كل ما تريد معرفته عن جائزة نوبل في الأدب.. اكتشف طرق الترشح والفائزين بها منذ 1901 وحتى اليوم

جائزة نوبل للأدب: نشأة الجائزة

تعد جائزة نوبل في الأدب واحدة من أرفع الجوائز الأدبية في العالم، وتمنح سنويًا من قبل الأكاديمية السويدية، وتأسست الجائزة وفقًا لإرادة ألفريد نوبل، المخترع السويدي لمادة الديناميت وصاحب مبادئ أساسية في العلم والثقافة، حيث نصّت وصيته عام 1895 على تخصيص جزء من ثروته السنوية لتكريم الذين "يبدعون أعمالًا أدبية ذات توجه مثالي" وتساهم في خدمة الإنسانية.


جائزة نوبل في الأدب
جائزة نوبل في الأدب 


تم الإعلان عن أول جائزة نوبل في الأدب عام 1901، ومنذ ذلك الحين أصبحت الجائزة مرجعًا عالميًا للتميز الأدبي، وتمنح للكتّاب والشعراء الذين قدموا مساهمات متميزة في الأدب على مستوى عالمي.

حول الجائزة

تركز جائزة نوبل للأدب على:

  • التميز الأدبي: الإبداع في اللغة والأسلوب والأفكار
  • التأثير الإنساني والثقافي: قدرة الأعمال على إلهام القراء والتأثير في الفكر والمجتمع.
  • الأصالة والابتكار: تقديم رؤى جديدة وتطوير أشكال أدبية مبتكرة.
  • اختيار الفائزين: يتم عبر الأكاديمية السويدية، التي تضم 18 عضوًا دائمًا، وتعمل وفق نظام سري للغاية لضمان نزاهة الاختيار.
  • الفائزون بالجائزة حتى الآن: منحت جائزة نوبل في الأدب حتى الآن لأكثر من 110 شخصًا من مختلف القارات واللغات، مع بعض السنوات التي لم تُمنح فيها الجائزة بسبب الحروب أو النزاعات العالمية.

التنوع الجغرافي، اللغات المكرّمة، والأثر الثقافي لجائزة نوبل في الأدب

التنوع الجغرافي:

على الرغم من أن الفائزين الأوروبيين هيمنوا على الجوائز في السنوات الأولى منذ تأسيسها عام 1901، إلا أن الاهتمام توسع لاحقًا ليشمل قارات أخرى مثل آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
هذا التوسع يعكس الاعتراف العالمي بالتنوع الأدبي وبقدرة الكتاب من مختلف الثقافات على تقديم أعمال ذات قيمة إنسانية وفنية عالمية.

اللغات المكرّمة:

معظم الجوائز ذهبت إلى أعمال مكتوبة بالإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، والألمانية، بينما كانت العربية أقل حضورًا حتى الآن، مع بروز بعض الأسماء مثل نجيب محفوظ. 
هذا التوزع اللغوي يعكس تأثير اللغات الكبرى في المشهد الأدبي العالمي، لكنه أيضًا يسلط الضوء على ضرورة الاهتمام بالأدب المكتوب باللغات الأقل انتشارًا.

الأثر الثقافي:

فوز الكاتب بجائزة نوبل يمنحه شهرة عالمية كبيرة، ويزيد من ترجمة أعماله إلى لغات متعددة، ما يعزز انتشار فكره وأدبه على المستوى الدولي. 
كما أن الجائزة تفتح أبوابًا للقراء والنقاد لاكتشاف ثقافات جديدة وفهم سياقات أدبية مختلفة، ما يجعلها أحد أهم الجوائز الأدبية المؤثرة عالميًا.

لجان جائزة نوبل للأدب وطرق الاختيار 

الأكاديمية السويدية ولجان التحكيم

تُمنح جائزة نوبل للأدب سنويًا عبر الأكاديمية السويدية، التي تأسست عام 1786 على يد الملك غوستاف الثالث في السويد، وتضم حاليًا 18 عضوًا دائمًا، ويتمتع كل عضو بصلاحية التصويت، ويجري اختيار الفائز وفقًا لنظام سري للغاية، لضمان الشفافية والعدالة.
يتم تكليف لجنة فرعية للأدب داخل الأكاديمية بمراجعة الترشيحات، وهي تتكون عادة من خمسة أعضاء خبراء في الأدب واللغات العالمية، هذه اللجنة مسؤولة عن دراسة الأعمال الأدبية المرشحة بعناية، وتحليل أسلوبها ومحتواها وقيمتها الثقافية والفكرية.

الترشيح 

يبدأ كل عام في سبتمبر/أكتوبر بتلقي الأكاديمية الترشيحات من مصادر رسمية، تشمل:

  • أساتذة جامعات مختصين بالأدب.
  • أعضاء أكاديمية سويدية حاليين وسابقين.
  • أعضاء جمعيات أدبية مرموقة حول العالم.
  • الفائزين السابقين بجائزة نوبل.
لا يُسمح للكتّاب بترشيح أنفسهم، وهذا لضمان موضوعية التقييم.

مرحلة الدراسة والتحليل

بعد إغلاق باب الترشيح، تبدأ لجنة التحكيم بمراجعة شاملة لكل الأعمال المقدمة، تشمل:

المراجعة

  • تحليل الأسلوب واللغة: إبداع الكاتب في التعبير واستخدام اللغة.
  • المحتوى الثقافي والفكري: القدرة على معالجة موضوعات إنسانية وفكرية بشكل أصيل ومؤثر.
  • الأصالة والابتكار الأدبي: تقديم رؤى جديدة أو تطوير أشكال سردية مبتكرة.
  • الأثر العالمي: إمكانية أن تصل أعمال الكاتب إلى جمهور دولي واسع وتؤثر فيه.
في هذه المرحلة، يُعدّ كل عمل أدبي ضمن ملفات مفصلة تشمل تقييمات نقدية، وسوابق أعمال الكاتب، وترجمة بعض نصوصه إلى لغات أخرى إذا كانت متاحة.

التصويت النهائي وإعلان الفائز

  • بعد الانتهاء من دراسة الترشيحات، تُقدَّم التوصيات إلى الأكاديمية السويدية كاملة، حيث تجري مداولات سرية للتوصل إلى اتفاق حول الفائز.
  • يتطلب اختيار الفائز أغلبية ثلثي الأصوات داخل الأكاديمية، وفي حال عدم الوصول إلى توافق، يتم تأجيل الإعلان أحيانًا للسنة التالية، أو يمكن الامتناع عن منح الجائزة في حالات استثنائية مثل الحرب العالمية.
  • يُعلن عن الفائز رسميًا عادة في أوائل أكتوبر من كل عام، ويتم تسليمه الجائزة في 10 ديسمبر، وهو يوم وفاة ألفريد نوبل، في حفل رسمي في ستوكهولم. 
  • يشمل الحفل تقديم ميدالية ذهبية، شهادة رسمية، ومكافأة مالية تُحدّد سنويًا وفق موارد صندوق نوبل.

السرية والتوثيق

تتمتع العملية بقدر عالٍ من السرية؛ ملفات الترشيحات ومداولات الأكاديمية لا تُكشف للعامة إلا بعد مرور 50 سنة، وهو ما يجعل المعلومات الحديثة متاحة فقط من خلال الإعلانات الرسمية للأكاديمية أو من خلال تحليل التوقعات الأدبية والنقدية.

قائمة الفائزون بـ جائزة نوبل في الآدب من نشأتها حتى الآن 

القائمة الكاملة للفائزين بجائزة نوبل في الأدب من 1901 حتى 2024، مع ذكر الدولة واللغة التي كتب بها كل منهم:

1901–2024

  • 1901: سولي برودهوم (فرنسا) – فرنسي
  • 1902: ثيودور مومسن (ألمانيا) – ألماني
  • 1903: بيورنستيرن بيورنشون (النرويج) – نرويجي
  • 1904: خوسيه إتشغاراي (إسبانيا) – إسباني
  • 1904: فريديريك ميسترال (فرنسا) – فرنسي
  • 1905: هنريك سيينكيفيتش (بولندا) – بولندي
  • 1906: جيوسو كاردوتشي (إيطاليا) – إيطالي
  • 1907: روديارد كيبلينغ (المملكة المتحدة) – إنجليزي
  • 1908: رودولف كريستوف أوكن (ألمانيا) – ألماني
  • 1909: سيلما لاجيرلوف (السويد) – سويدية
  • 1910: بول يوهان لودفيغ فون هايزه (ألمانيا) – ألماني
  • 1911: مارييت سيلفيا (إيطاليا) – إيطالية
  • 1912: غريغور مينديل (النمسا) – نمساوي
  • 1913: رابندراناث طاغور (الهند) – بنغالي
  • 1914: فرانز كافكا (النمسا) – ألماني
  • 1915: أوغست ستريندبرغ (السويد) – سويدي
  • 1916: فيرنر فون هايدنستام (السويد) – سويدي
  • 1917: كارل أدولف جييليروب (الدنمارك) – دنماركي
  • 1918: تشارلز تومسون ريس ويلسون (المملكة المتحدة) 
  • 1919: كارل أوسكار ألبيرت (السويد) – سويدي
  • 1920: كاروستا شاريكوف (روسيا) – روسي
  • 1921: ألكسندر ألكسيف (روسيا) – روسي
  • 1922: خوسيه إتشغاراي (إسبانيا) – إسباني
  • 1923: ويليام بتلر ييتس (أيرلندا) – إنجليزي
  • 1924: فريدريك ميسترال (فرنسا) – فرنسي
  • 1925: جورج بيرنارد شو (المملكة المتحدة) – إنجليزي
  • 1926: غرازيانو (إيطاليا) – إيطالي
  • 1927: هنريك سينيكيفيتش (بولندا) – بولندي
  • 1928: سينكلير لويس (الولايات المتحدة) – إنجليزي
  • 1929: توماس مان (ألمانيا) – ألماني
  • 1930: سينكلير لويس (الولايات المتحدة) – إنجليزي
  • 1931: إريك أكسل كارلفيلدت (السويد) – سويدي
  • 1932: جان بونين (فرنسا) – فرنسي
  • 1933: إي. م. فورستر (المملكة المتحدة) – إنجليزي
  • 1934: لويس أراگون (فرنسا) – فرنسي
  • 1935: سانتياغو رامون إي كاخال (إسبانيا) – إسباني
  • 1936: يوجين أوبون (ألمانيا) – ألماني
  • 1937: روجر مارتن دوغلاس (فرنسا) – فرنسي
  • 1938: بير لاجيركفيست (السويد) – سويدي
  • 1939: فرانسوا موريك (فرنسا) – فرنسي
  • 1940–1943: لم تُمنح الجائزة (الحرب العالمية الثانية)

  • 1944: يوهان فاليري (فرنسا) – فرنسي
  • 1945: غابرييل ماركوس (المكسيك) – إسباني
  • 1946: هرتا مولر (ألمانيا/رومانيا) – ألماني
  • 1947: أندريه جيد (فرنسا) – فرنسي
  • 1948: توماس وولف (الولايات المتحدة) – إنجليزي
  • 1949: ويليام فالكنر (الولايات المتحدة) – إنجليزي
  • 1950: برنارد شو (المملكة المتحدة) – إنجليزي

  • 1951: بيرنارد شو (المملكة المتحدة) – إنجليزي

  • 1952: فرانسوا مورياك (فرنسا) – فرنسي

  • 1953: وينستون تشرشل (المملكة المتحدة) – إنجليزي

  • 1954: إرنست همنغواي (الولايات المتحدة) – إنجليزي

  • 1955: هالدور لاكسنس (آيسلندا) – آيسلندي

  • 1956: خوان رامون خيمينيز (إسبانيا) – إسباني

  • 1957: ألبير كامو (فرنسا) – فرنسي

  • 1958: بوريس باسترناك (الاتحاد السوفيتي) – روسي

  • 1959: سالفاتوري كواسمودو (إيطاليا) – إيطالي

  • 1960: سانت-جون بيرس (فرنسا) – فرنسي

  • 1961: إيفو أندريتش (يوغوسلافيا) – صربي

  • 1962: جون ستاينبك (الولايات المتحدة) – إنجليزي

  • 1963: جورجوس سيفيريس (اليونان) – يوناني

  • 1964: جان بول سارتر (فرنسا) – فرنسي (رفض الجائزة)

  • 1965: ميخائيل شولوخوف (الاتحاد السوفيتي) – روسي

  • 1966: شموئيل يوسف أغنون (إسرائيل) – عبري

  • 1967: ميغيل أنخيل أستورياس (غواتيمالا) – إسباني

  • 1968: ياسوناري كواباتا (اليابان) – ياباني

  • 1969: صموئيل بيكيت (المملكة المتحدة) – إنجليزي

  • 1970: ألكسندر سولجينيتسين (الاتحاد السوفيتي) – روسي

  • 1971: بابلو نيرودا (تشيلي) – إسباني

  • 1972: هاينريش بول (ألمانيا) – ألماني

  • 1973: باتريك وايت (أستراليا) – إنجليزي

  • 1974: إيفيند جونسن وهاري مارتينسون (السويد) – سويدي

  • 1975: يوجينيو مونتالي (إيطاليا) – إيطالي

  • 1976: سول بيلو (الولايات المتحدة) – إنجليزي

  • 1977: فيسنتي أليخاندري (إسبانيا) – إسباني

  • 1978: إسحاق باسيليس سينجر (الولايات المتحدة) – يديش

  • 1979: أوديسيوس إليتيس (اليونان) – يوناني

  • 1980: تشيسواف ميلوش (بولندا) – بولندي

  • 1981: إلياس كانيتي (المملكة المتحدة/بلغاريا) – ألماني

  • 1982: غابرييل غارسيا ماركيز (كولومبيا) – إسباني

  • 1983: ويليام جولدينغ (المملكة المتحدة) – إنجليزي

  • 1984: ياروسلاف سيفرت (تشيكوسلوفاكيا) – تشيكي

  • 1985: كلود سيمون (فرنسا) – فرنسي

  • 1986: وولي سويينكا (نيجيريا) – إنجليزي

  • 1987: جوزيف برودسكي (الولايات المتحدة/روسيا) – روسي

  • 1988: نجيب محفوظ (مصر) – عربي

  • 1989: كاميليو خوسيه ثيلا (إسبانيا) – إسباني

  • 1990: أوكتافيو باز (المكسيك) – إسباني

  • 1991: نادين غورديمر (جنوب أفريقيا) – إنجليزي

  • 1992: ديريك والكوت (سانت لوسيا) – إنجليزي

  • 1993: توني موريسون (الولايات المتحدة) – إنجليزي

  • 1994: كينزابورو أويي (اليابان) – ياباني

  • 1995: شيموس هيني (أيرلندا) – إنجليزي

  • 1996: ويسوافا شيمبورسكا (بولندا) – بولندي

  • 1997: داريو فو (إيطاليا) – إيطالي

  • 1998: خوسيه ساراماغو (البرتغال) – برتغالي

  • 1999: جونتر غراس (ألمانيا) – ألماني

  • 2000: جاو شينجيان (فرنسا/الصين) – فرنسي

  • 2001: ف. س. نايبال (المملكة المتحدة) – إنجليزي

  • 2002: إيمري كيرتيس (المجر) – مجري

  • 2003: ج. م. كوتزي (جنوب أفريقيا) – إنجليزي

  • 2004: إل فريده جيلينك (النمسا) – ألماني

  • 2005: هارولد بنتر (المملكة المتحدة) – إنجليزي

  • 2006: أورهان باموك (تركيا) – تركي

  • 2007: دوريس ليسينغ (المملكة المتحدة) – إنجليزي

  • 2008: جان ماري غوستاف لوكليزيو (فرنسا) – فرنسي

  • 2009: هيرتا مولر (ألمانيا/رومانيا) – ألماني

  • 2010: ماريو فارغاس يوسا (بيرو) – إسباني

  • 2011: توماس ترانسترومر (السويد) – سويدي

  • 2012: مو يان (الصين) – صيني

  • 2013: أليس مونرو (كندا) – إنجليزي

  • 2014: باتريك موديانو (فرنسا) – فرنسي

  • 2015: سفيتلانا أليكسيفيتش (بيلاروسيا) – روسي

  • 2016: بوب ديلان (الولايات المتحدة) – إنجليزي

  • 2017: كازوو إيشيغورو (المملكة المتحدة) – إنجليزي

  • 2018: أولغا توكارزوك (بولندا) – بولندي

  • 2019: بيتر هاندكه (النمسا) – ألماني

  • 2020: لويز غلوك (الولايات المتحدة) – إنجليزي

  • 2021: عبد الرزاق غرناه (المملكة المتحدة/تنزانيا) – إنجليزي

  • 2022: آني إرنوا (فرنسا) – فرنسي

  • 2023: جون فوسّه (النرويج) – نينورسك

  • 2024: هان كانغ (كوريا الجنوبية) – كوري

اقرأ أيضًا: 

الفائزون العرب بجائزة نوبل في الأدب

حتى الآن، يظل نجيب محفوظ (مصر، 1988) هو الكاتب العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في الأدب، وقد منحته الأكاديمية السويدية الجائزة تقديرًا لرواياته التي جمعت بين العمق الاجتماعي والسياسي والفني، وبرزت خصوصًا في أعماله مثل ثلاثية القاهرة ("بين القصرين"، "قصر الشوق"، "السكرية")، التي قدّمت صورة حية لمجتمع القاهرة في القرن العشرين.

وعلى الرغم من قلة الفائزين العرب، إلا أن هناك العديد من الكتّاب العرب الذين ظهروا مرشحين دائمين ضمن القوائم الموسعة للجائزة، حتى لو لم يصلوا إلى مرحلة الإعلان النهائي. من هؤلاء:

  • أدونيس (سوريا/لبنان): شاعر وفيلسوف، يعتبر أحد أبرز رموز الشعر العربي المعاصر، وقد ورد اسمه سنويًا كمرشح محتمل نظرًا لأعماله الشعرية والفكرية المبتكرة، التي تمزج بين الحداثة والتجديد في الشعر العربي.
  • غيره من الكتاب العرب مثل غسان كنفاني، وبعض الأصوات الأدبية من المغرب العربي ومصر وبلاد الشام، غالبًا ما يُدرجون ضمن الترشيحات الموسعة أو التوقعات في المقالات النقدية، لكنها لم تصل أبدًا إلى الإعلان الرسمي للفائز.

لكن الأدب العربي ما زال يواجه تحديات كبيرة للحصول على الاعتراف الدولي على مستوى نوبل، ويرجع ذلك إلى:

  • محدودية ترجمة الأعمال العربية إلى لغات واسعة الانتشار.
  • التركيز الأكاديمي والنقدي على موضوعات محددة، ما يجعل بعض الأعمال أقل ظهورًا في الأوساط العالمية.
  • الطبيعة الفلسفية أو التجريبية لبعض الأعمال التي قد تكون صعبة الفهم للأكاديمية السويدية أو القراء غير العرب.
  • وبالرغم من ذلك، يظل حضور الأدب العربي في الترشيحات المتزايدة مؤشرًا على التقدير العالمي المتنامي للأدب العربي المعاصر، وإمكانية ظهور فائزين عرب آخرين في المستقبل مع توسع الاهتمام بالكتّاب من مختلف القارات والثقافات.

نجيب محفوظ العربي الوحيد الفائز بجائزة نوبل في الأدب 

نال نجيب محفوظ جائزة نوبل في الأدب عام 1988 ليصبح بذلك الكاتب العربي الوحيد الحائز على هذه الجائزة، إذ منحته الأكاديمية السويدية الجائزة تقديرًا لمجموع أعماله الأدبية وليس لرواية واحدة بعينها، وذلك لما جسدته من تصوير واقعي ومعمّق للمجتمع المصري وتحليل للتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية في القرن العشرين. وخصوصًا أعماله الشهيرة مثل الثلاثية "بين القصرين"، "قصر الشوق"، و"السكرية"، التي عكست صراعات الفرد والمجتمع والتاريخ المصري بأسلوب سردي متقن يمزج بين الواقعية الاجتماعية والتأمل الفلسفي. 
فوز نجيب محفوظ اعتُبر اعترافًا عالميًا بالأدب العربي الحديث وقدرته على التعبير عن التجربة الإنسانية بعمق وفنّ، وفتح الباب للقراء والنقاد الدوليين لاكتشاف الثقافة العربية ورؤاها الأدبية.

فيديو .. لحظة الإعلان عن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب 


نظرة على أبرز الفائزين بجائزة نوبل في الأدب عبر التاريخ

إرنست همنغواي (الولايات المتحدة) – 1954

أحد أبرز رواد الأدب الأمريكي الحديث، اشتهر بأسلوبه الموجز والمكثّف المعروف بـ"نظرية الجبل الجليدي"، فاز بالجائزة عن روايته الخالدة العجوز والبحر، التي تمثل رمزًا للصبر والكرامة الإنسانية في مواجهة المصير.

ألبير كامو (فرنسا/الجزائر) – 1957

فيلسوف وكاتب وجودي، تناول في أعماله عبثية الوجود والبحث عن المعنى في عالم لا عقلاني، من أبرز مؤلفاته الغريب والطاعون، وقد اعتبرته الأكاديمية السويدية صوتًا للضمير الإنساني.

غابرييل غارسيا ماركيز (كولومبيا) – 1982

رائد الواقعية السحرية في الأدب اللاتيني، جمع بين الأسطورة والواقع بأسلوب مدهش، فاز عن روايته الشهيرة مئة عام من العزلة، التي تُعد من أعظم الروايات في تاريخ الأدب العالمي.

ويليام فوكنر (الولايات المتحدة) – 1949

أحد أعمدة الأدب الأمريكي الجنوبي، تميز بأسلوبه المعقد وبنائه الزمني غير الخطي، تناول في رواياته مثل الصخب والعنف وبينما أرقد محتضرة موضوعات الذاكرة والهوية والتاريخ.

توماس مان (ألمانيا) – 1929

من أعظم الأدباء الألمان في القرن العشرين، فاز عن روايته آل بودنبروك التي رصدت انحلال عائلة بورجوازية. عُرف بقدرته على مزج الأدب بالفكر الفلسفي والإنساني العميق.

أسئلة شائعة حول جائزة نوبل في الأدب

1. هل يمكن للكاتب الفوز أكثر من مرة؟

لا، الأكاديمية السويدية تمنح الجائزة مرة واحدة لكل كاتب.

2. هل يمكن للكاتب ترشيح نفسه؟

لا، الترشيح يتم فقط من قبل أساتذة جامعات، أعضاء جمعيات أدبية، الأكاديميين السابقين، والفائزين السابقين.

3. ما سبب عدم منح الجائزة في بعض السنوات؟

تم الامتناع عن منح الجائزة في حالات استثنائية، مثل الحروب العالمية أو النزاعات الكبرى، لضمان استمرارية نزاهة الجائزة.

4. كيف تُحدد قيمة المكافأة المالية؟

تُحدد سنويًا وفق موارد صندوق نوبل، وغالبًا تتراوح قيمتها بين مليون ومليوني دولار أمريكي.

5. هل هناك تفضيل للغة معينة؟

لا يوجد تفضيل رسمي، لكن معظم الجوائز ذهبت للإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، والألمانية، بينما تبقى اللغات الأخرى أقل حضورًا حتى الآن.

6. متى يُعلن عن الفائز؟

عادةً في أوائل أكتوبر من كل عام، ويتم تسليم الجائزة في 10 ديسمبر، يوم وفاة ألفريد نوبل.

ختامًا؛ تظل جائزة نوبل في الأدب مرجعًا عالميًا للتميز والإبداع، رمزًا لتكريم الأصوات الأدبية التي تتجاوز حدود الزمان والمكان، فهي ليست مجرد وسام للفائز، بل نافذة يطلّ من خلالها العالم على ثقافات وأفكار جديدة، ويتيح للقراء التعرف على تجارب إنسانية متنوعة من مختلف القارات واللغات.

ومع مرور أكثر من قرن على تأسيسها، أثبتت جائزة نوبل في الأدب قدرتها على التأثير في الأدب العالمي، وإلهام الأجيال الجديدة من الكتّاب والقراء على حد سواء، وبغض النظر عن الجدل الذي قد يحيط ببعض الترشيحات، تبقى نوبل للأدب شهادة على قيمة الكلمة وقوة الإبداع في خدمة الإنسانية، وعلى الأثر الثقافي العميق الذي يمكن للأدب أن يتركه في نفوس البشر عبر الأجيال.

اقرأ أيضًا: 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال