مهرجانات قرطاج وتورنتو.
الأبطال: خالد أبو النجا، ياسمين رئيس، هاني عادل، فرقة مسار إجباري.
9. إبراهيم الأبيض (2009) – مروان حامد
القصة: إبراهيم (أحمد السقا) يعيش في العشوائيات ويفقد والده على يد عصابة، ليكبر وسط عالم من العنف والجريمة، ويواجه صراعات دموية مع زعيم العصابة "عبد الملك زرزور" (محمود عبد العزيز).
الأهمية النقدية: أحد أضخم إنتاجات الأكشن في السينما المصرية. جمع بين العنف الخام والدراما المأساوية، وبرز فيه الأداء القوي لمحمود عبد العزيز وأحمد السقا. اعتُبر الفيلم علامة فارقة في سينما الحركة المصرية.
الأبطال: أحمد السقا، محمود عبد العزيز، هند صبري، عمرو واكد.
10. عمارة يعقوبيان (2006) – مروان حامد
القصة: مأخوذ عن رواية علاء الأسواني الشهيرة. تدور الأحداث داخل عمارة وسط القاهرة تجمع سكاناً من طبقات اجتماعية مختلفة، من أرستقراطي سابق، إلى ضابط شرطة فاسد، إلى شاب فقير يبحث عن فرصة. كل شخصية تمثل تحولات المجتمع المصري في العقود الأخيرة.
الأهمية النقدية: أضخم إنتاج مصري في حينه، ومثال للسينما الروائية الاجتماعية الملحمية. أثار جدلاً واسعاً بسبب جرأته في تناول الفساد والدين والجنس.
الأبطال: عادل إمام، يسرا، خالد صالح، هند صبري، نور الشريف، خالد الصاوي.
11. آخر أيام المدينة (2016) – تامر السعيد
القصة: خالد (خالد عبد الله)، مخرج سينمائي شاب، يحاول تصوير فيلم عن القاهرة قبيل ثورة يناير، بينما يعيش صراعًا داخليًا مع رحيل والدته وأزماته العاطفية. تتقاطع حكايته مع قصص أصدقائه في بغداد وبيروت وبرلين.
الأهمية النقدية: فيلم تجريبي شاعري، شارك في أكثر من 60 مهرجانًا عالميًا منها برلين، ونال إشادة واسعة بصفته شهادة فنية عن مدينة تعيش على حافة الانفجار.
الأبطال: خالد عبد الله، ليلى صبحي، مريم صالح.
12. معالي الوزير (2003) – سمير سيف
القصة: رأفت رستم (أحمد زكي)، وزير ناجح سياسيًا لكنه غارق في الفساد، يُصاب بأرق شديد يجعله يرى كوابيس ويشعر بالذنب، فيبدأ محاسبة نفسه.
الأهمية النقدية: كوميديا سوداء سياسية ساخرة، اعتُبرت من أقوى أدوار أحمد زكي في الألفية الجديدة، حيث جسد شخصية مركبة بين السلطة والضعف الإنساني.
الأبطال: أحمد زكي، لبلبة، أحمد رزق.
13. احكي يا شهرزاد (2009) – يسري نصر الله
القصة: هبة (منى زكي)، مذيعة تليفزيونية شهيرة، تدخل في صراع مع زوجها بسبب حلقات برنامجها التي تناقش قضايا النساء ومعاناتهن مع العنف الذكوري.
الأهمية النقدية: فيلم جريء في نقد المجتمع الأبوي، قدم مجموعة قصص نسائية مؤثرة. أثار جدلاً واسعًا بسبب صراحته في مناقشة قضايا الجنس والعنف الأسري.
الأبطال: منى زكي، حسن الرداد، محمود حميدة.
14. الخروج للنهار (2012) – هالة لطفي
القصة: يوم كامل في حياة فتاة فقيرة ترعى والدها المريض وأمها في شقة ضيقة، في تصوير شديد الواقعية للحياة اليومية القاسية.
الأهمية النقدية: فيلم مستقل حاصل على عدة جوائز عالمية، اعتبره النقاد أحد أبرز أفلام الواقعية الجديدة في مصر، بأداء تمثيلي طبيعي وصورة شديدة الصدق.
الأبطال: دنيا ماهر، أحمد لطفي.
15. الأبواب المغلقة (2001) – عاطف حتاتة
القصة: محمد، مراهق يعيش مع أمه في القاهرة، يتأثر بخطاب التطرف الديني في فترة حرب الخليج، فينعكس ذلك على حياته وعلاقاته.
الأهمية النقدية: فيلم صادم وجريء في كشف جذور التطرف في المجتمع المصري. منع من العرض لفترة طويلة بسبب حساسيته السياسية والدينية.
الأبطال: محمود حميدة، سوسن بدر، أحمد عزمي.
16. ريش (2021) – عمر الزهيري
القصة: أب يتحول فجأة إلى دجاجة في حفل عيد ميلاد ابنه، لتُترك الأسرة الفقيرة في مواجهة قسوة الحياة.
الأهمية النقدية: فيلم سريالي حصل على جائزة "أسبوع النقاد" في مهرجان كان، ليكون أول فيلم مصري ينال هذا التكريم. أثار جدلاً كبيرًا في مصر بسبب رؤيته السوداوية.
الأبطال: دميانة نصار، سامي بشري.
17. جنينة الأسماك (2008) – يسري نصر الله
القصة: مذيعة برامج ليلية (هند صبري) وطبيب تخدير (عمرو واكد) يعيشان عزلة في القاهرة، دون أن يلتقيا أبدًا، لكن قصتيهما تسيران في خط متوازٍ.
الأهمية النقدية: فيلم شاعري عن الوحدة والعزلة في المدينة الحديثة، بأسلوب بصري جذاب وموسيقى مميزة.
الأبطال: هند صبري، عمرو واكد، باسم سمرة.
18. البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو (2025) – خالد منصور
القصة: كوميديا سوداء عن رجل يواجه متاهة بيروقراطية عبثية في محاولته الخروج من دائرة لا تنتهي من التعقيدات.
الأهمية النقدية: من أحدث أفلام السينما المستقلة المصرية، أشاد به النقاد لأسلوبه الساخر الذي يجمع بين الفانتازيا والواقع.
الأبطال: أحمد كمال، سلمى حسن.
🔗 رابط المشاهدة (سيُضاف الرابط عند طرحه رسميًا)
19. فتاة المصنع (2013) – محمد خان
القصة: هيام (ياسمين رئيس)، فتاة بسيطة تعمل في مصنع ملابس، تعيش قصة حب مع شاب يتخلى عنها، فتواجه قسوة المجتمع ونظرته الجائرة.
الأهمية النقدية: عودة قوية لمحمد خان، حصل على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دبي السينمائي. الفيلم يقدم معالجة نسوية إنسانية مؤثرة.
الأبطال: ياسمين رئيس، هاني عادل، سلوى خطاب.
20. واحد صفر (2009) – كاملة أبو ذكري
القصة: مجموعة شخصيات تتقاطع مصائرها خلال يوم مباراة مصر والجزائر الحاسمة، لتكشف خلفيات اجتماعية وإنسانية متنوعة.
الأهمية النقدية: فيلم جماعي متميز، يعتبر من أفضل أعمال كاملة أبو ذكري، يجمع بين الدراما الواقعية وصورة بانورامية للمجتمع.
الأبطال: نيللي كريم، إلهام شاهين، أحمد الفيشاوي، خالد أبو النجا.
21. أوقات فراغ (2006) – محمد مصطفى
القصة: مجموعة من الشباب المراهقين من الطبقة العليا يعيشون حياة عبثية من الجنس والمخدرات والفراغ، في مواجهة قسوة الواقع.
الأهمية النقدية: شكل صدمة عند عرضه بسبب جرأته غير المسبوقة في تناول حياة المراهقين. اعتبره البعض صوت جيل جديد يبحث عن هويته.
الأبطال: أحمد حاتم، كريم قاسم، عمرو عابد.
22. الجزيرة (2007) – شريف عرفة
القصة: مبني على قصة حقيقية لتاجر مخدرات وسلاح في صعيد مصر، عزت حنفي، الذي يسيطر على جزيرة بأكملها، قبل أن تتم مواجهته أمنيًا.
الأهمية النقدية: من أنجح الأفلام تجاريًا ونقديًا، جمع بين الأكشن والإثارة والدراما الصعيدية. أداء أحمد السقا ومحمود ياسين كان بارزًا.
الأبطال: أحمد السقا، محمود ياسين، هند صبري.
23. أبو زعبل 89 (2025) – بسام مرتضى
القصة: دراما نفسية تدور أحداثها داخل سجن "أبو زعبل" سنة 1989، حيث تتكشف علاقة معقدة بين سجين وسجان.
الأهمية النقدية: من أحدث الإنتاجات التي تطرح قضايا السجون والسلطة بأسلوب نفسي عميق.
الأبطال: سيد رجب، أحمد مالك.
🔗 رابط المشاهدة (سيُضاف لاحقًا عند توفر نسخة رسمية)
24. هي فوضى (2007) – يوسف شاهين & خالد يوسف
القصة: أمين شرطة (خالد صالح) يفرض سطوته الفاسدة على حي شعبي، ويستغل سلطته ضد الأهالي، حتى تثور ضده الجماهير.
الأهمية النقدية: آخر أفلام يوسف شاهين، بمثابة وصية سينمائية صاخبة ضد القمع والفساد. الفيلم كان تنبؤًا مبكرًا بروح الثورة.
الأبطال: خالد صالح، منة شلبي، يوسف الشريف.
25. الضيف (2019) – هادي الباجوري
القصة: عائلة مصرية تستضيف شابًا غامضًا على العشاء، لتتصاعد الأحداث في حوار فلسفي بين الأب المفكر العلماني والضيف المتطرف.
الأهمية النقدية: سينما حوارية فكرية مثيرة للجدل، كتبها إبراهيم عيسى. اعتُبر من أكثر الأفلام جرأة في طرح الصراع بين الفكر الديني والعلماني.
الأبطال: خالد الصاوي، أحمد مالك، شيرين رضا، جميلة عوض.
تحليل إحصائي ونقدي: قراءة في الأرقام وما وراءه
بمجرد الإعلان عن القائمة، بدأت الصحافة المختصة في تفكيكها وتحليل دلالاتها الإحصائية والنقدية، والتي كشفت عن ملامح مهمة للمشهد السينمائي.
هيمنة أسماء كبيرة وحضور لافت للشباب
- تبين أن المخرج يسري نصرالله هو الأكثر تمثيلاً في القائمة، بوجود ثلاثة أفلام له (باب الشمس، جنينة الأسماك، احكي يا شهرزاد)، أي ما يعادل 12% من إجمالي القائمة.
- هذا الحضور يعكس تقدير النقاد الكبير لسينما نصرالله ذات الطابع السياسي والاجتماعي العميق، وقدرته على تقديم أعمال ملحمية وشخصية في آن واحد.
- تساوى في المرتبة التالية ثلاثة من أهم مخرجي السينما المصرية، وهم داود عبدالسيد (رسائل البحر، مواطن ومخبر وحرامي)، محمد خان (في شقة مصر الجديدة، فتاة المصنع)، ومروان حامد (إبراهيم الأبيض، عمارة يعقوبيان)، حيث حظي كل منهم بفيلمين في القائمة، أي بنسبة تقارب 8% لكل منهم. حضور عبدالسيد وخان يؤكد على استمرارية تأثير جيل الواقعية الجديدة، بينما يمثل حامد الجيل الأحدث الذي نجح في تحقيق معادلة صعبة بين القيمة الفنية والنجاح الجماهيري.
- إلى جانب هؤلاء، برزت أسماء شابة ومستقلة مثل أحمد عبد الله السيد (ميكروفون)، تامر السعيد (آخر أيام المدينة)، هالة لطفي (الخروج للنهار)، وعمر الزهيري (ريش)، مما يشير إلى أن النقاد كانوا منفتحين على التجارب السينمائية الجديدة والمختلفة التي ظهرت بعيدًا عن السينما التجارية السائدة.
![]() |
| يسري نصر الله - المخرج الأكثر تمثيلاً بـ 3 أعمال بالقائمة |
حضور نسائي محدود ومؤثر
كان حضور المخرجات في القائمة محدودًا ولكنه نوعي، حيث ضمت القائمة ثلاث مخرجات فقط، وهن: هالة خليل عن فيلم "أحلى الأوقات"، كاملة أبو ذكري عن فيلم "واحد صفر"، وهالة لطفي عن فيلم "الخروج للنهار".
هذا التمثيل، الذي لا يتجاوز 12% من القائمة، يعكس بوضوح التحديات التي لا تزال تواجهها المخرجات في الحصول على فرص إنتاجية تضعهن في دائرة الضوء النقدي والجماهيري. ومع ذلك، فإن الأفلام المختارة لهن تتميز جميعها بمعالجة قضايا اجتماعية ونسوية بجرأة وعمق.
هند صبري .. نجمة القائمة
على صعيد الممثلين، كشفت التقارير الصحفية عن ظاهرة لافتة، وهي الحضور الطاغي للممثلة هند صبري، حيث ظهرت صبري في ستة أفلام ضمن القائمة، وهي: "مواطن ومخبر وحرامي"، "أحلى الأوقات"، "عمارة يعقوبيان"، "جنينة الأسماك"، "إبراهيم الأبيض"، و"الجزيرة". هذا الرقم القياسي، الذي يعني ظهورها في 24% من أفلام القائمة، يجعلها الممثلة الأكثر حضورًا، ويعكس قدرتها الفائقة على اختيار أدوار متنوعة ومهمة في أفلام ذات قيمة فنية عالية، مما جعلها "نجمة النقاد" بامتياز خلال هذه الفترة.
التوزع الزمني والزخم الإبداعي
أظهر تحليل التوزع الزمني للأفلام أن هناك سنوات معينة شهدت زخمًا إبداعيًا كبيرًا. برزت سنوات 2001، 2004، 2007، و2009 كأكثر السنوات إنتاجًا للأفلام النوعية، حيث ضمت كل سنة منها فيلمين أو ثلاثة ضمن القائمة. الغالبية العظمى من الأفلام تعود إلى العقد الأول من الألفية، وهي الفترة التي شهدت تحولات تقنية وإنتاجية هامة، مثل بداية التحول إلى السينما الرقمية، وظهور جيل جديد من المخرجين الذين قدموا موضوعات اجتماعية وثقافية أكثر تنوعًا وجرأة.
ملاحظات نقدية عامة وجدل حول الاختيارات
- لم تخلُ القائمة من إثارة الجدل، وهو أمر صحي وطبيعي في أي استفتاء نقدي، بعض الروايات الصحفية أشارت إلى أن تتويج فيلم "بحب السيما" بالمركز الأول كان مفاجئًا للبعض، فعلى الرغم من قيمته الفنية وقضيته الهامة، إلا أنه يُعتبر فيلمًا ذا طابع ترفيهي واجتماعي، وليس بالضرورة من نوع "الأعمدة الفنية الكبرى" التي اعتاد النقاد وضعها في صدارة قوائمهم، والتي غالبًا ما تميل إلى أفلام أكثر نخبوية أو تجريبية؛ هذا الاختيار قد يعكس تحولًا في ذائقة النقاد أنفسهم نحو أفلام قادرة على التواصل مع جمهور أوسع دون التخلي عن عمقها الفكري.
- اختيار أفلام حديثة جدًا صادرة في عام 2025، مثل "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" و"أبو زعبل 89"، أثار تساؤلات حول المعايير الزمنية للتقييم: هل يمكن تقييم فيلم قريب الإصدار بنفس العدالة والموضوعية التي يُقيّم بها فيلم مرّت عليه سنوات من التداول والنقد والمشاهدة المتكررة؟ - الجهة المنظمة بررت ذلك بضرورة الالتزام بموعد الإعلان، لكن هذا يظل نقطة نقاش مهمة حول منهجيات التقييم النقدي.
- أخيرًا، أعادت القائمة تسليط الضوء على الفجوة الجندرية في صناعة السينما، حيث أن التمثيل النسبي للمخرجين الذكور يفوق بنسبة كبيرة (حوالي 88% من الأفلام) مقابل 12% فقط للإناث، مما يؤكد على أن التحديات التي تواجهها المخرجات لا تزال قائمة وبقوة.
ماذا بعد الإعلان - نحو التوثيق والحوار النقدي
لم يكتفِ مهرجان القاهرة بالإعلان عن القائمة فقط، بل أعلن عن خطة طموحة للبناء عليها، سيقوم المهرجان بإصدار كتاب توثيقي شامل ضمن إصداراته في الدورة 46 (12–21 نوفمبر 2025). سيتضمن هذا الكتاب:
- نتائج الاستفتاء كاملة مع جداول النقاط التفصيلية وترتيب جميع الأفلام التي حصلت على أصوات.
- تحليلاً نقديًا مفصلاً لكل فيلم من الأفلام الـ 25، يكتبه نخبة من النقاد المشاركين، يتناول السياق الفني والإنتاجي، المضمون الفكري، التجربة الإخراجية، وتلقي النقاد والجمهور للفيلم عند صدوره.
- رصدًا موسعًا لأهم الظواهر الفنية والإنتاجية في السينما المصرية منذ بداية الألفية، مثل التحول إلى الرقمنة، صعود السينما المستقلة، دور المنصات الرقمية في تغيير أنماط المشاهدة والإنتاج، التغيرات في آليات التمويل والدعم الحكومي، والتوجهات السردية الجديدة نحو قضايا الهوية والجندر والطبقة.
- إضافة إلى الكتاب، سيتم عقد جلسة نقاشية خاصة خلال فعاليات المهرجان، تجمع بين النقاد والمخرجين الذين وردت أفلامهم في القائمة، بالإضافة إلى المنتجين والمعنيين بصناعة السينما.
بهدف ذلك إلى فتح حوار نقدي بناء حول دلالات القائمة، ومناقشة التحديات والفرص التي تواجه السينما المصرية المعاصرة، ورسم رؤى مستقبلية للصناعة.
بهذه الخطوات، يتحول الاستفتاء من مجرد قائمة جامدة إلى مشروع ثقافي متكامل، يهدف إلى الأرشفة، والتحليل، واستشراف المستقبل، مؤكدًا على أن السينما ليست مجرد فن للمشاهدة، بل هي ذاكرة أمة ومادة حية للنقاش الفكري المستمر.
وبهذا الاستفتاء، لا يقتصر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على تكريم 25 فيلمًا فحسب، بل يضع خريطة بصرية ونقدية تعكس تحولات السينما المصرية خلال ربع قرن من الزمان، قائمة تحمل بين طياتها أصوات مخرجين كبار وتجارب شابة، وتعكس جدلية مستمرة بين الفن والجمهور، وبين الحلم والواقع، ومع إصدار الكتاب التوثيقي ومناقشته في الدورة المقبلة، يبدو أن المهرجان يسعى لترسيخ ذاكرة سينمائية تُضيء الحاضر وتفتح أبواب المستقبل أمام جيل جديد من المبدعين.
اقرأ أيضًا:


